استمرت الاشتباكات السبت في صنعاء بين حليفي الأمس قوات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي اعلن استعداده فتح "صفحة جديدة" بعد "وقف العدوان ورفع الحصار" عن اليمن مع التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي رحب بتصريحاته.
وقال صالح في خطاب نقله التلفزيون "ادعو الاشقاء في دول الجوار والمتحالفين ان يوقفوا عدوانهم وان يرفعوا الحصار وان يفتحوا المطارات (...) وسنفتح معهم صفحة جديدة".
واضاف "سنتعامل بشكل ايجابي. ويكفي ما حصل في اليمن، وما حصل لليمن" الذي يشهد نزاعات أوقع أكثر من 8750 قتيلا واكثر من 50 الف جريح بينهم اعداد كبيرة من المدنيين منذ آذار/مارس 2015، وبات القسم الاكبر من سكانه يعتمدون على المساعدات الانسانية وبينهم سبعة ملايين بحاجة الى مساعدات عاجلة.
واكد صالح "نتعهد لاشقائنا وجيراننا اننا بعد وقف اطلاق النار وايقاف التحركات على الارض وفتح المطارات ورفع الحصار سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب"، مشددا على ان "مجلس النواب هو الممثل الشرعي للبلاد وسيتحمل المسؤولية خلال الفترة القادمة".
تحالفت قوات صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام مع قوات الحوثيين المؤيدين لإيران منذ 2015 في مواجهة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويتدخل في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ولكن اندلعت منذ الأربعاء مواجهات في صنعاء بين أنصار صالح والحوثيين موقعة اربعين قتيلا وجريحا في الجانبين.
وقد تؤدي هذه الاشتباكات الى فتح جبهة جديدة وحربا داخل الحرب في البلد الفقير الذي يعاني من نزاع دام منذ أكثر من سنتين جر عليه أزمة انسانية هي الاخطر في العالم، وفق الامم المتحدة.
وقال صالح "أدعو مرة اخرى كل الاشقاء المتحالفين الى ايقاف اطلاق النار وفتح المطارات والسماح للعالقين بالعودة والسماح للمواد الطبية بالدخول الى اليمن".
وحمل الرئيس السابق بعنف على الحوثيين داعيا "كل جماهير شعبنا العظيم، في كل المحافظات (...) وكل مكان الى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية من قبل هذه العناصر التي دأبت بهذا العمل غير المسؤول منذ 3 سنوات وهي تعبث بمقدرات الشعب".
وأضاف "أدعو القوات المسلحة والامن ان لا تنفذ اي تعليمات من قيادة انصار الله (...) نفِذوا تعليمات المؤسسة العسكرية الممثلة بالقيادات الوطنية التاريخية الذين شملتهم التصفيات من قبل قيادة انصار الله".
ورحب التحالف العسكري بقيادة السعودية بتصريحات صالح. وكتب التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ان "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (...) التابعة لإيران"، في اشارة الى حركة انصار الله للمتمردين الحوثيين.
- انقلاب -
لكن تصريحات صالح اثارت غضب الحوثيين الذين أدانوها. وقال ناطق باسم الحوثيين في بيان تلته قناة "المسيرة" التابعة لهم إن "ما جاء في كلام صالح انقلاب على التحالف والشراكة، وتماه مع توجه العدوان لإضعاف الجبهة الداخلية".
وقالت قناة "المسيرة" ان صالح ينتقل الى المعسكر الآخر.
وفي تصريح سابق دعا زعيم "انصار الله" عبد المالك الحوثي صالح الى "التعقل وأن يكون كما كان منذ بداية العدوان والى اليوم حريصا على مصلحة وطنه ... وغير منجر".
وأضاف "نحذر من جديد اذا لم تكف تلك الميليشيات عن هذا التصرف فعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها بمعاونة المواطنين وتكثيف الجهود من الجميع لفرض الأمن والاستقرار".
وكان التوتر سائدا بين الجانبين منذ عدة اشهر بعد ان اتهم صالح الحوثيين بالسعي الى احتكار السلطة ونعته الحوثيون بالغدر بعد ان اشتبهوا بانه يجري اتصالات مع السعودية.
واتهم صالح بدوره الحوثيين بانهم كانوا البادئين باعلان "الحرب" في صنعاء، في بيان صادر عن حزب المؤتمر الشعبي العام حمل "انصار الله المسؤولية كاملة" عن "اعلان الحرب" في صنعاء.
وأعرب حزب المؤتمر الشعبي عن أسفه لفشل جهود الوساطة الجمعة بين المعسكرين المتحالفين منذ سيطرتهما على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 ما ارغم ممثلي الحكومة المعترف بها على الفرار الى عدن.
وشكل صالح والحوثيون حكومة موازية في صنعاء رغم اختلافهم على تقاسم السلطة منذ أاشهر.
وأحكم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ قرب الرياض أطلقه الحوثيون الذين يبدو تحالفهم مع صالح على وشك الانهيار.
ويتهم التحالف العسكري ايران بدعم الحوثيين رغم نفيها المتكرر.
حكم صالح اليمن طيلة ثلاثين عاما واضطر لترك السلطة في 2012 بعد حراك شعبي.