قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الخميس إن الإجراءات التي تتخذها المملكة في الشرق الأوسط تأتي ردا على ما وصفه بسلوك إيران "العدائي".
وتخوض الرياض وطهران صراعا على النفوذ على عدة جبهات في المنطقة أبرزها في اليمن ولبنان.
وقال الجبير "كيفما نظرت للأمر وجدت أنهم (الإيرانيين) هم الذين يتصرفون بطريقة عدائية. نحن نرد على ذلك العداء ونقول ‘طفح الكيل. لن نسمح لكم بفعل هذا بعد الآن‘".
وأضاف أن المملكة تتشاور مع حلفائها بشأن وسائل الضغط الممكنة ضد جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المسلحة - المتحالفة مع إيران- من أجل إنهاء هيمنتها في لبنان وتدخلها في دول أخرى.
وقال الجبير "سوف نتخذ القرار في الوقت المناسب" رافضا الحديث بالتفصيل عن الخيارات التي يجري بحثها.
وقال وزير الخارجية إنه ينبغي نزع سلاح جماعة حزب الله، التي وصفها بأنها فرع للحرس الثوري الإيراني، وأن تصبح حزبا سياسيا من أجل استقرار لبنان.
وأضاف عقب اجتماع مع نظيره الفرنسي جان-إيف لودريان في الرياض "كلما رأينا مشكلة، نجد حزب الله يتصرف كذراع أو عميل لإيران ويجب وضع حد لهذا".
واستقال سعد الحريري حليف الرياض من رئاسة وزراء لبنان في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وتحدث عن مؤامرة لاغتياله كما اتهم إيران وحزب الله ببث الفتة في المنطقة.
وأوضح الجبير أن "الرئيس سعد الحريري مواطن سعودي كما هو لبناني، وجاء للمملكة ويعيش هنا مع عائلته بإرادته ويستطيع أن يغادر وقتما يشاء".
ورأى أن "الاتهام بأن السعودية تحتجز رئيس وزراء غير صحيحة، وبالذات شخصية سياسية حليفة وابن الرئيس رفيق الحريري.. هذه اتهامات لا أعلم ما هو أساسها لكنها مرفوضة".
والجبير هو المسؤول السعودي الأرفع مستوى الذي يتناول مسألة إقامة الحريري في المملكة.
ومنذ إعلان استقالته المفاجئة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) من الرياض، طرحت أسئلة كثيرة حول حرية الحريري في الحركة وما إذا كان أُجبر على الاستقالة.
وفي موقف تصعيدي لافت، اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء السعودية باحتجاز رئيس الحكومة المستقيل.
وقال الجبير ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، حول هذا الاتهام "لا يمكن أن نحتجزه.. هذه ادعاءات باطلة".
وفيما يخص اليمن، حيث تخوض السعودية حربا منذ نحو عامين وتعرضت لانتقادات بسبب تعطيل المساعدات الإنسانية، اتهم الجبير الحوثيين المتحالفين مع إيران بحصار مناطق مدنية ومنع دخول أو خروج الإمدادات.
وقال "هذا سبب الجوع في اليمن، وينبغي بذل جهود أكثر جدية لمحاسبة الحوثيين عن هذا".
وذكر الجبير أن التحقيقات مستمرة في الحملة ضد الفساد التي احتجز خلالها أمراء كبار ومسؤولون ورجال أعمال خلال الأسبوعين الماضيين.
ووصل لودريان إلى الرياض مساء الأربعاء وعقد اجتماعا مطولا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استمر زهاء 75 دقيقة. وصباح الخميس، قال الوزير إن الحريري قبل دعوة للذهاب إلى فرنسا مع أسرته، قبل أن يلتقي الحريري في مقر إقامة الأخير.
وكان ماكرون أعلن الأربعاء أنه وجه هذه الدعوة للحريري، موضحا أنها زيارة لبضعة أيام، وليس عرضا للجوء.
وأعلن عون بعد ذلك أنه ينتظر عودة الحريري "من باريس" إلى لبنان للبت في الوضع الحكومي.