حمل عضو مجلس الحكم العراقي احمد الجلبي، وكالة الاستخبارات الاميركية "سي أي ايه" مسؤولية تصديق المعلومات التي قدمها اليها بشان اسلحة الدمار، فيما دعا السناتور ادوارد كيندي مدير الوكالة جورج تينيت للاعلان بشكل واضح عما اذا كان البيت الابيض تلاعب بتقارير وكالته لتبرير الحرب.
وقال الجلبي في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" في شبكة تلفزيون "سي بي اس" تذاع الاحد انه كان يتعين على وكالة المخابرات الاميركية أن تقوم بتحليل أفضل للمعلومات التي تلقتها من المنشقين الذين كان يوجههم.
واضاف الجلبي الذي يرأس المؤتمر الوطني العراقي وله علاقات وثيقة بادارة الرئيس جورج بوش
أن وكالة المخابرات الأميركية كانت تعرف أن المنشقين يمكن أن يكونوا متحيزين وأنه حتى الصحافة كانت تقول ان"لدى المنشقين دوافع شخصية ولا تصدقوهم."
وقال جلبي متشككا "الآن تقولون لي أنه على الرغم من كل هذه الأدلة العلنية تأخذ الحكومة الأميركية كلامنا دون التأكد من الناس. رجال المخابرات الذي يفترض أن يؤدوا مهمة أفضل لبلادهم ولحكومتهم لم يقوموا بمثل هذه المهمة على نحو طيب".
وينفي جلبي الذي ولد في عائلة عراقية بارزة ولكنه قضى 45 عاما خارج العراق قبل عودته في نيسان/ابريل تدريب المنشقين وهو أمر قال محلل سابق في المخابرات ان وكالة المخابرات الاميركية تعتقد انه فعله لسنوات.
وقال المحلل كين بولاك ان ادارة بوش استغلت هذه المعلومات لوصف العراق بأنه يمثل تهديدا وشيكا.
وأضاف بولاك أنهم كانوا يتطلعون "لان يؤكدوا ببساطة فكرة متصورة من قبل لعراق يمثل تهديدا كبيرا..فيما يتعلق بامتلاك أكثر الأسلحة تطورا وخطورة".
والجمعة، دعا السناتور الديمقراطي ادوارد كيندي مدير "سي أي ايه" جورج تينيت للاعلان بشكل واضح عما اذا كان البيت الابيض تلاعب بتقارير وكالته لتبرير الحرب.
وقال كيندي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس انه يتعين على تينيت ان يفسر لنا "لماذا انتظر حتى الشهر الماضي..بعد مرور عام تقريبا على بداية الحرب ..لتصحيح المفاهيم" والقول ان المخابرات لم تذكر ان العراق كان يمثل التهديد الوشيك الذي صورته ادارة بوش.
وتابع كيندي متسائلا في خطاب امام مجلس العلاقات الخارجية "ولماذا لم يصحح تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية للرئيس ولنائب الرئيس ولوزير الدفاع قبل عام حيث كان يمكن ان يكون ذلك اجدى وحيث كان يمكن ان يمنع ذلك وقوع حرب لا ضرورة لها وينقذ العديد من الارواح."
وكنيدي عضو بلجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ حيث يتوقع ان يستجوب تينيت بقسوة بشأن معلومات المخابرات التي ادت لشن الحرب خلال جلسة استماع تعقدها اللجنة الاسبوع القادم.
وقال السناتور الديمقراطي البارز "اذا كان يشعر بان البيت الابيض بدل في الحقائق او اساء استخدام تقارير المخابرات او تجاهلها واعتمد على مصادر غير موثوق بها في الجالية العراقية في المنفى فيتعين ان يقول تينيت ذلك وان يقوله بوضوح."
وقال كيندي مستشهدا بما قاله تينيت في خطاب القاه الشهر الماضي ان مدير وكالة المخابرات "نأى بنفسه بشكل واضح عن تصريحات الادارة التي قالت ان التهديد القادم من العراق كان وشيكا."
ولكن كيندي قال ان تينيت "لم يصل الى درجة القول ان الادارة شوهت تقارير المخابرات او انها اعتمدت على مصادر اخرى لتبرير الحرب."
وتساءل كيندي ايضا اذا كان تينيت قد بذل اي محاولة لحث صناع القرار في البيت الابيض "على التخفيف من حدة تعبيراتهم المبالغ فيها" عن الاسلحة المزعومة للدمار الشامل في العراق والصلات باسامة بن لادن وتنظيم القاعدة.
ووجه كيندي الذي يضطلع بدور بارز في حملة السناتور الديمقراطي جون كيري للانتخابات الرئاسية انتقادات حادة للرئيس الجمهوري جورج بوش لما وصفه بمبالغته في تصوير الخطر الذي يمثله العراق بهدف الحصول على مكاسب سياسية.
وقال كيندي "التهديد الوشيك الوحيد كان يتمثل فقط في انتخابات الكونغرس في (تشرين الثاني) نوفمبر. السياسات الخاصة بالانتخابات تغلبت على الحقائق الصلبة." وذلك في اشارة لانتخابات الكونغرس التي جرت عام 2002 خلال مرحلة التحضير للحرب للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وتابع قائلا "رجالنا ونساؤنا في القوات المسلحة لا يزالون يدفعون من ارواحهم ثمنا لهذه الحرب المضللة في العراق..لا يستحق رئيس ضلل البلاد بشأن ضرورة الحرب ان يعاد انتخابه مرة اخرى."—(البوابة)—(مصادر متعددة)