تنصلت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الخميس، من تقرير اصدرته كلية الحرب التابعة لها، اعتبر غزو العراق "خطأ استراتيجيا" فيما وصف الحرب ضد الارهاب بانها "غامضة.
وقال المتحدث باسم (البنتاغون) ان التقرير الذي اصدرته الكلية "لا يعبر بالضرورة عن رأي البنتاغون".
وجاء في التقرير الذي اعده جيفري ريكورد، المدرس بالكلية منذ نحو 10 سنوات والذي اعد 6 كتب عن الاستراتيجية العسكرية، ان "استراتيجية الرئيس تعد اكثر مما تقدم" وتهدد بتوزيع الموارد العسكرية الاميركية الى اجزاء صغيرة.
واعتبر التقرير ايضاً ان الحرب ضد الارهاب "غير واقعية"، لان "هدف هذه الحرب غير واضح الى درجة تثير التوتر".
ورأى ان اسباب ذلك تعود الى كثرة الاهداف، مثل منظمة القاعدة ومنظمات اخرى والدول المارقة واسلحة الدمار الشامل، والخلط بين جبهات حرب الارهاب في داخل الولايات المتحدة وخارجها، والخلط بين حرب الارهاب وحرب العراق.
واوضح ان تلك الاستراتيجية ادت الى "الخلط بين الوضوح الاستراتيجي والوضوح الاخلاقي في سياستنا الخارجية" و"وضع الولايات المتحدة على طريق غير محددة النهاية"، و"الدخول في صدامات لا داعي لها مع جهات لا تشكل خطرا مباشرا علينا".
وقال ان الاستراتيجية العسكرية الحكيمة يجب ان تبنى على وجود عاملين: وجود خصم محدد، والتنسيق بين الوسيلة والهدف، "لكن هذين العاملين ليسا جزءا من استراتيجيتنا الحالية".
وقال ان دور القوات المسلحة الاميركية في الحرب ضد الارهاب "غير واضح"، وان الجنود الاميركيين "لم يعودوا يحسون بالارتياح" تجاه هذه الحرب "وهذه مشكلة كبيرة".
وانتقد التقرير ايضاً اعلان هذه الحرب باعتبارها "ضد الارهاب" وليس "ضد منظمات ارهابية محددة".
وجاء في التقرير ايضاً ان "غموض" الحرب ضد الارهاب تزايد بسبب "عدم وجود تعريف محدد لكلمة الارهاب".
وانتقد استخدام تعبيرات مثل "الخير ضد الشر" او "نحن ضد الآخرين" في هذه الحرب.
واعتبر التقرير ان مكافحة المنظمات الارهابية يجب ان تكون "عملية عسكرية غير حربية"، مثل عملية مكافحة المخدرات والجريمة.
واوضح انه على الرغم من ان حرب الارهاب قادت الولايات المتحدة الى غزو بلدين، هما افغانستان والعراق، فان تلك التطورات تعد جزءاً من استراتيجية اكبر.
وراى ان الحرب ضد الارهاب شبيهة بالحرب الباردة، بسبب طول مداها واحتمال امتدادها لعشرات السنين، ولانها لا تعتمد فقط على المواجهة العسكرية مثلما حدث في حربي كوريا وفيتنام، ولاعتمادها اكثر على المعلومات الاستخباراتية.
واشار التقرير ايضاً الى "غموض" معنى الحرب ضد الارهاب، اذ "حتى داخل الوزارت الاميركية هناك تفسيرات مختلف للكلمة، وقبل خمس عشرة سنة اجريت دراسة اميركية اوضحت وجود 22 تفسيرا للعبارة".
وقال ان تفسير الاستراتيجية العسكرية الاميركية للارهاب هو "العمل العنيف الموجه ضد المدنيين والمخطط له مسبقا وبدون اهداف سياسية" لكننا "خلال الحرب العالمية الثانية قصفنا اليابان وقتلنا مدنيين لم تكن لهم اي صلة بالحرب. فهل كان ذلك ارهابا؟".—(البوابة)—(مصادر متعددة)