السلطات المصرية تنقل الخلفة المفترض للزرقاوي وتجدد الجدل حول شخصيته

تاريخ النشر: 15 فبراير 2007 - 05:15 GMT
نقلت السلطات المصرية بصورة مفاجئة " ابو ايوب المصري "خليفة الزرقاوي المفترض إلى سجن الواحات بالوادي الجديد، شبه المعزول نظرا لصعوبة الوصول إليه لبعده عن القاهرة 14 ساعة بالسيارة.

وبهذ الاجراء عاد الجدل مجددا بشأن عما إذا كان هو الذي يقود فعليا تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بالعراق، أم أنه شريف هزاع، الأصولي المعتقل في مصر، والذي يواجه حاليا ظروفا صحية حرجة قد تودي بحياته حسب محاميه بعد نقله .

واستغرب ممدوح اسماعيل محامي الجماعات الاسلامية وضع موكله في هذه الظروف الصعبة والقاسية رغم مرضه الشديد وثبوت براءته في قضية "العائدون من ألبانيا" والحكم بالافراج عنه قبل عدة أعوام، قائلا: إنه تقدم بطلب للنائب العام بالافراج عنه، فهو يواجه الموت بسبب مرضه وانعدام الرعاية الصحية في ظل ظروف معتقله الحالي التي يتعذر معها متابعته من محاميه وأسرته.

إلا أن المتحدث باسم قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق الميجر وليم كادويل والناطق باسم الحكومة العراقية د.علي الدباغ نفيا ان يكون أبو أيوب المصري محتجز في سجن بمصر.

وقال كالدويل في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ضمن طاولة مستديرة بالمركز الدولي للقوات المتعددة الجنسيات " ليس لدينا معلومات عن وجوده بسجن بمصر في هذه اللحظة وهذه هي المرة الاولى التي نسمع بهذه التقارير".

الجدل مستمر

لكن مصدرا في بغداد – طلب عدم ذكر اسمه – اعتبر أن الجدل والتعتيم حول شخصية "أبو أيوب" ستزداد في الفترة القادمة بعد أن أصبح تنظيم القاعدة في العراق تحت سيطرة شخص آخر يدعى أبو عمر البغدادي.

قال ممدوح اسماعيل لـ"العربية.نت" إن ما يحدث لشريف هزاع محير جدا ويثير علامات استفهام كبيرة، فهو ضحية تضليل ألصق به تهمة قيادة تنظيم القاعدة في العراق خلفا للزرقاوي بعد مقتله، رغم أنه لم يغادر السجن منذ عام 1997 وكبر سنه ومعاناته الصحية.

وأضاف أن كنية "أبو أيوب" أطلقت عليه من زملائه في السجن لصبره الطويل وهدوئه، فهو من السلفيين غير المنخرطين في أي فكر تنظيمي وقد برأته المحكمة عام 1999 ونفت في مسببات ذلك أي علاقة له بتنظيم الجهاد، بل له كتاب في السوق اسمه "العذر بالجهل" بعيد تماما عن أفكار التشدد.

واستطرد: فوجئت في العام الماضي بإعلان القوات الأمريكية في العراق بأن أبا أيوب "شريف هزاع" تولى خلافة الزرقاوي في قيادة القاعدة ببلاد الرافدين، مما جعلني أشك شخصيا في أن يكون قد أفرج عنه دون أن أعلم في ظل مشاغلي وأنه سافر إلى العراق، رغم أنني كنت التقيه بانتظام ولم انقطع عنه مطلقا منذ دخوله، فقمت فورا بزيارته في المعتقل وتيقنت بأنه لا يزال محتجزا، فأخبرته في حضور بعض رجال الأمن بما سمعته، وصار الأمر مادة للضحك والنكات بيننا خاصة عندما سألته عما إذا كان قد جرى استنساخه أو أن هناك نسخة ثانية منه في العراق".

وتابع ممدوح اسماعيل: حالته الصحية تدهورت كثيرا بعد ذلك، فعنده مشاكل خطيرة في القلب وفق تقرير طبي من قسم الحالات الحرجة في طب قصر العيني بعد عرضه عليه وأوصى بالمعاملة الطبية المناسبة له وأن لا يبذل مجهودا، فتم نقله إلى مستشفى سجن ليمان طرة.

وقال: هناك فوجئ بتنويمه على الأرض مع بعض النزلاء، فاحتج بعدم استطاعته ذلك نظرا لمرضه الشديد وطلب أن ينام على سرير، لكن الضابط رفض وأصر على وضعه في "التأديب" ثم تراجع بعد تدخل البعض وخوفا من تأثير ذلك على حياته.

نقل مفاجئ لسجن الواحات

وأشار ممدوح اسماعيل إلى أن "زوجة هزاع التقت أحد رجال الأمن وطلبت منه توفير عناية صحية بسبب مرضه الشديد فوعدها بذلك، لكنها فوجئت بنقله إلى سجن الواحات في الوادي الجديد البعيد جدا عن القاهرة، وهذا معناه عدم استطاعتها او استطاعة محاميه زيارته، وهناك خطورة شديدة على حياته من جراء ذلك".

ويرى أن هناك علامات استفهام كثيرة جدا عن سبب نقله وعن اصرار مسؤول أمريكي قبل عدة أيام بأن "أبو أيوب المصري" هو خليفة الزرقاوي، فهو انسان مريض وحاصل على أحكام قضائية بالافراج لم تنفذ، وواضح جدا بطبيعة الحال أن لا علاقة له بما يحدث في العراق ولا بتنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد الرافدين، بل لا يعرف شيئا عما يجري هناك، خاصة أنه لم ير الحرية منذ تغييبه في السجن.

وقال: تقدمت بطلب للنائب العام للافراج عنه، خاصة أنه أضرب عن الطعام بعد نقله للوادي الجديد، وناشدته التدخل ووضع حد للمعاملة السيئة التي يلقاها. لا أعرف اجابة عن علامات الاستفهام التي عندي بشأن الارتباك الاعلامي بشأن شخصيته الواضحة جدا لي والتي أعرفها بصفتي موكله منذ دخوله السجن قبل نحو عشر سنوات.

هل هو سلفي

وأضاف: لا يعقل أن يكون خليفة للزرقاوي مع أنه لم يخرج من السجن منذ ذلك الحين، بالاضافة إلى أنه في حوالي الخمسين من عمره ومريض، وفكره معتدل جدا، فهو سلفي الفكر والهوية، ومن طلبة العلم الشرعي وحاصل على ليسانس في علوم الشريعة من الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وكان يدرس المسائل الشرعية والفقه في مدينة شبين الكوم.

وتابع ممدوح اسماعيل: أعلم يقينا أن لا خطورة منه اطلاقا، فهو غير منخرط في أي كادر تنظيمي سواء تنظيم الجهاد أو غيره، وقد شارك في المراجعات الفكرية وكان مؤيدا لوقف العنف ولعب دورا كبيرا باطروحاته الشرعية في ذلك.

وقال: الأمن المصري أعلن أن "شريف هزاع" هو الاسم الحقيقي لأبي أيوب المصري بعد ثلاثة أيام من التصريح الامريكي بشأنه في العام الماضي، وهذا يثير علامات استفهام أخرى، كما أن القسوة في التعامل معه بعد ذلك يزيد الوضع غموضا.

وأوضح أن الصورة التي نشرها الأمريكيون في وقت سابق على أساس أنها أبو أيوب المصري ليست صورته. وعن احتمال استخدام شخص آخر في العراق لجواز سفر باسم شريف هزاع وصل إليه بطريقة ما، رد ممدوح اسماعيل بأن ذلك ممكن وقد يكون سببا في حالة الارتباك الاعلامي الحالية بشأن شخصيته، مشيرا إلى أن شريف سبق له السفر إلى السعودية والأردن وباكستان حيث عمل في الأخيرة مدرسا في مدرسة اسلامية.

العراق لايؤكد وجوده بمصر

من جهته قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية: لا توجد هناك تأكيدات بأنه موجود في مصر، ولكن المعلومات المتوفرة استخباراتيا تؤكد انه يقود القاعدة في العراق، وأن ثمة مشاكل في قيادة تنظيم القاعدة بين أبو أيوب المصري وابو عمر البغدادي حيث يعاني هذا التنظيم من مشاكل في قيادته.

إلا أن المصدر العراقي الذي تحدثت إليه "العربية.نت" أكد ان الصورة التي نشرت في وقت سابق، هي لأبو حمزة المهاجر وليس لشريف هزاع. وقال: كان هناك اعتقاد خاطئ بأن الاثنين شخصية واحدة، ولكن تبين لاحقا أن ذلك غير صحيح، فصورة المهاجر التي عرضتها وسائل الاعلام مرتديا زيا عربيا، التقطت عام 2003 عندما كان يجهز جواز سفر جديدا.

وأضاف: شخصيته ستبقى غامضة بالنسبة للأجهزة الأمنية وستزداد غموضا خاصة بعد تقلص دوره في العراق لصالح الدور الأبرز لأبو عمر البغدادي الذي يقدم نفسه بأنه أمير الدولة الاسلامية بالعراق".

وفي العام الماضي نشرت القوات الأمريكية في العراق نشرت صورا قالت انها لأبو ايوب المصري الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في العراق، وبثت فيلما يوضح كيفية اشرافه على اعداد شاحنة مفخخة لغرض تفجيرها في العراق، وكان يرتدي "فانلة" بيضاء في الشريط الذي عثر عليه بمنطقة بالقرب من بغداد ونظارة طبية.

غير أن السلطات المصرية علقت آنذاك بانه لا يوجد في سجلاتها اسم ابو ايوب المصري وانه ربما يكون المقصود شريف هزاع خليفة.

نقلت السلطات المصرية بصورة مفاجئة " ابو ايوب المصري "خليفة الزرقاوي المفترض إلى سجن الواحات بالوادي الجديد، شبه المعزول نظرا لصعوبة الوصول إليه لبعده عن القاهرة 14 ساعة بالسيارة