ادانت الحكومة السويدية الاحد، حادثة احراق نسخة من المصحف على يد لاجئ عراقي يقيم في السويد في اول ايام عيد الاضحى، معتبرة ان هذا العمل وان كان "معاديا للاسلام" لكنه يندرج في اطار حرية التعبير التي يحميها دستور البلاد.
وجاء موقف الحكومة السويدية بعد ايام من وصف رئيسها أولف كريسترسون قرار السماح للاجئ العراقي سلوان موميكا بحرق نسخة من المصحف امام اكبر مساجد ستوكهولم بانه "قانوني".
واذ اعتبرت وزارة الخارجية السويدية في بيان إن ما حصل كان عملا فرديا يندرج في اطار حرية التعبير المحمية دستوريا، لكنها اقرت بانه ينطوي كذلك على اساءة للمسلمين وعداء للاسلام.
واكدت الوزارة في البيان ادانتها الشديدة هذه الاعمال التي لا تعكس اراء الحكومة السويدية.
ويعكس البيان موقف الحكومة السويدية الثابت حيال حوادث حرق المصحف التي تكررت على يد متطرفين في السويد، والذي يعتبر هذه الممارسات "حرية تعبير".
شماعة حرية التعبير
كانت حكومة هذا البلد عبرت عن الموقف نفسه عندما اقدم اليميني المتطرف السويدي الدنماركي راسموس بالودان، وتحت حماية الشرطة، بحرق نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم في كانون الثاني/يناير الماضي,
حيث دافع وزير خارجيتها توبياس بيلستروم حينها عن حرق المصحف، وكتب عبر تويتر السبت قائلا ان "السويد لديها حرية تعبير بعيدة المدى، لكن هذا لا يعني أن الحكومة أو أنا نفسي ندعم الآراء التي يتم التعبير عنها”.
وجاء بيان وزارة الخارجية السويدية الاحد، بعدما دعت منظّمة التعاون الإسلامي الدول الاعضاء الى اتّخاذ إجراءات لمنع تكرار أفعال مماثلة.
وكان موميكا (37 عاما)، وهو مسيحي سرياني اعلن الحاده، اقدم على تدنيس واحراق نسخة من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في أول أيام عيد الأضحى.
وسمحت الشرطة للرجل الذي كان يتزعم سابقا فصيلا مسلحا في الموصل قبل فراره الى هذا البلد الاسكندنافي، بالقيام بفعلته بعد قرار قضائي اعتبر ما سيقوم به امرا يندرج ضمن حرية التعبير ولا تمنعه المخاطر الامنية.
وعمد موميكا الى تمزيق صفحات من القرآن ومسح بها حذاءه ثم وضع لحم الخنزير داخل المصحف قبل ان يضرم فيه النار.
واثارت الحادثة غضبا عارما في العالم الاسلامي، فيما قام محتجون غاضبون باقتحام مبنى سفارة السويد في بغداد لفترة وجيزة، وذلك بعد دعوة رجل الدين مقتدى الصدر انصاره الى التظاهر امام السفارة للمطالبة بطرد السفير "الذي يمثل دولته المعادية للإسلام".
كما استدعت بعض الدول سفراء السويد لديها للاحتجاج على هذه الفعلة.