"السلطة" تدرس وقف التنسيق مع إسرائيل والمفتي يهاجم القرضاوي

تاريخ النشر: 28 فبراير 2012 - 09:52 GMT
ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

أكدت مصادر فلسطينية رسمية أن القيادة الفلسطينية ستدرس إمكانية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ضمن ردها على تواصل التعنت الإسرائيلي والاستيطان في الأراضي الفلسطينية عام 1967 بما فيها القدس الشرقية وفشل المفاوضات السياسية في إحداث أي اختراق في الجمود السياسي السائد في المنطقة.

وأكد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن خيار وقف التنسيق الأمني ووقف التعاون الاقتصادي مع إسرائيل مطروح للدراسة من قبل القيادة الفلسطينية ردا على التعنت الإسرائيلي وفشل المفاوضات في ظل تواصل الاستيطان وتهويد القدس.

كما أكد عبد ربه أن الرسائل التي كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أسابيع عن اعتزام القيادة الفلسطينية إرسالها لإسرائيل وللأطراف الدولية لم ترسل لغاية الآن.

وأشار عبد ربه إلى أن الرسائل التي ستحمل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات وعدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة ما زالت قيد الدراسة من قبل الجانب الفلسطيني.

مفتي فلسطين ينتقد القرضاوي

من جانبه دعا وزير الأوقاف والشئون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش الثلاثاء، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إلى التراجع عن فتواه التي يحرم فيها على غير الفلسطينيين زيارة القدس.

وقال الهباش في بيان الثلاثاء تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن "هذه الفتوى الخاطئة تخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، فضلًا عن أنها تقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي الذي يريد عزل المدينة المقدسة عن محيطها العربي والإسلامي، ولا يرغب برؤية أي وجود عربي أو إسلامي في القدس".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الزعماء العرب خلال مؤتمر القدس في الدوحة إلى زيارتها، وهو الأمر الذي رفضه القرضاوي واعتبره تطبيعاً وهو الموقف الذي تبنته حركة حماس أيضاً.

وقال الهباش إن زيارة القدس هي "فريضة شرعية وضرورة سياسية، وأنها حق مشروع لجميع المسلمين والمسيحيين، وواجب مقدس على المسلمين بنص صحيح السنة النبوية المشرفة".

ورأى أن "زيارة المسلمين للقدس حتى وهي تحت الاحتلال، تتشابه مع زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الحرام بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين، والأصنام تنتشر بالعشرات في داخل الكعبة المشرفة وحولها"، مضيفاً "لم يقل أحدٌ بأن ذلك كان تطبيعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين أو اعترافًا بشرعية حكمهم لمكة المكرمة، بل كان ذلك تأكيدًا لحقه في المسجد الحرام".

وأيد ما قاله الرئيس الفلسطيني في افتتاح مؤتمر القدس بالدوحة إن زيارة القدس "لا يمكن أن تكون تطبيعًا مع الاحتلال الإسرائيلي، بل هي حالة من التواصل مع القدس وأهلها، وأن زيارة السجين ليست اعترافًا بالسجان أو تطبيعًا معه".

وأضاف الهباش أن زيارة المسلمين والمسيحيين للقدس "تمثل تحديًا للسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى عزل المدينة المقدسة، وتشكل دعمًا ماديًا ومعنويًا للمرابطين في القدس حتى لا يشعرون بأنهم وحدهم في معركة الدفاع عن عروبة وإسلامية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

ودعا الهباش كل الذين يفتون بتحريم زيارة القدس إلى أن "يتقوا الله في ما يقولون، وألا يكونوا عونًا لإسرائيل على القدس وأهلها المرابطين الذين يتطلعون إلى تواصل كل أبناء الأمة معهم لدعم صمودهم وتعزيز بقائهم في مدينتهم"، مؤكدًا أنه "مستعد لمواجهة ومناظرة أي شخص بالحجة والبينة والدليل الشرعي، وكذلك بالرؤية السياسية القائمة على حفظ مصالح الأمة وحقوقها، وخاصة في فلسطين والقدس".