واتهمت تشاد السودان بمهاجمة أراضيها لكنها وافقت على الدخول في محادثات مع الخرطوم حول الاقتتال في دارفور رغم قولها في وقت سابق ان الاجتماع "عديم الجدوى".
وقال مصدر قريب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يستضيف القمة إن من المقرر أن يجتمع الرئيس السوداني عمر حسن البشير مع نظرائه من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى في وقت لاحق يوم الخميس.
لكن تشاد قالت إن الاجتماع المقرر أن يعقد على هامش أعمال قمة فرنسا افريقيا الرابعة والعشرين في منتجع كان الساحلي الفرنسي هو مجرد محاولة لتشتيت الانتباه من جانب الخرطوم التي تتهمها تشاد بدعم متمردين دخلوا الى أراضيها من دارفور واشتبكوا مع القوات الحكومية.
وقال وزير الخارجية التشادي احمد علام مي لرويترز "هذا الاجتماع عديم الجدوى لانه يهدف الى تشتيت الرأي العام الدولي وابعاده عن المشكلة الحقيقية وهي أن السودان يهاجم تشاد. لسنا في كان للترفيه عن الحشد."
وامتد الصراع في دارفور الى تشاد المجاورة وجمهورية أفريقيا الوسطى مما يزيد من المخاوف من انتشار عدم الاستقرار في ارجاء المنطقة.
وأضاف الوزير التشادي "هذا الاجتماع في غير محله لأن هناك مبادرة ليبية مطروحة بالفعل. يتعين على السودان ولو لمرة واحدة أن يحترم الالتزامات التي قدمها وألا يدعم التمرد ضد تشاد بعد الآن."
وقال المصدر إن الرئيس المصري حسني مبارك وجون كوفور رئيس الاتحاد الافريقي سيحضران أيضا الاجتماع المقرر أن يعقد بعد ظهر يوم الخميس.
واقترح مجلس الامن التابع للامم المتحدة ارسال قوات لحفظ السلام خارج الاراضي السودانية لتأمين منطقة حدود دارفور ومن المقرر أن يجتمع المجلس في وقت لاحق يوم الخميس لبحث اقتراح بنشر القوة في شرق تشاد التي تقع على الحدود مع دارفور.
وحثت منظمة أوكسفام العاملة في مجال الاغاثة الانسانية المجتمع الدولي على التصدي للعنف المتزايد في شرق تشاد قبل أن تتحول المنطقة الى "دارفور أخرى" وفاقمت الهجمات التي تشن من اقليم دارفور الصراع العرقي وتمردا في شرق تشاد مما ادى الى تشريد عشرات الالوف.
وسيدعم نشر بعثة منفصلة للامم المتحدة قوامها ثلاثة الاف فرد في اقليم دارفور قوة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الافريقي قوامها سبعة الاف جندي في الاقليم.
ويقول خبراء إن 200 ألف شخص قتلوا في دارفور وأجبر 2.5 مليون على النزوح من ديارهم.
ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخرطوم في كلمة لوفود 48 دولة من بين 52 دولة أفريقية الى الانصات للمجتمع الدولي والاتحاد الافريقي والسماح بنشر قوات لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة في دارفور.
وقال شيراك "أطالب دعاة الحرب وحكومة السودان بأن ينصتوا لاصواتهم وأن يوافقوا على نشر قوة لحفظ السلام لوقف الهجمات وحماية السكان المدنيين وموظفي وكالات المعونة الانسانية."
وقال اندرو ناتسيوس المبعوث الامريكي الخاص الي السودان يوم الأربعاء إنه يخشى طرد منظمات المعونات من دارفور وأن ميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة قد تحاول اغلاق مخيمات تأوي ملايين المشردين وهو ما قد يؤدي الي "حمام دم".
وتصف واشنطن العنف في دارفور بأنه حرب ابادة وهو اتهام تنفيه الحكومة السودانية.
وصرف الحديث عن دارفور الانتباه الى أزمة أكثر الحاحا من مباحثات المائدة المستديرة التي كان من المقرر أن تجرى بعد ظهر الخميس حول السلع الافريقية ومكانة القارة في العالم.
وتتنافس القوى الكبرى على الموارد الطبيعية الهائلة في أفريقيا وهي القضية التي سيجري بحثها في أحد ثلاثة اجتماعات للطاولة المستديرة يوم الخميس.