أعلن الجيش السوداني اليوم الثلاثاء عن تنفيذه ضربات جوية جنوب العاصمة الخرطوم، أسفرت عن مقتل العشرات من قوات الدعم السريع، وتدمير عدد كبير من آلياتهم.
وذكر المتحدث باسم الجيش السوداني أن هذه الضربات الناجحة استهدفت منطقة سوبا ومناطق أخرى جنوبي الخرطوم، مما أدى إلى تدمير العديد من المركبات ووقوع عشرات القتلى بين صفوف الميليشيا المتمردة (الدعم السريع).
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تشهد السودان اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من البلاد، وتركز معظم هذه الاشتباكات في العاصمة الخرطوم، مما تسبب ذلك بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في ديسمبر الماضي، حيث ينص الاتفاق على خروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
اتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين. وذلك عقب مطالبات من قبل الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمرداً ضد الدولة.
وكان من المقرر التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي لإنهاء الأزمة في السودان في أبريل/نيسان الماضي، بالإضافة إلى التوقيع على الوثيقة الدستورية في نفس الشهر، ولكن لم يحدث ذلك بسبب خلافات في الرؤى بين قادة القوات المسلحة وقادة قوات الدعم السريع، وخاصة فيما يتعلق بتحديد جداول زمنية لدمج قوات الدعم السريع داخل الجيش.
هذه الخلافات تعكس التحديات التي تواجه عملية الانتقال الديمقراطي في السودان وتؤثر على استقرار البلاد، حيث يسعى السودان إلى إعادة بناء هياكله السياسية والأمنية بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.