بدأ الجيش النظامي السوري هجومه البري على مدينة حلب في شمال سوريا الاربعاء باقتحام حي صلاح الدين (جنوب غرب) الذي يسيطر عليه الجيش السوري الحر، بحسب ما ذكر مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر "بدأ الهجوم فعليا"، مضيفا ان الجيش "يتقدم من اجل تقسيم الحي الى شطرين"، و"استعادته ستستغرق وقتا قصيرا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان قبل قليل "لا تزال الاشتباكات العنيفة تدور داخل حي صلاح الدين بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي اقتحمت الحي"، مشيرا الى انها "الاشتباكات الاعنف" منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة اسابيع.
وقال قائد كتيبة (نور الحق) في الجيش السوري الحر النقيب واصل ايوب في اتصال هاتفي من حلب مع وكالة فرانس برس "اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات".
واكد ان الجيش الحر "لم ينسحب من الحي"، موضحا ان الجيش النظامي "موجود في مساحة تقل عن 15 بالمئة من صلاح الدين".
وذكر ان "محاولات التقدم مستمرة"، مشيرا في الوقت نفسه الى "صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان".
وتخلى مقاتلو المعارضة السورية عن موقع واحد على الأقل في حي صلاح الدين الذي تدور فيه معارك منذ أيام.
وصاح مقاتل في صحفيين من رويترز لدى وصولهم الى حي صلاح الدين يوم الاربعاء "تراجعنا.. اخرجوا من هنا." وأزيلت نقطة تفتيش قريبة كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة طوال الاسبوع الماضي.
وقال مصدر أمني بالحكومة السورية لتلفزيون المنار اللبناني إن القوات الحكومية تسيطر الآن على الحي لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الاشتباكات لاتزال دائرة هناك.
وقال أبو فراس وهو عضو في الجيش السوري الحر إن المقاتلين تركوا مبنى واحدا فقط في صلاح الدين.
وأضاف "لم ننسحب. رجالنا مازالوا هناك والموقف في صالحنا. تركنا مبنى كان تحت سيطرتنا في أحد الشوارع لكننا لم نتراجع."
ومن جانب آخر ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن وزير خارجية إيران علي اكبر صالحي أن هناك أفرادا متقاعدين من الجيش أو الحرس الجمهوري من بين 48 إيرانيا خطفهم مقاتلون من المعارضة السورية في الرابع من الشهر الحالي.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن صالحي قوله "بعضهم أفراد متقاعدون من الحرس الثوري الإيراني ومن الجيش... وآخرون من إدارات مختلفة."
ونفى أن تكون لهم الآن أي صلة عسكرية وأكد أنهم كانوا في دمشق لزيارة عتبات شيعية.
وظلت إيران حليفا قويا للأسد طوال الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.
وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة يوم الاثنين إن ثلاثة من الإيرانيين المخطوفين قتلوا في غارة جوية شنتها الحكومة وإن من تبقى منهم سيعدم ما لم تتوقف الهجمات.
وتتهم دمشق وطهران دولا خليجية وتركيا بإذكاء العنف في سوريا من خلال دعم مقاتلي المعارضة.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "سرية الصقور للمهام الخاصة-القيادة العسكرية في منطقة دمشق وريفها" في بيان اليوم أنها قتلت جنرالا روسيا يعمل مستشارا لوزارة الدفاع السورية في هجوم بمنطقة غوطة الغربية على مشارف دمشق.
وأظهر تسجيل فيديو أرسلت نسخة منه إلى رويترز بطاقة هوية الجنرال فلاديمير بتروفيتش كوغييف كما أصدرها الجيش السوري حسبما ذكرت الجماعة. لكن وكالات أنباء روسية قالت إن الجنرال الروسي ظهر أمام الصحفيين في موسكو.
وقدمت موسكو للأسد دعما دبلوماسيا قويا. واستخدمت حق النقض (الفيتو) إلى جانب الصين ثلاث مرات ضد قرارات مدعومة من الغرب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تهدف للضغط على الزعيم السوري للتنحي بدلا من محاولة القضاء على المعارضة بالقوة.
وما زال الجيش السوري ومقاتلو المعارضة منخرطين في معارك يعجز أي من الجانبين على تحقيق فوز حاسم بها.
وبدأت الذخيرة تنفد من المقاتلين في حلب في الوقت الذي طوقت فيه قوات الأسد حي صلاح الدين معقلهم في جنوب المركز التجاري للبلاد.
وعزز الأسد قواته استعدادا لهجوم يهدف إلى استعادة الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون في حلب بعد إخراج المقاتلين من أغلب مناطق دمشق.
ودخلت الدبابات أجزاء من صلاح الدين واعتلى قناصة الجيش وسط قصف مكثف أسطح المباني مما أعاق تحركات المقاتلين.
وفي الوقت الذي تخوض فيه قوات الأسد معركة استعادة حلب استمر القتال في أجزاء أخرى بسوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اكثر من 240 قتيلا سقطوا في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء منهم 40 في مدينة حمص بوسط البلاد.
ومني الأسد بعدة انتكاسات في الأسابيع القليلة الماضية أحدها انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب يوم الاثنين. وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت حجاب وأسرته في مكان قال نشطاء إنه منزل آمن بينما كان في طريقه إلى الأردن.
منظمة العفو تعرب عن قلقها من القصف العنيف على حلب
ونددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حلب، وذلك بالاستناد الى صور بالاقمار الاصطناعية تظهر استخدام اسلحة ثقيلة على مناطق سكنية.
واضافت المنظمة ان الصور تظهر اكثر من 600 فجوة في حلب وفي بلدة عندان المجاورة نتيجة سقوط قذائف مدفعية وتدل على مدى عنف المعارك حول ثاني المدن السورية الواقعة في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية.
وصرح كريستوف كوتل مسؤول عمليات الطوارئ لدى مكتب المنظمة في الولايات المتحدة في بيان ان "المنظمة تعتزم توجيه رسالة واضحة الى طرفي النزاع: كل الهجمات ضد مدنيين سيتم توثيقها بحيث تتم محاسبة المسؤولين عنها".
واظهرت صور التقطت في 31 تموز/ يوليو ايضا ما يبدو انها فجوات ناجمة عن قذائف مدفعية بالقرب من منطقة سكنية في عندان.
وتابع كوتل "على كل من الجيش السوري ومقاتلي المعارضة ان يلتزموا بالقوانين الدولية التي تحظر اللجوء الى ممارسات واسلحة لا تميز بين اهداف عسكرية ومدنية".
ويقوم الجيش السوري بحشد قواته حول حلب التي تشهد معارك عنيفة منذ 20 تموز/يوليو.
واعرب قائد بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الجنرال بابكر غاي الاثنين عن قلقه حول مصير المدنيين العالقين في المدينة البالغ عدد سكانها 2,7 مليون نسمة.