الدبلوماسية العربية تنشط لنزع فتيل الازمة في لبنان

تاريخ النشر: 05 فبراير 2007 - 05:27 GMT

قال دبلوماسيون ومصادر سياسية لبنانية إن دبلوماسيين عربا سيجرون المزيد من المحادثات في بيروت والخارج هذا الاسبوع في محاولة لنزع فتيل الازمة السياسية التي تهدد بانزلاق البلاد في اتون حرب اهلية.

وظلت التسوية لحل الازمة بين الحكومة المدعومة من السعودية وفرنسا والولايات المتحدة والمعارضة التي تضم حزب الله وحركة امل الشيعيتين والزعيم المسيحي ميشال عون بعيدة المنال.

لكن المحادثات بين مسؤولين ايرانيين وسعوديين رفيعي المستوى ساعدت على التهدئة في بيروت بعد صدامات دامية في 23 و25 كانون الثاني/يناير الماضي ادت الى مقتل ثمانية اشخاص واصابة 400 .

وقال مصدر سياسي لبناني "لم يحصل تقدم يذكر نحو اتفاق لكن الحركة الدبلوماسية ساهمت على الاقل في تهدئة الموقف قبل ان يفلت من عقاله."

وقال المصدر ان المساعي السعودية والايرانية لدى حلفائهما في لبنان ادت الى تهدئة التوتر في الشارع الذي تأجج منذ بدأت المعارضة اعتصاما في وسط بيروت قبل قرابة عشرة اسابيع.

وهددت الازمة السياسية بانزلاق البلاد نحو اعمال عنف طائفية. وتشكل الفصائل الشيعية رأس حربة المعارضة بينما يدعم المسلمون السنة الحكومة. ومصير 7.6 مليار دولار تحتاجها الحكومة من المساعدات والقروض الميسرة التي جرى التعهد بها في مؤتمر باريس الشهر الماضي في الميزان.

وخلال الاسبوعين الماضيين زار الدبلوماسي السعودي الكبير الامير بندر بن سلطان ايران وواشنطن وموسكو وباريس حيث اجرى محادثات بشأن الازمة اللبنانية وقضايا اخرى في المنطقة.

كما ظلت ايران وسوريا اللتان تدعمان حزب الله على اتصال. ويزور الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى روسيا هذا الاسبوع ويرسل مساعده الى بيروت للتحضير لجولة اخرى من الوساطة بين الزعماء اللبنانيين المتناحرين. وكانت مساع مشابه لعمرو موسى قد فشلت في ديسمبر كانون الاول الماضي.

وتطالب المعارضة بصوت مؤثر في الحكومة واجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ورفض رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وحلفاؤه في تحالف الغالبية المناهضة لسوريا هذه المطالب متهمة حزب الله بمحاولة اعادة الهيمنة السورية على لبنان.

ومن بين القضايا الخلافية ايضا انتخاب رئيس جديد وتشكيل المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المشتبه بهم في مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 وسلسلة اغتيالات سياسية اخرى.

وتقول مصادر مقربة من المعارضة ان مسؤولين ايرانيين وسعوديين ناقشوا صيغة تدعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتشكيل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري عقب انتهاء التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة وانتخاب البرلمان لرئيس جديد للجمهورية يعقبه اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

لكن المصادر قالت ان محاولات ربط اي اتفاق في لبنان مع اتفاق اميركي ايراني اوسع حول خلافاتهما بشأن العراق وبرنامج طهران النووي حالت دون حدوث اي تقدم. والعنصر الاخر المناوئ كان فتور علاقات السعودية مع سوريا.

ويقول دبلوماسيون ان زيارة الامير بندر الى موسكو كانت في جزء منها كي يطلب من روسيا اقناع سوريا بالمزيد من التعاون مع المحكمة الدولية.

ويقول مسؤولون مناهضون لسوريا والذين زاروا موسكو في الاسابيع الماضية ان حلفاء سوريا يعرقلون تشكيل المحكمة لمصلحة دمشق.

ويسعى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ايضا لرأب الصدع بين الرياض ودمشق. ويتوقع ان يزور العاصمتين قبل او بعد زيارته لبيروت.

وظلت سوريا القوة المسيطرة في لبنان لمدة ثلاثة عقود لكنها اجبرت على الانسحاب تحت ضغط دولي ومطالبة شعبية في نيسان/ابريل 2005 عقب اغتيال الحريري.