رفض السودان طلب واشنطن ارسال قوات مارينز لحماية السفارة الاميركية في الخرطوم، اسوة بليبيا واليمن، فيما ساد هدوء حذر وسط القاهرة الذي كان مسرحا لواحدة من التظاهرات الغاضبة التي عمت العالم الاسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام.
والجمعة قال مسؤول أمريكي ان واشنطن سترسل مشاة البحرية إلى السودان لتحسين أوضاع الأمن في السفارة بعد ان اقتحم محتجون مقر البعثة في مظاهرة تعبيرا عن الاستياء من فيلم مسيء للنبي محمد.
وقال وزير الخارجية على أحمد كرتي لوكالة الانباء السودانية إن بلاده قادر على حماية البعثات الدبلوماسية في الخرطوم والدولة ملتزمة بحماية ضيوفها في السلك الدبلوماسي.
وارسلت واشنطن حتى الان مئة من المارينز الى ليبيا حيث قتل السفير الاميركي كريس ستيفنز الثلاثاء مع ثلاثة موظفين آخرين، والى اليمن حيث قتل اربعة متظاهرين الخميس بعدما دخل محتجون السفارة بالقوة.
وفي الاثناء، قال مسؤول أمني إن السلطات الليبية حددت هوية 50 شخصا تورطوا في الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي.
وقتل السفير الامريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين عندما هاجم مسلحون القنصلية ومنزلا آمنا في المدينة التي تقع في شرق البلاد مساء الثلاثاء الماضي. وكان المهاجمون ضمن حشد ألقي باللوم على الولايات المتحدة في الفيلم المسئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال مسؤولون ليبيون إنه حتى الان ألقي القبض على أربعة اشخاص ويجري استجوابهم.
وذكر مركز اميركي متخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية السبت ان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اعلن ان الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي هو "انتقام" لمقتل ابو يحيى الليبي، الرجل الثاني في قيادة التنظيم الاصولي.
ونقل مركز "سايت" عن بيان للتنظيم ان "وفاة الشيخ ابو يحيى الليبي اثارت الحماسة والعزم في نفوس ابناء عمر المختار للانتقام ممن سخروا من نبينا".
الى ذلك، عاد الهدوء السبت الى وسط القاهرة الذي اخلي في وقت مبكر من الصباح بعد مواجهات ليلية بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على الفيلم المسيء للاسلام.
وعادت حركة السير الى طبيعتها في ميدان التحرير القريب من سفارة الولايات المتحدة التي استهدفت التظاهرات مقرها منذ الثلاثاء.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان شرطة مكافحة الشغب التي تلقت تعزيزات خلال الليل، اخلت في وقت مبكر من صباح السبت ميدان التحرير من المتظاهرين الذين كان القسم الاكبر منهم شبانا ينتمون الى تنظيمات سياسية غير محددة، ولاحقتهم في الشوارع المجاورة.
وبدات التظاهرات ضد السفارة الاميركية الثلاثاء بتجمع شارك فيه الاف الاشخاص. وتمكنت مجموعة منهم من انتزاع العلم الاميركي واستبداله براية اسلامية.
وفي تونس، قتل اربعة اشخاص واصيب 49 آخرون بجروح الجمعة خلال المواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في محيط السفارة الاميركية بتونس، بحسب ما افادت حصيلة جديدة اعلنها السبت متحدث باسم وزارة الصحة التونسية.
وكان محيط السفارة الاميركية بحي ضفاف البحيرة شمال العاصمة التونسية شهد الجمعة صدامات عنيفة بين قوات الامن ومتظاهرين ينتمي معظمهم للتيار السلفي، كانوا يحتجون على الفيلم المسيء للاسلام.
واستخدمت قوات الامن الرصاص الحي حين اقتحم متظاهرون مبنى السفارة واضرموا النار وخربوا مباني تابعة للمدرسة الاميركية المجاورة للسفارة.
وكان وزير الداخلية التونسي علي العريض القيادي في حزب النهضة الاسلامي، دعا مساء الجمعة عبر التلفزيون التونسي المواطنين الى الحذر من الانجرار وراء مجموعات سلفية خطرة "تحاول بالقوة فرض مشروع معاد للدولة والمجتمع ويرفض القوانين والمؤسسات".
وفي سياق متصل، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة "ستصمد" في وجه اعمال العنف التي تستهدف سفاراتها ورعاياها.
وشددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على ان بلدان الربيع العربي لم "تستبدل طغيان دكتاتور بطغيان الغوغاء"، ملمحة بذلك الى التظاهرات العنيفة التي ازدادت في العالم العربي وفي كل من ايران وباكستان وبنغلادش واندونيسيا وحتى في استراليا.
واعتبر مجلس الامن الجمعة ان اعمال العنف هذه "غير مبررة" وذكر بواجب البلدان المضيفة حماية البعثات الدبلوماسية.
وطلب الاتحاد الاوروبي مساء الجمعة ايضا من سلطات البلدان التي اندلعت فيها اعمال العنف هذه تأمين "سلامة" الدبلوماسيين ودعا الى "السلام وضبط النفس على الفور".
وردود الفعل الناجمة عن الفيلم الذي انتجه كما يعتقد قبطي يسكن في كاليفورنيا وصوره مخرج افلام اباحية، تذكر بالغضب الذي اثاره نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في 2006.