هل استبدل العراق دكتاتور بدكتاتور آخر؟!

تاريخ النشر: 31 مارس 2014 - 09:06 GMT
البوابة
البوابة

ما الذي يجري في العراق.. بل ما الذي لا يجري فيه، منذ إسقاط الدبابة الأميركية، لتمثال صدام حسين، في ساحة الفردوس؟ هل كل الذي يحدث في العراق من قتل ودم، وانهيارات، بسبب نظام صدام حسين، الذي كان قابضا بالحديد، حتى على أنفاس الناس، حتى إذا ما سقط صدام، راح الناس يتنفسون عنفاً، ومشاحنات طائفية، أم يا ترى الذي يحدث، يحدث بسبب ديمقراطية الدبابة الأميركية.

تلك الديمقراطية التي أهدت العراق للنظام الإيراني، ليستبدل- بالتالي- دكتاتوراً بدكتاتور؟ السؤال الأهم: هل ترسخ- فعلاً- في الذهن الأميركي، أن الديمقراطية على شاكلة النموذج الأميركي، لا تصلح للشعوب التي ظلت لعقود مختطفة بالدبابة والزنزانة والكرباج، وكل صنوف القهر؟ الشعوب التي تعيش كثيراً في الظلام، يعميها إلى حد كبير، ضوء الشمس، وأول ما تطلع عليها شمس الديمقراطية- على النموذج الأميركي، نراها تتخبط في الضوء! ماهو أكثر، إننا نراها- في خضم كل ذلكم التخبط- تحن إلى زمان القهر والكرباج.. بل إنها ترتضي لمن يسوقها سوقا، كما يساق القطيع! .

في العراق الآن، دكتاتورية في لباس ديمقراطي.. وما كان للمالكي أن يصير دكتاتوراً، لولا أنه- شخصياً- لا يعرف الديمقراطية أصلا: لم يتربى عليها، ولم يشب، ولم يتثقف.. ولولا أنه- ثانياً- مدعوم بنظام هو في الأساس، نظام طائفي بامتياز، ولولا أنه ثالثا، قد جاء في أعقاب الدبابة الأميركية، التي أرادت أن تفرض النموذج الأميركي، فرضاً، على شعب كتب تاريخه الحضاري، وهو تحت القهر!.

المالكي، هو جزء من تاريخ صدام مع القبضة القابضة، ومن هنا فهو لا يمكن إطلاقاً، أن يكون جزءاً من حاضر العراق، مع الضوء.. ولا يمكن أن يكون مع مستقبله مع الشمس التي لا تسبب كللا في الرؤية، ولا تعمي! المالكي- إذن- وهو هو كله هكذا- هو مشكلة العراق.. وهو الذي وضع العراق في الخطر: خطر الحرب الأهلية البشعة، وخطر التشرذم، والتقسيم.

بعض الأوطان، أمانها في الدكتاتورية، ولو إلى حين، وبعضها لا تحميها الدكتاتورية من المخاطر الكبرى.. بل إن هذه الأوطان، تصبح في عين الخطر، بالدكتاتورية.. والعراق نموذج في الحالتين!.

الآن، وصلت إلى(الزبدة) كما يقول الخليجيون: لئن كان العراق موحدا، في عصر( الدكتاتور) صدام حسين، فإنه الآن، في مهب التقسيم بالحرب الأهلية، في عهد المالكي ( الدكتاتور)! الدكتاتوريون يتشابهون، في نظام الحزب الواحد، وفي نظام الأحزاب المتعددة!

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن