قال شاهد عيان ونشطاء ان قوات سورية اجتاحت حي التضامن في جنوب دمشق بعشرات من الدبابات والمركبات المدرعة والجنود يوم الجمعة في محاولة لاستعادة السيطرة على المعقل الأخير للمعارضة في العاصمة.
وقال النشطاء ان معظم الحي أصبح تحت سيطرة القوات الحكومية بحلول عصر يوم الجمعة. وقال احد السكان "دخل الاف الجنود الحي ويجرون عمليات تفتيش من منزل الى منزل." ويحاول الجيش السوري دخول التضامن منذ أكثر من اسبوع لكنه رد على اعقابه بسبب المقاومة الشديدة لمقاتلي المعارضة. وقال الشاهد "قصفت المروحيات التضامن خلال الليل حتى الساعة الخامسة والنصف (2:30 بتوقيت جرينتش)."
حلب
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة ان الفظائع التي تحدثت عنها الأنباء الواردة من حلب أكبر مدينة سورية حيث تخوض القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلو المعارضة اشتباكات دموية قد ترقى الى جرائم في حق الإنسانية.
وقال بان للجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا قبل تصويت على مشروع قرار أعدته السعودية يتضمن إدانة لدمشق "ونحن نجتمع هنا ... فإن حلب باتت مركزا لمعركة ضارية بين الحكومة السورية ومن يريدون إبدالها."
واضاف بان قوله "إن الأعمال الوحشية التي تتحدث عنها الانباء قد تشكل جرائم في حق الإنسانية أو جرائم حرب... مثل هذه الأعمال يجب اجراء تحقيق بشأنها ومحاسبة الجناة."
وعبر بان مجددا عن قلقه بشأن الجمود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا معا الشهر الماضي حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار كان سيطالب بإنهاء العنف ويهدد دمشق بمزيد من العقوبات.
وقال بان "قلت مرارا كم أشعر بالأسى للانقسامات التي أصابت بالشلل التحرك في مجلس الأمن."
وكرر بان قوله أنه يرغب في اختيار بديل للوسيط الدولي كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي أعلن يوم الخميس عزمه التخلي عن مهمته نهاية أغسطس آب الحالي. وقال عنان إن الجمود في مجلس الأمن كان من بين الأسباب التي قوضت جهود السلام التي يقوم بها. وأضاف عنان انه لا أحد من الجانبين يريد السلام في سوريا وهي نقطة رددها بان يوم الجمعة.
وقال بان "على الرغم من تكرار القبول الشفوي بخطة النقاط الست (للسلام التي وضعها عنان) والتي حظيت بدعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلا ان الحكومة والمعارضة واصلتا الاعتماد على السلاح بدلا من الدبلوماسية ظنا منهما بالقدرة على الفوز من خلال العنف."
ومضى يقول "لكن لا فائز في حلب اليوم ولا في أي مكان آخر في البلاد... الخاسر في هذه المعركة المتصاعدة هو شعب سوريا."
في الاثناء قال نشطاء إن القوات السورية قتلت 20 في اشتباكات مع المعارضين المسلحين يوم الجمعة في حي استراتيجي في حلب في حين قالت الأمم المتحدة إن هجوم الجيش المتوقع منذ فترة طويلة لاستعادة المدينة بات وشيكا.
وقالت مصادر بالمعارضة إن قوات الرئيس بشار الأسد قتلت أكثر من 110 أشخاص في سلسلة هجمات في أنحاء البلاد يوم الجمعة ومساء الخميس وتحدثت المصادر عن معارك عنيفة في عدة مناطق بينها حي صلاح الدين في حلب.
وقال نشط لرويترز عبر خدمة سكايب "تجري حاليا اشتباكات عنيفة في صلاح الدين وقتل 20 مدنيا. الحي يتعرض للقصف بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر."
وجاءت تلك المعارك في غضون ساعات من استقالة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان من مهمته كمبعوث دولي للسلام في سوريا وسلطت الضوء على عجز جهود الوساطة في الانتفاضة المستمرة ضد الأسد منذ 17 شهرا.
وامتد العنف إلى حلب من دمشق بعد هجوم بقنبلة على مقر أمني في العاصمة يوم 18 يوليو تموز قتل فيه أربعة من كبار مساعدي الرئيس وشجع المعارضين على تصعيد هجماتهم.
وعزز الجيش السوري مواقعه داخل وحول حلب خلال الاسبوعين الماضيين ويشن قصفا يوميا بالمدفعية والطائرات على قوات المعارضة في المدينة.
وقال ارفيه لادسو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام في نيويورك "كان التركيز قبل نحو اسبوعين على دمشق. التركيز منصب الآن على حلب حيث يوجد حشد كبير للعتاد العسكري وحيث نرى مبررا للاعتقاد بأن المعركة الرئيسية توشك أن تبدأ."
ونفت روسيا حليفة سوريا إرسال سفن حربية إلى ميناء طرطوس. ونفت وزارة الدفاع تقريرا نسب إلى مصدر بهئية الأركان العامة قوله في وقت سابق يوم الجمعة إن روسيا أرسلت ثلاث سفن انزال على متنها جنود من مشاة البحرية لزيارة منشأة الصيانة البحرية الروسية في طرطوس.
وقال نشطاء معارضون إن القوات السورية قتلت 50 شخصا على الأقل في اشتباكات مع معارضين في حماة بوسط البلاد يوم الخميس بينما قتل 16 شخصا في قصف بطائرة هليكوبتر قرب بلدة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة