حذر الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب نداء تونس العلماني يوم الجمعة من ان البلاد قد تسقط في حالة من الفوضى والعنف السياسي لن تخرج منه بسهولة في ظل حكم الاسلاميين بعد مقتل ناشط سياسي من الحزب اثر اشتباكات بين إسلاميين وعلمانيين الخميس.
وتقود حركة النهضة الاسلامية الحكومة بعد فوزها في انتخابات جرت العام الماضي. ومنذ وصولها للحكم زاد التوتر بين الاسلاميين والعلمانيين الذين يقولون ان قيم الحداثة اصبحت مهددة وان الحكومة تحاول بث مناخ من الخوف عبر تساهلها مع المتشددين الاسلاميين.
وقتل يوم الخميس لطفي نقض منسق حركة نداء تونس في مدينة تطاوين اثر اشتباكات عنيفة بالعصي والمولوتوف بين اسلاميين مقربين من حركة النهضة وعلمانيين مناهضين لها.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان ان حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة "قرر تعيين عبد الحميد البوزيدي مديرا عاما للأمن الوطني خلفا لمحمد نبيل عبيد الذي سيدعى للقيام بمهام أخرى".
وقال السبسي في مؤتمر صحفي "ما حصل هو اول عملية اغتيال سياسي في البلاد بعد الثورة. ما حصل منعرج خطير وقد يدفع البلاد لدوامة من العنف والفوضى والاقتتال بين التونسيين. انه أمر خطير قد لا نخرج منه بسهولة."
واتهم السبسي حركة النهضة بدعم عملية الاغتيال وقال "سقط القناع. ما جرى يأتي ضمن حملة ممنهجة للنهضة التي تحث انصارها على اقصائنا من الحياة السياسية والاجتماعية بحجة اننا تابعين للنظام السابق."
وتواجه حركة نداء تونس انتقادات بانها تضم مسؤولين في حزب التجمع الدستوري السابق الذي تم حله العام الماضي بعد الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان السلطات التونسية بالتساهل مع هجمات متشددين دينيا على معارضين وفنانين وصحافيين بسبب مواقفهم او ملابسهم وطالبت بتقديمهم للمحاكمة بسرعة.
وتقول حركة النهضة ان الجميع متساوون أمام القانون وانها ترفض أي شكل من العنف أيا كان مصدره.. سلاميا او علمانيا.
واضاف ان الاسلاميين يشوهون صورة تونس التي صفق لها الجميع بعد الثورة.
وقال السبسي ان اغتيال نقض جاء في سياق حملة عنف ضد كل من يخالف حركة النهضة في الرأي. وقال ان أعضاء من الحزب تعرضوا للضرب في قليبية وتستور كما تعرض مقر الحزب في قصر هلال للحرق.
وشدد على ان السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة هو الحوار بين جميع أطياف المجتمع التونسي مضيفا "رغم ما حصل لا سبيل للخروج من المأزق الا الحوار بين الجميع دون استثناء حتى تعبر البلاد بسلام هذه المرحلة الحرجة."
وترفض حركة النهضة الحوار مع حركة نداء تونس وتقول انها اعادة انتاج للنظام السابق وانها تتكون من قيادات في حزب الرئيس السابق.
