الجامعة تطالب مجلس الامن بالتحرك وكلينتون تحذر من حرب اهلية بسوريا

تاريخ النشر: 31 يناير 2012 - 10:51 GMT
الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي يلقي كلمته امام مجلس الامن الدولي
الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي يلقي كلمته امام مجلس الامن الدولي

حثت الجامعة العربية مجلس الامن على التحرك لوقف "الة القتل" في سوريا والموافقة على خطة عربية تتضمن تنحي الرئيس بشار الاسد، فيما حذرت وزيرة الخارجية الاميركية من تفاقم العنف في هذا البلد ما يجعله على شفا حرب أهلية.

وحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مجلس الامن على اتخاذ "اجراء سريع وحاسم" وحذر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني المجلس من أن "الة القتل في سوريا لا تزال تعمل."
وقال العربي ان الدول العربية تحاول تفادي التدخل الاجنبي في الازمة السورية.
ومن جانبها حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مجلس الامن من تفاقم العنف في سوريا مما يجعل البلاد على شفا حرب أهلية.
وقالت كلينتون للمجلس "الدليل واضح ان قوات (الرئيس السوري بشار) الاسد تبدأ تقريبا جميع الهجمات التي تقتل المدنيين لكن مع حمل المزيد من المواطنين للسلاح لمقاومة وحشية النظام فمن المرجح أن يخرج العنف عن السيطرة."
ودعت كلينتون مجلس الامن الذي يضم 15 عضوا الى دعم مشروع قرار أوروبي عربي يؤيد خطة الجامعة العربية التي تدعو الاسد لنقل سلطاته الى نائبه استعدادا لاجراء انتخابات.
وفي وقت سابق الثلاثاء،  نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن دبلوماسي روسي رفيع قوله يوم الثلاثاء ان الضغط من اجل تمرير مسودة قرار غربي عربي بشأن سوريا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يفتح الباب امام اندلاع حرب اهلية في البلاد.
وعلى الرغم من تأكيد جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي على معارضة موسكو لمسودة القرار الذي يقر خطة وضعتها جامعة الدول العربية وتدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي فانه لم يهدد صراحة باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنعه.
ونقلت الوكالة عن جاتيلوف قوله "المسودة الغربية لقرار مجلس الامن بشأن سوريا لن تؤدي الى البحث عن تسوية. الضغط من اجل تمريرها يفتح الباب لحرب اهلية."
وستقدم مبادرة الجامعة العربية الى مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء وتريد دول غربية التصويت هذا الاسبوع على القرار الذي يدعم دعوة الجامعة الى "انتقال السلطة من الرئيس" في سوريا.
وقالت روسيا ان مسودة القرار الغربي العربي غير مقبولة في شكلها الحالي. وحذر جاتيلوف يوم الجمعة من أن اجراء تصويت سريع على القرار سيكون مصيره الفشل وذلك في اشارة قوية الى ان موسكو قد تستخدم الفيتو اذا لم يتغير جوهر النص.
وأفادت وكالات أنباء روسية بأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال في أستراليا اليوم ان روسيا لن تسمح أبدا لمجلس الامن الدولي بالموافقة على القيام بعمل عسكري في سوريا.
ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي "اذا رفضت المعارضة السورية الجلوس الى طاولة المفاوضات مع النظام فماذا هو البديل.. القصف.. مررنا بذلك من قبل. لن يوافق مجلس الامن على هذا أبدا.. أضمن لكم هذا."
وسوريا هي أقوى حليف لموسكو في الشرق الاوسط وتعقد معها صفقات لشراء الاسلحة الروسية كما تستضيف منشأة صيانة بحرية في ساحلها المطل على البحر المتوسط. والمنشأة هي القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة خارج حدود ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي.
وأعادت قوات الحكومة السورية تأكيد سيطرتها على ضواحي العاصمة دمشق يوم الثلاثاء بعدما صدت المسلحين الذين وصلوا الى أعتاب المدينة.
وقالت روسيا ان تنحي الاسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لعملية تهدف في نهاية الامر الى وقف اراقة الدماء في سوريا وان أي تغييرات سياسية محددة من هذا النوع يجب أن تناقش في اطار عملية سلام.
وانتقدت روسيا أيضا تهديدا في مسودة القرار باتخاذ "اجراءات أخرى" اذا لم تلتزم سوريا ببنود القرار كما انتقدت لوم الوثيقة للسلطات السورية في اراقة الدماء.
وقالت الامم المتحدة ان حملة قمع المتظاهرين الذين يطالبون بالديمقراطية منذ قرابة عام أسفرت عن مقتل أكثر من خمسة الاف شخص.
وتقول موسكو ان معارضي الاسد يجب أن يتحملوا جزءا من اللوم وتتهم الغرب بتشجيعهم للضغط من أجل الاطاحة بالاسد بدلا من الدخول في محادثات.
وعرضت روسيا أمس استضافة محادثات بين الحكومة السورية ومعارضيها. وسرعان ما رفض زعماء المعارضة الفكرة ووصفوها بأنها حيلة لشراء الوقت وتأخير اتخاذ تحرك من قبل مجلس الامن الدولي.
وهددت روسيا بانها لن تسمح بالتدخل الاجنبي في سوريا بعدما اتهمت الولايات المتحدة ودولا أخرى في حلف شمال الاطلسي بخرق تفويض لمجلس الامن الدولي صدر في مارس اذار بشأن ليبيا واستخدامه للاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي.
واستخدمت روسيا والصين الفيتو لمنع صدور قرار بشان سوريا وضعت دول أوروبية مسودته في أكتوبر تشرين الاول. ويتوقع أن تحذو الصين حذو روسيا مجددا لكن مبعوثين غربيين يقولون انهم حصلوا على ما يكفي من الدعم في المجلس المكون من 15 دولة لاصدار القرار ما لم يتم نقضه بالفيتو.
وتقول روسيا ان الامتناع عن التصويت على مسودة القرار وهو ما سيسمح بتمريره سيكون بمثابة تأييد ضمني للاطاحة بالاسد وتمهيد الطريق أمام التدخل العسكري المحتمل.
ويقول محللون ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي يخوض انتخابات الرئاسة القادمة والذي سبق ان انتقد بقوة قرار المجلس بشأن ليبيا يريد أن يبدو صلبا في وجه الغرب ويتجنب السماح بواقعة جديدة لتغيير نظام بدعم من الخارج.