حسمت تقارير رسمية تركية ومصرية 27 يوليو تموز الجاري، موعدا لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى تركيا، لتكون الاولى من نوعها للرئيس المصري منذ تسلمه رئاسة البلاد والنزاع مع القيادة التركية الداعمة للرئيس الراحل محمد مرسي والتي ادت الى طرد القاهرة للسفير التركي بسبب تدخل اردوغان في الشأن المصري عام 2013 .
الرئيس المصري سيزور الاراضي التركية في سياق جولة تقوده اولا الى اجتماع روسي أفريقي بمدينة سان بطرسبورج الروسية ثم يتوجه بعدها إلى تركيا لعقد قمتة الرسمية الاولى مع الرئيس رجب طيب اردوغان ليتوج بذلك المحادثات المارثونية والمفاوضات بين وفود البلدين الامنية والسياسية لعودة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الطرفين
ويتوقع المراقبون ان تكون الزيارة بوابة لحقبة تعاون جديدة بين البلدين الكبيرين في الاقليم والمطلان على بعضهما البعض عبر البحر المتوسط وبوابة كل دولة للاخرى الى القارة التي يقع فيها
الى جانب العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية التي سيحثها الزعيمان، فان ملفات خارجية عالقة شكلت ساحة تنافس وتناحر بين انقرة والقاهرة على مدى العشرية الماضية ، واهم تلك الساحات ليبيا المجاورة لمصر والتي تعتبر امتداد لامنها الاقليميظن فيما تراها تركيا بوابة واسعة للاستثمار والاستحواذ على المتوسط وخيراته ومعبر الى افريقيا
كما سيكون الملف السوري حاضرا على مائدة المفاوضات بين اردوغان والسيسي، فالاخير له موقف من الأزمة السورية ويرغب في الدخول الى خط الوساطة بين الرئيس بشار الاسد واردوغان، علما ان مصر كانت صاحبة الفضل في فض نزاع مسلح بين البلدين في العام 1998 عندما توسطت للتوصل الى اتفاقية اضنة والتي انتهت بطرد ثم القبض على زعيم حزب العمال التركي المعارض عبدالله اوجلان
اتفاقية اضنة تتيح للقوات التركية التوغل الى 5 كيلو مترات في الاراضي السورية لمحاربة الاكراد وتعمل اليوم على تعديل الاتفاقية للوصول الى 30 كيلو متر في العمق السوري ويبدو ان مصر تريد العودة الى الوساطة ومحاولة الدفع للتطبيع بين دمشق وانقره
وكان الامير القطري الشيخ تميم بن حمد قد جمع الرئيسين المصري والتركي على هامش حفل افتتاح بطولة كأس العالم 2022 في قطر وتصافحا وذلك للمرة الأولى ثم جرت بينهما لاحقاً اتصالات هاتفية عقب أحداث الزلزال المدمرة التي ضربت تركيا وكذلك سوريا في فبراير، الى جانب ذلك هاتف السيسي الرئيس التركي مهنئا بفوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة