وقال جيدي في العاصمة الكينية ان قوة حفظ السلام المقترحة التابعة للاتحاد الافريقي ستساعد الحكومة في مساعي نزع السلاح وتدرب قواتها التي تجاهد لاعادة الاستقرار الى هذا البلد الذي تسوده الفوضى.
وهزمت قوات الحكومة الصومالية المدعومة من اثيوبيا الاسلاميين الذين سيطروا على أغلب مناطق الجنوب لمدة ستة أشهر وحاصروا فعليا الحكومة المؤقتة من ثلاث جهات في حرب بدأت في أواخر ديسمبر كانون الاول الماضي.
ولكن منذ ذلك الوقت تهز هجمات شبه يومية العاصمة التي تعد بالفعل من أخطر مدن العالم وعادة ما يكون المدنيون هم ضحايا هذه الهجمات. وتلقى مسؤولية هذه الهجمات على عاتق فلول الاسلاميين الذين تعهد بعضهم "بالجهاد".
وقال جيدي في مؤتمر صحفي ان الاسلاميين ليسوا أبرياء وانهم سيمثلون ذات يوم أمام القضاء. وأضاف أن حكومته تبذل ما في وسعها لملاحقة فلول الاسلاميين وأن تحالفهم "الارهابي" وراء الهجمات المتفرقة في مقديشو.
وصرح جيدي بأنه لم تجر محادثات مع الزعيم الاسلامي شيخ شريف أحمد الذي يعتبر معتدلا وعنصرا مهما في المساعدة على تحقيق المصالحة المطلوبة لتجنب الانزلاق مرة أخرى الى حالة الفوضى التي يشهدها الصومال منذ عام 1991.
ومارست الحكومات الغربية ضغوطا على الحكومة الصومالية للدخول في حوار مع الاطراف الصومالية ومنها الاسلاميين المعتدلين والعشائر ذات النفوذ. وتحت هذه الضغوط وافق الرئيس عبد الله يوسف على الدعوة لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية.
وكان أحمد الذي أطلق سراحه في نيروبي بعد أن سلم نفسه للسلطات الكينية على الحدود في يناير كانون الثاني قد وصل الى اليمن الاسبوع الماضي وقال المسؤولون هناك ان بامكانه البقاء في البلاد.
وبحث مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الاثنين مشروع قرار أعدته بريطانيا لتفويض بعثة للاتحاد الافريقي تريد الحكومة الصومالية نشرها بأسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وقال جيدي ان قوات الاتحاد الافريقي ستدعم الصومال في عمليات نزع سلاح واعادة تشكيل وتدريب قوات الامن الوطنية.
وحث دبلوماسيون الدول الغنية على مساندة بعثة الاتحاد الافريقي وتمويلها لكن لم يتم التعهد سوى بارسال أربعة الاف جندي من ثمانية الاف مطلوبين.
قوات اوغندية
وكانت أوغندا أول دولة تعرض ارسال قوات لكن برلمانها مازال يدرس الامر. وعرضت كل من نيجيريا وبوروندي ومالاوي وغانا كذلك ارسال قوات.
ويقول خبراء ان تصاعد أعمال العنف سيزيد من احجام الدول عن المشاركة بقوات وان الوقت يمر منذ أن قال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الشهر الماضي أنه يريد سحب قواته من الصومال التي تقدر بالالاف "خلال أسابيع."
الى ذلك وافق البرلمان الاوغندي يوم الثلاثاء بالاجماع على ارسال قوات لحفظ السلام قوامها 1500 فرد الى الصومال في اطار مهمة للاتحاد الافريقي.
وقال رئيس البرلمان ادوارد سيكاندي إن 155 عضوا بالبرلمان أيدوا القرار ولم يمتنع أحد عن التصويت.
وقالت روز نامايانجا رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان "لتفادي حدوث فراغ مع انسحاب القوات الاثيوبية ينبغي وصول قوات من دول اخرى على الفور."
ولم يدل ممثلو المعارضة باصواتهم لانهم يقاطعون جلسات البرلمان.
وكان قرار البرلمان هو الخطوة الاخيرة في العملية الدستورية اللازمة لاقرار ارسال القوات.
وتأمل الحكومة الصومالية التي اطاحت بمنافسيها الاسلاميين في حرب في ديسمبر كانون الاول بمساعدة القوات الاثيوبية في وصول قوات الاتحاد الافريقي على وجه السرعة للحفاظ على الاستقرار في البلاد