يحيي السوريون اليوم الاثنين الذكرى الأولى للإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكمه الاستبدادي، في وقت تكافح فيه البلاد لتحقيق الاستقرار والتعافي بعد حرب استمرت سنوات طويلة.
ومن المقرر أن تشهد ساحة الأمويين في دمشق احتفالات رسمية، وقد امتلأت بالفعل بالحشود المبتهجة استعدادًا للذكرى، كما ستقام فعاليات مماثلة في مناطق أخرى من سوريا.
فرار الأسد وسيطرة المعارضة
فر الأسد إلى روسيا قبل عام بعد أن سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع على دمشق وأطاحت به بعد حرب دامت أكثر من 13 عامًا، اندلعت عقب انتفاضة شعبية ضد حكمه.
وشهدت بعض المدن السورية احتفالات منذ عدة أيام، حيث امتلأت شوارع حماة بالآلاف يوم الجمعة، ملوحين بالعلم السوري الجديد.
إظهار الوحدة الوطنية
هنأت الإدارة التي يقودها الأكراد السوريين في الشمال الشرقي بالذكرى السنوية، لكنها حظرت التجمعات لأسباب أمنية، مشيرة إلى نشاط “خلايا إرهابية” قد تستغل المناسبة.
وفي خطاب له في أواخر نوفمبر، دعا الشرع جميع السوريين إلى الاحتشاد في الساحات لإظهار الوحدة الوطنية والفرحة بالانتصار.
تغييرات على المستوى السياسي والدولي
أعاد الشرع تشكيل العلاقات الخارجية لسوريا، فتعززت العلاقات مع الولايات المتحدة وحصل على دعم دول الخليج.
وتعهد الشرع بإنهاء الدولة البوليسية التي أسسها الأسد وإقامة نظام شامل وعادل، رغم موجات العنف الطائفي التي أدت إلى نزوح مئات القتلى وزيادة انعدام الثقة بين الأقليات تجاه الحكومة.
إدارة الأكراد والتحديات الداخلية
تسعى الإدارة الكردية إلى حماية سلطتها في شمال شرق سوريا، بينما يطالب بعض الدروز في الجنوب بالاستقلال. وقال الشرع في منتدى الدوحة مطلع الأسبوع إن “سوريا تعيش أفضل ظروفها”، مع وعد بمحاسبة المسؤولين عن أي عنف.
وأضاف أن الفترة الانتقالية بقيادته ستستمر أربع سنوات لإقامة المؤسسات، سن القوانين، ووضع دستور جديد يُعرض على الشعب للاستفتاء، على أن تجرى الانتخابات بعد اكتمال هذه المرحلة.
آثار الحرب والاقتصاد
حكمت عائلة الأسد الأقلية العلوية سوريا لمدة 54 عامًا، وأسفرت الحرب السورية منذ 2011 عن مئات آلاف القتلى وشرّد الملايين، بينما لجأ نحو خمسة ملايين إلى دول الجوار.
وأشار حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصري الأسبوع الماضي إلى أن عودة نحو 1.5 مليون سوري إلى البلاد تدعم نمو الاقتصاد.
في الوقت نفسه، يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 16.5 مليون شخص بحاجة ملحة للمساعدات الإنسانية في سوريا خلال 2025.
المصدر: الوكالات