اعلنت السلطات السورية انها عثرت على معمل للاسلحة ضبطت فيه طائرة استطلاع واليات عسكرية ثقيلة في حي بابا عمرو في حمص، وان الاهالي بدأوا العودة الى الحي الذي بسط الجيش النظامي الخميس سيطرته عليه.
وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) إن "الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو الاثنين معملا للاسلحة (...) وعثرت بداخله على طائرة استطلاع شبيهة بالتي يستخدمها كيان الاحتلال الاسرائيلي وكاميرات مراقبة وقذائف مضادة للدروع وقواعد لاطلاق الصواريخ وصواريخ متنوعة".
واشارت الوكالة إلى أن "المجموعات الإرهابية المسلحة كانت تستخدمه (المعمل) لاعداد المتفجرات والعبوات الناسفة والصواريخ اليدوية التي تطلق على الأحياء السكنية دون تحديد الهدف".
واضافت الوكالة ان "الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو دهاليز وانفاقا استخدمها الإرهابيون لتهريب الاسلحة والتنقل بين الاحياء والاختباء بداخلها".
وفي المقابل، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الجهات المختصة ضبطت على طريق حماة-حمص شاحنة بداخلها كمية من الأسلحة والقذائف وقد ألقت القبض على السائق ومرافقه.
وأضافت الوكالة أن "الأسلحة المضبوطة شملت خمس بنادق آلية وعشر قذائف آر بي جي وعشر حشوات آر بي جي وكمية من الذخائر المتنوعة".
واكد مصدر أمني في دمشق بعد ظهر الخميس أن الجيش السوري سيطر بالكامل على حي بابا عمرو لكنه قال إن "المسلحين ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لاخراجهم" منها.
ومن جهته، اعلن العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر الذي يضم مسلحين منشقين عن الجيش النظامي ان قواته نفذت انسحابا "تكتيكيا" من هذا الحي.
ولفتت الوكالة إلى أن أهالي حي بابا عمرو في مدينة حمص واصلوا العودة إلى منازلهم "التي هجرتهم منها المجموعات الإرهابية المسلحة بعد إعادة الأمن والاستقرار إليه".
وما تزال السلطات السورية ترفض دخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى حي بابا عمرو منذ الجمعة لتوزيع المساعدات الانسانية على الحي مبررة أن المنع "يعود لأسباب أمنية".
ومن جهة أخرى، قالت مصادر المعارضة السورية إن 26 مدنيا قتلوا الاثنين برصاص قوى الأمن والجيش السوريين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره العاصمة البريطانية لندن في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه الثلاثاء، إن من بين القتلى شاب من حي الميدان الدمشقي وقد قضى "في أقبية الأفرع الأمنية".
وأضاف البيان أن "شابا يبلغ من العمر 18 عاما قتل في مدينة يبرود التي اقتحمتها القوات النظامية السورية صباح (أمس) الاثنين".
وذكر البيان أن جثامين ثمانية مواطنين سلمت الى ذويهم في مدينة مضايا، بعدما كانوا فقدوا في بلدة بلودان اثر اصابة منزل كان يختبئون فيه بقذيفة.
معونات
على صعيد اخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الاثنين انها وزعت أغذية ومساعدات اخرى على بعض احياء مدينة حمص السورية لكنها لم تحصل على اذن من السلطات لدخول حي بابا عمرو اكثر المناطق تضررا بالمدينة.
وقال ايف داكور المدير العام للصليب الاحمر ان الحكومة ما زالت تمنع دخول موظفي اللجنة الى المعقل السابق للمعارضة حيث لا يزال المدنيون محاصرين في درجات حرارة شديدة البرودة ويحتاجون للطعام والمياه والرعاية الطبية.
وقال متحدث ان المفاوضات مستمرة مع الجيش والحكومة بعد ان وصل موظفو الصليب الاحمر ومتطوعون وسيارات اسعاف من الهلال الاحمر العربي السوري الى منطقتين في حمص فرت اليهما عائلات كثيرة من بابا عمرو.
وقال داكور في مقابلة اجرتها معه هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية عن امكانية دخول بابا عمرو "نحن ممنوعون حاليا من قبل الجيش والحكومة السورية."
وأضاف قوله "المفاوضات تجري على الارض في حمص مع القادة العسكرييين وايضا في دمشق."
وقال في اشارة الى بابا عمرو "الوضع بالغ الصعوبة والاحوال الجوية مأساوية. الجو بارد جدا وهناك قتال واشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء او المياه وفوق كل ذلك مشكلة اجلاء الجرحى."
وكان يوم الاثنين اليوم الرابع الذي عجزت فيه وكالة الاغاثة المستقلة عن دخول حي بابا عمرو.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان فرقا من الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري تضم سيارات اسعاف وطبيبا وصلت يوم الاثنين الى اثنين من أحياء حمص هما الانشاءات والتوزيع الاجباري.
وقال "الانشاءات هو أقرب حي لبابا عمرو. بالتأكيد هناك سكان بحاجة الى مساعدات اذ أن هذا الحي تأثر أيضا بأعمال العنف ويستضيف أيضا الكثير من العائلات التي فرت من بابا عمرو."
واضاف "يريدون مساعدة اكبر عدد ممكن من الاشخاص."
وقال حسن انه في حي الانشاءات فانهم قاموا بتوزيع مساعدات على 100 أسرة او نحو 600 شخص "واضاف "بعض العائلات بدأت العودة الى الانشاءات بعد ان كانت قد غادرت اثناء المعارك."
وقال حسن ان قافلة للجنة الدولية للصليب الاحمر تحمل أغذية "لعدة الاف من الاشخاص" وأغطية وأدوات صحية وصلت الى حمص قادمة من دمشق يوم الاثنين وهي الثانية في اقل من اسبوع والخامسة منذ 11 من فبراير.
وتمكنت فرق من الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري من توزيع المساعدات الغذائية والطبية يوم الاحد في قرية ابل قرب حمص.
ووردت تقارير عن عمليات انتقامية دموية من جانب القوات الحكومية التي استعادت السيطرة على الحي من المعارضة يوم الخميس الماضي.
وسئل داكور عن التقارير التي تحدثت عن عمليات اعدام ارتكبت في بابا عمرو فقال "مبعث قلقنا بالطبع متصل بما يمكنكم سماعه ورؤيته في حمص لكن فوق كل ذلك له علاقة بحقيقة مفادها هو انني للاسف اخشى ان نواجه صراعا او وضع قتال قد يستمر لعدة شهور أو ربما اطول من ذلك... والسكان المدنيون هم الذين سيدفعون الثمن فعليا."
ولا يزال الصليب الاحمر يضغط للتوصل لوقف لاطلاق النار في سوريا مدته ساعتان يوميا لاغراض انسانية وهي مبادرة بدأها قبل نحو اسبوعين مع كل من الحكومة السورية وقوات المعارضة.
وقال داكور "ساعتان ليستا فترة طويلة جدا لكنهما ضروريتان للسكان لكي يحصلوا ببساطة على الدواء الذي يحتاجونه ومن أجل انقاذ الجرحى ومساعدتهم.
"حمص ليست المكان الوحيد المعرض للخطر.. هناك اماكن اخرى في سوريا تواجه مشكلات."