أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع" الاحد، موافقتهما على تمديد الهدنة الانسانية في البلاد، وذلك على وقع استمرار القتال بينهما برغم الهدنة الحالية، والتي تنقضي منتصف الليلة.
وقال الجيش في بيان انه وافق على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة استجابة "لمساعي طلب الوساطة الاميركية السعودية"، على ان يبدأ هذا التمديد اعتبارا من انتهاء مدة الهدنة الحالية، والتي تنقضي بعد بضع ساعات.
واضاف الجيش في البيان ان موافقته على تمديد الهدنة تاتي برغم محاولات الهجوم المستمرة على مواقعه من قبل "المتمردين" في اشارة الى قوات الدعم السريع التي اعرب عن الامل في ان تلتزم التزاما مماثلا بوقف اطلاق النار.
ومن جانبها، اعلنت قوات الدعم السريع في وقت سابق انها وافقت على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة من أجل فتح الممرات الإنسانية" وتسهيل وصول المدنيين الى احتياجاتهم وكذلك إلى "مناطق آمنة".
وجدد البيان التزام الدعم السريع "بالهدنة والوقف الكامل لإطلاق النار"، رغم الخروقات التي اتهم الجيشبارتكابها خلال الهدنة الحالية التي بدأت الجمعة.
مئات القتلى والاف الجرحى
وقتل نحو 528 شخصا واصيب الالاف منذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفه السابق لفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 نيسان/ابريل.
كما تسبب القتال في نزوح عشرات آلالاف في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، وقامت دول عدة في اعقابه بعمليات اجلاء واسعة للرعايا الاجانب من السودان.
وبحسب الأمم المتحدة فقد شهد الاسبوع الاول من القتال نزوح 75 ألف شخص داخليًا، فيما لجأ ثلاثون الفا الى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وافريقيا الوسطى.
ويدور القتال في 12 من أصل 18 ولاية في البلاد بحسب وزارة الصحة السودانية.
ورفض الجيش وقوات الدعم السريع دعوات القوى الدولية والاقليمية الدخول في مفاوضات من اجل وضع حد للعنف.
ويتبادل الطرفان المتناحران الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية بسبب خلافات حول بند يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
واستولى الحليفان السابقان البرهان وحميدتي على السلطة في 2021 عقب انقلاب أطاحا فيه المدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهما، قبل ان يدب الصراع بينهما.
اشتباكات متواصلة رغم الهدنة
وفي اليوم الثالث والاخير من الهدنة الحالية، وقعت اشتباكات قرب مقر الجيش في الخرطوم، فيما تعرضت مدينة أم درمان غرب الخرطوم لقصف جوي.
ولا يزال سكان الخرطوم وضواحيها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، يعانون نقصا في المواد الاساسية وخدمات المياه والكهرباء، ويلازم معظمهم بيوتهم.
وفي غرب دارفور، حيث قتل 96 شخصا منذ الاثنين، تتصاعد أعمال النهب والتدمير بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، فيما وصفت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان الوضع في الاقليم بأنه "خطير".
وقبل ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من إن "المجتمع ينهار" في دارفور، حيث بدات القبائل في اعادة تسليح نفسها.
وكان نحو 300 الف شخص قتلوا في الاقليم خلال الحرب الدامية التي بدأت في العام 2003 بين الحكومة ومتمردين ينتمون إلى أقليات إتنية.
وفي خضم الحرب، قام الرئيس السابق عمر البشير بتشكيل قوات الجنجويد بقيادة حميدتي لقمع التمرد. وهي القوات التي حملت لاحقا اسم الدعم السريع.