اجلت السعودية عشرات الرعايا الايرانيين الفارين من اتون الحرب المستعرة في السودان، وذلك في خضم التقارب المتسارع الذي باتت تشهده العلاقات بين الرياض وطهران.
ووصل 1900 شخص بينهم 65 ايرانيا السبت الى ميناء جدة على متن سفينة سعودية بعد اجلائهم من السودان، بحسب ما اعلنت وزارة خارجية المملكة.
وارتفع بذلك الى نحو خمسة الاف عدد الرعايا السعوديين والعرب والاجانب الذين قامت السعودية بتنظيم عمليات اجلاء لهم من السودان منذ اندلاع القتال في هذا البلد قبل اسبوعين.
ويتحدر من تم اجلاؤهم من 96 بلدا، علما ان الايرانيين الذين وصلوا السبت الى جدة، هم اول مجموعة من هذه الجنسية تنقلهم السعودية منذ انطلاق عمليات الاجلاء.
وتشهد العلاقات بين السعودية وايران، تقاربا متسارعا منذ اتفاق القوتين الابرز اقليميا على استئناف العلاقات بعد قطيعة دامت سبع سنوات، وذلك اثر مفاوضات استضافتها الصين في العاشر من الشهر الماضي.
وينص الاتفاق الذي توصل اليه البلدان على تبادل السفراء في منتصف أيار/مايو المقبل.
وقتل نحو 512 شخصا واصيب الالاف منذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفة السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 نيسان/ابريل.
ويتبادل الطرفان المتناحران الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية بسبب خلافات حول بند يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
واستولى الحليفان السابقان البرهان وحميدتي على السلطة في 2021 عقب انقلاب أطاحا فيه المدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهما، قبل ان يدب الصراع بينهما.