شيعت البصرة الخميس، ضحايا التفجيرات الانتحارية التي استهدفت اربع مراكز للشرطة واتهمت القاعدة بتدبيرها، فيما اعلنت القوات الاميركية انها قتلت 36 مسلحا في اشتباكات في الفلوجة، وسقطت قذيفة قرب معسكر القوات الهولندية في السماوة في حين اغتيل ضابط مخابرات سابق قرب كربلاء.
وخيم الحزن والغضب على مدينة البصرة فيما شيعت اسر 73 قتيلا سقطوا في التفجيرات الانتحارية.
وقال مسؤولو مستشفيات إن خمسة من الجرحى التسعة والتسعين الذين أصيبوا في الانفجارات توفوا ليل الاربعاء مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 73.
وقال مسؤولون بريطانيون إن نحو عشرة من رجال الشرطة قتلوا. وأصيب ثلاثة جنود بريطانيين بجروح.
وكانت الشوارع هادئة وأبقى العديد من الاباء أطفالهم في المنزل بعد أن لقى 17 صغيرا كانوا في طريقهم إلى المدرسة حتفهم يوم الاربعاء في التفجيرات التي تعرضت لها مراكز الشرطة.
والانفجارات الخمسة عند ثلاثة مراكز شرطة في أكبر المدن الشيعية في العراق وعند كلية الشرطة في بلدة الزبير القريبة التي يغلب على سكانها السنة كانت أعنف هجمات في البصرة التي تنتشر فيها قوات بريطانية منذ بداية الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة قبل عام.
وبينما استعد الأقارب لدفن ضحاياهم خطط أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لتنظيم احتجاج حاشد لإلقاء اللوم على الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة في الانهيار الامني.
واتهم الرئيس الاميركي جورج بوش تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن بأنه وراء الانفجارات التي وقعت في ساعة الذروة في الصباح. وقال في واشنطن "لقد فجروا عراقيين أبرياء."
وقال مسؤول عسكري كبير في بغداد ان هجمات البصرة تحمل بصمات تنظيم القاعدة أو انصاره. وقال "الوسيلة والنمط متفقان المرة تلو الأخرى .. حدث كبير وهدف رمزي."
واشار بأصابع الاتهام إلى مصعب الزرقاوي وهو متشدد أردني يشتبه في أن له علاقات بتنظيم القاعدة الذي يتهمه مسؤولون اميركيون بتنظيم هجمات ارهابية لاشعال حرب أهلية بين الشيعة والسنة.
36 قتيلا في الفلوجة
الى ذلك، اعلن مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في بيان الخميس ان 36 مقاتلا مسلحا قتلوا في معارك عنيفة الاربعاء في الفلوجة، تهدد بانهيار وقف اطلاق النار في المدينة التي يحاصرها جنود المارينز منذ اكثر من اسبوعين.
وقال مشاة البحرية ان المعركة بدأت صباح الاربعاء عندما هاجم حوالى ستين من المقاتلين موقعا للمارينز باسلحة خفيفة وقذائف مضادة للدبابات في شمال غرب الفلوجة.
واضاف البيان ان مشاة البحرية "ردوا بكل انواع الاسلحة الخفيفة وقذائف الهاون ومساندة جوية مما ادى الى مقتل 36 مقاتلا معادين للتحالف".
وكانت قوات التحالف اعلنت الاربعاء مقتل تسعة من هؤلاء المقاتلين وجرح ثلاثة من جنود المارينز.
واكد مسؤول عسكري اميركي في بغداد ان "المعارك كانت مكثفة جدا ومركزة جدا"، مؤكدا ان وقف اطلاق النار "محترم جزئيا من قبل الجانبين على ما يبدو".
وكان تم التوصل الاثنين الى وقف اطلاق النار الذي ينص على عفو عن كل الذي يقومون بتسليم اسلحتهم الثقيلة وتنظيم دوريات مشتركة للشرطة العراقية وقوات التحالف.
واكد مسؤول عسكري كبير في بغداد ان بعض الاسلحة القديمة تم تسليمها، مؤكدا ضرورة تسليم الاسلحة التي استخدمت في المعارك.
وقال "علينا الحصول على الاسلحة الثقيلة التي تقتل المارينز والمدنيين".
واكد هذا المسؤول ان عودة الاسر الى الفلوجة علقت الخميس مجددا. وقد سمح لاقل من ستين عائلة بالعودة خلال ثلاثة ايام، من اصل خمسة آلاف فرت من المدينة.
وقالت مصادر طبية ان اكثر من 600 عراقي قتلوا منذ بدء المواجهات في الفلوجة بينما قتل عدد كبير من مشاة البحرية الاميركية في هذه المعارك التي كانت الاعنف التي يشهدها العراق منذ سقوط نظام صدام حسين منذ عام.
من جهة اخرى، وصلت قافلة من الف جندي من الفوج الاول والكتيبة السادسة عشرة للمشاة الى محيط كرمة القرية الصغيرة التي تبعد ستة كيلومترات عن الفلوجة، لضمان امن خطوط التموين بين بغداد والقواعد الاميركية في الغرب.
وقال شهود عيان إن اشباكات دارت بين القوات الاميركية والمقاومين في الكرمة والذين أطلقوا قذائف صاروخية وقذائف مورتر على مشاة البحرية الأميركية المدعومين بطائرات الهليكوبتر.
وكانت محاولة اولى لفتح الطريق الاسبوع الماضي انتهت بمقتل مئة من المقاتلين وجندي اميركي واحد.
وبدأت القواعد الاميركية غرب بغداد الاحد تقنين الغذاء بسبب الهجمات التي يشنها المسلحون على خطوط التموين.
وتقوم القوات الاميركية الخميس بعمليات مداهمة خارج الفلوجة بينما تحلق المروحيات التابعة للمارينز فوق المدينة.
قذيفة قرب معسكر القوات الهولندية>
من جهة اخرى، اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع اليابانية إن قذيفة سقطت في ساعة مبكرة من صباح الخميس قرب معسكر القوات الهولندية في جنوب العراق لكنها لم تسفر عن أي اصابات.
واضافوا ان القذيفة سقطت قرب مقر الجنود الهولنديين البالغ عددهم 1200 جندي في بلدة السماوة وان الجنود اليابانيين المتمركزين في منطقة قريبة رفعوا درجة التأهب لفترة وجيزة.
ومن ناحية اخرى نقلت وكالة انباء كيودو اليابانية عن الشرطة في السماوة قولها ان ثلاث قذائف اطلقت في ساعة مبكرة من صباح الخميس قرب مكتب سلطة الائتلاف المؤقتة في البلدة.
وذكرت الوكالة انه لم يتضح هل الحادث له صلة بالقذيفة التي اطلقت على معسكر الجنود الهولنديين.
وقال الجيش الهولندي ان جنوده تبادلوا اطلاق النيران مع مسلحين يوم السبت قرب السماوة. واصيب عراقي بجروح في الاشتباك.
ولليابان حوالي 550 جنديا يتمركزون قرب السماوة وتقتصر مهمتهم على جهود الاعمار والمساعدة الانسانية.
وحتى السبت لم يكن الجنود الهولنديون المتمركزون في السماوة التي تسكنها غالبية شيعية هدفا لاي حوادث مهمة وقال سكان البلدة انهم يرحبون بالجنود اليابانيين.
ويأتي حادث الخميس في أعقاب تعليقات لقائد الجنود اليابانيين في السماوة بان الوضع الامني مستقر بدرجة تسمح لجنوده بمواصلة مهامه.
اغتيال ضابط مخابرات سابق
على صعيد اخر، فقد اعلن مسؤول محلي إن مسلحين قتلوا ضابط مخابرات سابق من حزب البعث وهو يقود سيارته في طريقه إلى منزله مع ابنته بالقرب من كربلاء جنوبي بغداد مساء الاربعاء.
وقتل ثلاثة مسلحين ملثمين بالرصاص ماجد غالي بينما توفيت ابنته في وقت لاحق متأثرة بجروحها الناجمة عن طلقات الرصاص التي أصيبت بها.
وقالت الدنمرك إن رجل أعمال دانماركيا كان مفقودا منذ 11 نيسان/أبريل عثر عليه مقتولا. وقتل رهينة ايطالي هذا الشهر بواسطة خاطفين طالبوا القوات الايطالية بالانسحاب من العراق.
وأدت موجة من أعمال خطف الاجانب في العراق هذا الشهر إلى خطف مدنيين من أكثر من 12 دولة. وافرج عن معظم الرهائن.—(البوابة)—(مصادر متعددة)