البابا يلتقي سليمان ورؤساء الطوائف في اليوم الثاني لزيارته إلى لبنان

تاريخ النشر: 15 سبتمبر 2012 - 07:39 GMT
 البابا بنديكتوس السادس عشر السبت
البابا بنديكتوس السادس عشر السبت

يلتقي البابا بنديكتوس السادس عشر السبت في اليوم الثاني لزيارته الشديدة الحساسية الى لبنان الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وكذلك رؤساء الطوائف في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت.
وعند الساعة العاشرة (7,00 تغ) يصل البابا إلى القصر الجمهوري حيث يعقد لقاء خاصا مع الرئيس سليمان الذي دعا المواطنين إلى التجمع على طريق القصر الذي سيسلكه الحبر الاعظم في طريقه الى القصر الجمهوري.

وفي لفتة نادرة، فتح القصر الجمهوري ابوابه امام الحشود لتصل الى الباحة الداخلية للقصر حيث يعد استقبال شعبي للبابا.

وعلى امتداد الطريق الى القصر الجمهوري اصطف الاف الاشخاص على مسافة عدة كيلومترات حاملين اعلام لبنان والفاتيكان للترحيب بالبابا كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

واحيطت بالقصر تدابير امنية مشددة جدا ورفعت لافتة عند مفرق القصر الجمهوري تقول "ببركتم يترسخ لبنان وطن الرسالة".

وتقول زينة خوري وهي ربة منزل حضرت مع اولادها وزوجها الى بعبدا للقاء البابا ان الزيارة "نعمة للبنان وستساهم في نشر السلام وفي اعلاء فكرة التعايش".

واضافت لوكالة فرانس برس "بالنسبة للاولاد قلت لهم انها فرصة لهم ربما لن تتكرر في حياتهم للمشاركة في الزيارة التاريخية وانه سيباركهم ويباركنا" وذلك رغم التدابير المشددة المحاطة بالزيارة بالنسبة لوصول المواطنين.

ومن جهته قال جوزف ساسين (50 سنة) الذي جاء من المتن الاعلى مع زوجته واولاده الثلاثة للقاء البابا انه "استيقظ من الرابعة فجرا من اجل المجيء لاستقبال البابا".

واضاف "من لديه الحماسة ليأتي من بعيد للوقوف الى جانبا، يجب ان نبادله بالمثل".

واكد ساسين "لسنا بحاجة لاشخاص يقودوننا سياسيا نحن بحاجة لولاء لقضية جامعة ومصلحة عامة، وجودنا المسيحي المتميز في الشرق، وعيشنا الى جانب طوائف اخرى هو القضية".

وبعد الاجتماع مع الرئيس اللبناني، يعقد البابا لقاء مع كل من رئيسي مجلس النواب والحكومة على ان يلتقي لاحقا رؤساء الطوائف الاسلامية ثم اعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة والهيئات الدبلوماسية ورؤساء الطوائف وممثلي الهيئات الثقافية.

وظهرا يتناول البابا الغداء مع البطاركة والاساقفة واعضاء الجمعية الخاصة لمجمع الاساقفة من اجل الشرق الاوسط في مقر بطريركية الارمن الكاثوليك في بزمار (حوالى 25 كلم من بيروت) قبل ان يلتقي الشبيبة بعد الظهر في ساحة مقر البطريركية المارونية في بكركي.

وكان البابا وقع الجمعة في اليوم الاول لزيارته "الارشاد الرسولي" الذي دعا فيه المسيحيين والمسلمين واليهود الى "استئصال الاصولية الدينية"، في وقت تشهد المنطقة اضطرابات واحتجاجات على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.

وكتب البابا في الارشاد الرسولي الذي هو الهدف الاول لزيارته والذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "اوجه دعوة ملحة الى كل المسؤولين الدينيين اليهود والمسيحيين والمسلمين في المنطقة لكي يسعوا، بالمثال والتعليم، الى بذل كل الجهود لاستئصال هذا التهديد الذي يطال بدون تفرقة وبشكل قاتل المؤمنين من كل الاديان".

ويتضمن الارشاد الرسولي توصيات السينودوس حول الشرق الاوسط الذي عقد في تشرين الاول/اكتوبر 2010 في الفاتيكان.

وقد وقعه البابا في كنيسة القديس بولس في حريصا (شمال بيروت) الملاصقة للسفارة البابوية حيث مقر اقامته خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة ايام.

وتعتبر زيارة البابا الى المنطقة شديدة الحساسية نتيجة الاضطرابات القائمة في سوريا المجاورة والتي خلال 18 شهرا اكثر من 27 الف قتيل.

كما تتزامن مع موجة الاحتجاجات الكبرى التي عمت الشرق الاوسط ودول اخرى بسبب فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.

وفي هذا الاطار، دعا البابا الى وقف امداد الاطراف في سوريا بالسلاح. وقال ان "ارسال الاسلحة يجب ان يتوقف نهائيا. من دون ارسال الاسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر".

ورأى البابا في الكلمة التي القاها في المطار حيث اعد له الاستقبال الرسمي ان التعايش اللبناني يمكن ان يشكل نموذجا لكل الشرق الاوسط وللعالم باسره.