السنغاليون يصوتون في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية وسط اجواء من التوتر

تاريخ النشر: 26 فبراير 2012 - 03:57 GMT
البوابة
البوابة

يدلي الناخبون في السنغال باصواتهم الاحد في انتخابات رئاسية وسط اجواء من التوتر تسود منذ اعلان الرئيس عبد الله واد (85 سنة) ترشحه لولاية ثالثة بينما دعت المعارضة الى اقتراع جديد بدونه، اذا اعيد انتخابه.
ويثير التوتر السياسي في بلد كان يعد نموذجا في الديموقراطية في منطقة غرب افريقيا غير المستقرة، مخاوف من هروب الى الامام.
وقد اقترح الرئيس النيجيري السابق اولوسيغون اوباسانجو رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي في السنغال السبت الى "تجنب الفوضى" عبر تحديد ولاية واد الذي يحكم منذ 12 عاما، بسنتين اذا اعيد انتخابه.
لكن المعارضة رفضت هذه التسوية.
وسقط بين ستة قتلى و15 قتيلا خلال شهر واحد في تظاهرات معظمها محظورة طالبت بسحب ترشيح واد وقمعتها السلطات بشدة.
ودعي 5,3 ملايين ناخب الى التصويت في الدورة الاولى من انتخابات تعد الاكثر اضطرابا في تاريخ السنغال بعد اعمال عنف اسفرت عن سقوط قتلى.
وفتحت مراكز التصويت البالغ عددها 11 الفا و900 ابوابها في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش. وسيستمر التصويت حتى الساعة 18,00.
وقال صحافيون من وكالة فرانس برس ان مئات الاشخاص ينتظرون ليتمكنوا من التصويت منذ ساعات قبل فتح المراكز.
ويخوض الانتخابات الى جانب الرئيس 13 مرشحا بينهم ثلاثة رؤساء وزراء سابقين هم مصطفى نياس وادريسا سيك وماكي سال، وزعيم الحزب الاشتراكي عثمان تانور ديينغ.
واقترحت حركة 23 يونيو (ام 23) السبت بتنظيم انتخابات رئاسية جديدة "خلال مهلة تتراوح بين ستة وتسعة اشهر"، على ان يتعهد الرئيس واد "بعدم الترشح لها".
وفي مدرسة في حي دركيلي الشعبي في دكار، قال عبدو غيي وهو تاجر صغير في العشرين من العمر "جئت لادلي بصوتي واعود بسرعة الى المنزل، وآمل الا تحدث اضطرابات".
اما سائق سيارة الاجرة كيبا ديوب فاكد انه "موجود هنا منذ الساعة السادسة صباحا. ساصوت وارجل وآمل الا تحدث مشاكل".
وفي مركز بيرت موبير في حي بلاتو وسط المدينة، اصطف حوالى مئة شخص قبل بدء التصويت.
واكد شيخ انغاي وهو شاب كان يضع قبعة زرقاء "كل شىء جرى على ما يرام. صوت لماكي سالي" رئيس الوزراء السابق ومرشح المعارضة.
واضاف ان سالي "سيفوز بدون اي مشكلة وهو رجل كريم وجدي. واد طاعن في السن. لقد قام بعمل جيد لكن عليه ان يترك المكان لغيره الآن".
ولم يخف رجل في الخمسين من العمر تعاطفه مع رئيس الدولة. وقال "كل شىء يسير كما هو متوقع. الرئيس واد سينتخب من الدورة الاولى. اما واثق من ذلك وآمل ان يتحقق الامر".
ورأى ان "التظاهرات ضد ترشحه ليست سوى الاعيب سياسية".
وبدت التعبئة واسعة في جميع انحاء السنغال باستثناء منطقة كازامانس حيث لم تكن مراكز الاقتراع قد فتحت ابواها قبيل ظهر اليوم بسبب تهديدات المتمردين، كما ذكر قرويون في منطقة بينيونا.
وتشهد كازامانس تمردا انفصاليا مستمرا منذ ثلاثين عاما.
ويتنافس 13 مرشحا على رأسهم الرئيس المنتهية ولايته في الاقتراع.
لكن واد يواجه ثلاثة مرشحين رئيسيين هم رؤساء حكومات سابقة في عهده الى زعيم الحزب الاشتراكي الذي قاد اربعين عاما السنغال التي تعد واحدة من الدول الافريقية النادرة التي لم تشهد اي انقلاب منذ استقلالها سنة 1960 .
واختتمت حملة الانتخابات الرئاسية بتظاهرات وتجمعات.
ودعا المجتمع الدولي كافة الاطراف الى المشاركة في اقتراع حر ودون اعمال عنف.
وقد تحدثت حركة 23 حزيران/يونيو (ام 23) التي تضم المعارضة والمجتمع المدني، السبت عن تجاوزات وعن انعدام الامن، معتبرة ان من المستحيل ضمان الشفافية وحرية التعبير في مثل هذه الاجواء.