أعلن المتمردون الحوثيون الثلاثاء، تحقيق تقدم كبير على جبهة القتال في محافظة مأرب الاستراتيجية شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وباتوا على "مشارف" المدينة، بالرغم من تكثيف التحالف بقيادة السعودية ضرباته لوقف زحفهم.
وبحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، فقد "تمكن القوات الحوثية من تحرير مساحة إجمالية تصل إلى 600 كيلومتر مربع خلال عملية "فجر الانتصار" التي تم تدشينها "لتحرير مأرب".
وقال سريع في مؤتمر صحفي انه تم "تحرير المساحة الجغرافية بين المنطقة المحررة في عملية البأس الشديد وصولا إلى مشارف مدينة مارب خلال عملية فجر الانتصار"، لافتا إلى أن "القوات الحوثية المسلحة أصبحت اليوم على مشارف مدينة مأرب من عدة جهات".
وأضاف "ساهمت عمليات الدفاع الجوي في إرباك العدو وإحباط الكثير من عملياته الجوية"، مشيرا إلى "تمكنها من إسقاط 11 طائرة تجسسية لقوات العدو خلال عملية فجر الانتصار، ونجاح المجاهدين في الدفاع الجوي من إسقاط 6 طائرات تجسسية مقاتلة منها أمريكية الصنع".
ولفت إلى أن "قوات الدفاع الجوي سجلت نجاحات أخرى منها تنفيذ أكثر من 518 عملية تصدي وإجبار على المغادرة".
وتابع: "عمليات سلاح الجو المسير توزعت بين 170 عملية خارجية و75 عملية داخلية"، موضحا أن "سلاح الجو المسير نفذ 245 عملية استهدفت العدو في جغرافيته وفي المناطق المحتلة".
وقال المتحدث باسم الحوثيين: "القوة الصاروخية نفذت 49 عملية في أراضينا المحتلة و19 عملية في أراضي العدو".
وأكمل: "اقتضت التوجيهات عدم إطلاق النار على كل مرتزق وخائن بعد أن يبادر إلى ترك القتال ويفر تاركا موقعه".
خريطة توضح المساحة المحررة في #عملية_فجر_الانتصار في محافظة مأرب والتي تكللت بفضل الله بالنجاح وتم تطهير اكثر من 600كلم٢ pic.twitter.com/8aax3QWQus
— العميد يحيى سريع (@army21ye) October 12, 2021
ومن جانبه، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الثلاثاء، عن تنفيذ 43 استهدافا لآليات وعناصر الحوثي في مديرية العبدية، جنوب مأرب، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال التحالف ان عملية الاستهداف في مديرية العبدية شملت تدمير 9 آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 134 عنصرا إرهابيا.
وكان التحالف أعلن الإثنين، تنفيذ 33 عملية ضد مليشيات الحوثي في مديرية العبدية اليمنية خلال الـ٢٤ ساعة الماضية.
وبذلك يرتفع إجمالي عملياته ضد المليشيات الانقلابية إلى 76 عملية دمرت آليات وسقط على إثرها قتلى وجرحى بين الإرهابيين.
حصار خانق
ويثير الحصار التي تفرضه مليشيات الحوثي على مديرية العبدية أقصى جنوب مأرب مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.

ويدخل الحصار القاسي لمديرية العبدية، الأسبوع الثالث بعيد قطع المليشيات الحوثية الشرايين الرئيسية في مسعى لكسر قبيلة "بني عبد" التي تستوطن المديرية وتواصل صمودها الأسطوري في وجه حملة الانقلابيين العسكرية.
ويهدد الحصار أكثر من 33 ألفا و496 مدنيا ونازحا أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن والذين أصبحوا في خطر كبير ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية مع تقييد حركة التنقل.
وعلى مدى الأيام الماضية، توالت حملة التنديدات الصادرة من منظمات حقوقية ومن الحكومة المعترف بها دوليا وفعاليات احتجاجية، والتي حذرت جميعها من استخدام مليشيات الحوثي "التجويع" كوسيلة لتحقيق أهداف عسكرية في العبدية.
كما أطلق ناشطون يمنيون حملة تغريدات واسعة تحت وسم "العبدية تحت الحصار" بهدف جذب أنظار المجتمع الدولي لممارسة الضغط على المليشيات الحوثية من أجل رفع الحصار الذي يهدد بالفعل بكارثة إنسانية وشيكة وجرائم ترقى لجرائم حرب الإبادة الجماعية.
بالتزامن مع ذلك، يستميت الجيش اليمني ورجال قبائل مأرب في القتال ضد المليشيات الحوثية التي رمت بكل ثقلها جنوبا، وذلك من أجل فتح ممرات آمنة تصل لمديرية "العبدية" الواقعة على حدود محافظتي البيضاء وشبوة.