قال السفير الأميركي لدى أفغانستان رايان كروكر، في الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) التي صادفت أمس، إن الوجود الأميركي قد منع القاعدة من إعادة ترسيخ نفسها في أفغانستان.
وفي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الاثنين دافع كروكر عن استمرار مهمة القوات الدولية في أفغانستان حتى الآن، وقال: "بعض الناس في الوطن يسألون لماذا لا نزال هنا. لقد كانت معركة طويلة، والناس قد تعبوا. والسبب بسيط. نحن موجودون هنا حتى لا تشن هجمات مثيلة لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) من الأراضي الأفغانية مرة أخرى".
وأضاف: "لقد ارتكبنا خطأ خطيرا للغاية في عام 1990 عندما انسحبنا من كل من أفغانستان وباكستان، ولكننا نتعلم أيضا من أخطائنا، ولن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى. فسنكون شريكا يعتمد عليه في أفغانستان والمنطقة على مدى المستقبل البعيد".
وعن وضع القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، قال كروكر: "من الواضح أن وفاة بن لادن قد أضعفت تنظيم القاعدة، إلا أنها لا تزال إلى حد كبير منظمة عاملة. وحتى بعد أن تمكنا من قتل الرجل الثاني الجديد في تنظيم القاعدة عطية عبد الرحمن، فإننا قد رأينا تقارير بالأمس واليوم توضح أن هناك تهديدات حقيقية لهجمات على الولايات المتحدة وضعها الزعيم الجديد أيمن الظواهري. ومن ثم فأي شخص يعتقد أن ذهاب بن لادن يعني ذهاب (القاعدة)، يرتكب خطأ خطيرا جدا جدا، كما تشير التهديدات التي نحن بصددها الآن".
وتجيء تصريحاته بينما تظهر استطلاعات الرأي خيبة أمل عميقة للولايات المتحدة خاصة مع الحملة الطويلة والمكلفة ، كما تتزامن مع بدء انسحاب التعزيزات التي أمر باراك أوباما بإرسالها إلى أفغانستان قبل عامين.
وعلى الرغم من أن القوات الأفغانية ستتولى المسؤولية الأمنية على الصعيد الوطني بحلول نهاية عام 2014، ولكن ما زال من المتوقع أن يكونوا في حاجة إلى قدر كبير من الدعم والتدريب والمال لرفع كفاءتهم بعد ذلك.
وتتفاوض كابل وواشنطن حاليا حول عدد الجنود والمستشارين الذين سيبقون، ومقدار التمويل الذي ستوفره الولايات المتحدة بعد الموعد النهائي في عام 2014.