أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن بيانا في 28 يناير/كانون الثاني 2018 بخصوص المواجهات المسلحة التي شهدتها مدينة عدن في جنوبي اليمن، كرر فيه اتهام الحكومية اليمنية التي يقودها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالفساد واتهم القوات التابعة لحكومة أحمد بن دغر ووزير الداخلية الإعتداء على المتظاهرين الجنوبيين ضد حكومة بن دغر.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية موالية لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المطالب بالانفصال عن الشمال وإسقاط الحكومة، بمقتل 3 قيادات عسكرية تابعة له، في المواجهات ضد القوات الحكومية.
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها في تصريحات متفرقة للأناضول، أن المواجهات بين الطرفين لا تزال مستمرة في منطقة خورمكسر وسط عدن.
وأضافت أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 3 من القيادات العسكرية في صفوف القوات التابعة للمجلس، بينهم العقيد أبو حتم الحميدي، أركان حرب الكتيبة الخاصة في اللواء الأول مشاة التابع للمجلس، وضابطين آخرين.
وتجددت المواجهات، اليوم الإثنين، في محيط معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين لم يتضح حتى الساعة (13.30 تغ) عددهم.
وأمس الأحد، اندلعت المواجهات بين القوات الحكومية والقوات التابعة للمجلس، وهدأت وتيرتها في المساء، عقب توجيه أصدره رئيس الحكومة، أحمد بن دغر، بوقف فوري لإطلاق النار وعودة القوات إلى ثكناتها، بناء على تفاهمات أجراها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مع قيادات التحالف العربي.
كما طالب المجلس الرئيس هادي باقالة حكومة بن دغر قبل "أن يخرج الأمر عن السيطرة"، لكن ما هو هذا المجلس ومن هو رئيسه؟.
احياء اليمن الجنوبي
وأعلن سياسيون ومسؤولون قبليون وعسكريون في عدن، ثاني كبرى مدن اليمن في 11 مايو/أيار 2017 عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
و أعلن وقتها عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وإلى جانبه العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبي، عن قرار يقضي بقيام مجلس انتقالي جنوبي برئاسته أطلق عليه اسم "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي".
وقال الزبيدي إن الهيئة، التي تضم 26 عضوا، بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنين من الوزراء في الحكومة اليمنية، ستتولى إدارة و تمثيل المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا.
وجاء في المادة الثالثة من القرار "يستمر الجنوب في الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المد الايراني بالمنطقة، والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب كعنصر فعال في هذا التحالف".
واعلنت حكومة هادي عن معارضتها لتشكيل هذا المجلس، وجاء في بيان رسمي صدر بعد اجتماع الرئيس هادي مع مستشاريه في العاصمة السعودية الرياض رفض المجتمعين "رفضا قاطعا" للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وسبق ذلك إقالة مصور هادي أواخر شهر ابريل/نيسان 2017 لعيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في الجنوب، وخرجت مظاهرات تنديدا بقرار هادي.
ونقلت رويترز حينها تصريحات مسؤول وصفته بأنه يمني جنوبي كبير، رفض الكشف عن اسمه، جاء فيها إن الانفصاليين يأملون في الظفر بدعم التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية، وأضاف "إنها خطوة بعد صراع طويل... لقد تمكن الجنوبيون في نهاية المطاف من تنظيم أنفسهم نحو الاستقلال".