التنمر في المدارس.. إيقاع العقوبة على المعتدي أم ضمه لمساحات تفرغ طاقاته؟!

تاريخ النشر: 07 مارس 2018 - 08:34 GMT
التنمر بين الطلبة
التنمر بين الطلبة

انتشر فيديو بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي لطفل يتم الاعتداء عليه من زميله داخل أسوار مدرسة خاصة في الأردن، ما فتح الباب حول موضوع التنمر بين الطلاب، وبين لوم العامة للمشهد يقترح محامٍ أردني إيجاد مساحات للطفل ليعبر عن نفسه.

كانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت فيديو يظهر فيه أحد الطلبة وهو يعتدي بالضرب والسحل على طالب آخر داخل أسوار المدرسة، فيما يقوم طالب آخر بتصوير المشهد متلفظا بعبارات غير لائقة.

وتحول الأطفال في المدارس لمادة دسمة لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي سادها الاستهزاء والذم والشتم على الأطفال وأهاليهم والمدرسة وكادرها التربوي، ما عزز الخلاف بين عائلات الأطفال لتصل الخلافات إلى المحاكم.

قالت والدة الطفل المعتدى عليه في المدرسة قبل أيام، إن ابنها ما زال في المستشفى، يعاني من كسور في الأضلع، بالإضافة إلى استفراغه الدماء، دون بيان الأسباب من الأطباء حتى الآن، وذلك بحسب رسالة وجهتها للناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ديما علم فراج مرفقة بصور للفحوصات الطبية للطفل.

وفي الوقت الذي طالب فيه أهل الطفل المعتدى عليه إيقاع العقوبة على الطفل الآخر حاول أخصائي مساحات صديقة للأطفال المحامي جمال حسين جيت، توصيف المشهد ووضع يده حول ما يتعرض له الأطفال من ضغوط تجعلهم عرضة للانفجار بأي وقت وذلك خلال مقالة له عن التنمر بين طلاب المدارس.

كتب المحامي جيت : "حول المجتمع الاردني “بكل اسف” الى بيئه خصبه ومحفزه للعنف ويظهر فيها اطفالنا كـ متنمرين او كـ مُعَنفيِّن هم الحلقة الاضعف في دائرة العنف السائدة، كما ان المنحى الذي يتجه اليه العالم بالعموم من خلال التقدم التكنولوجي والذي وجد اطفالنا انفسهم رهينين له (سواء من خلال اجهزة الكمبيوتر اللوحي " I pad , Tablets " التي اصبحت تستخدم في التعلم او اللعب او شاشات التلفاز وما تبث من برامج تشجع على العنف سواء اخبار واحداث او حتى الكثير من البرامج المخصصة للاطفال)".

وأضاف جمال جيت في مقاله  عن زيادة اغراق الاطفال في العنف: "اصبحت ميولهم تتجه نحو الانعزال والتوحد على حساب الاستقلالية الشخصية والتفاعل الاجتماعي الايجابي، وهذا جعلهم “للاسف” وقودا لكل ما يصيب العالم من تحولات سواء نحو التقدم في العلم المتطور بسرعة او نحو الهاوية من خلال الاقتتال والذبح في العالم الثالث، وهذا يجعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان الاطفال تحولوا الى براميل قابله للاشتعال او الانفجار في اي احتكاك معرضين له، وممكن ان نلحظه هذا من خلال تعبيرات اطفالنا اللفضية او سلوكهم حتى في الاوضاع الطبيعيه خلال "اللعب او التعلم" مثلا او خلال اي احتكاك مع اخوانهم او اقرانهم او حتى والديهم او اتجاه المجتمع بشكل عام".

وذكر أخصائي الأطفال في مقاله عن بعض الحلول المتعلقة باستغلال المدرسة في العطلة الصيفية للأنشطة اللامنهجية وممارسة اللعب والهوايات ليرتبط اسم المدرسة بما يحبه الطفل وليس بتحصيل علامات "تمكنهم من تحقيق رغبات وأحلام أهلهم" بحسب توصيفه.

ووفقا لتقديرات اليونسكو الصادرة العام 2017 فإنه من بين أكثر من مليار طفل في المدارس حول العالم، يتعرض ربعهم للتنمر والعنف المدرسي، وإن الأكثر عرضة لخطر التنمر هم في كثير من الأحيان من الفقراء أو الأقليات العرقية أو اللغوية أو الثقافية في المدارس. وتصنف الدراسات  أسباب التنمر إلى سايكو سوسيولوجي، وأسري، وإعلامي، وتعليمي.

 وهذا يجعلنا نتوقف عند هذه الظاهرة لمواجهتها ولا مجال لجهلها أو تجاهلها.