افرج القضاء التونسي بالكفالة الاربعاء، عن نور الدين بوطار مدير إذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة بعد اكثر من ثلاثة اشهر على توقيفه في اطار حملة اعتقالات طالت شخصيات بارزة من المعارضة؟
وأعلنت اذاعة موزاييك واسعة الانتشار ونقابة الصحافيين ان محكمة الاستئناف قررت الافراج عن بوطار المتهم بـ"التآمر" ضد الدولة مقابل كفالة مالية قدرها مليون دينار (نحو 300 ألف يورو)، مستجيبة بذلك لطلب تقدم به محامو الدفاع.
وكانت السلطات التونسية اطلقت مطلع شباط/ فبراير حملة اعتقالات من دون تهم واضحة طالت شخصيات بارزة من المعارضة بينهم قيادات في حزب النهضة الاسلامي، الى جانب قيادات من اتحاد الشغل ومنتقدي الرئيس سعيد.
وبدأت الحملة بتوقيف رجل الأعمال كمال اللطيف، صاحب النفوذ الكبير في الأوساط السياسية، ثم اتسعت لتشمل سياسيين بارزين ونور الدين بوطار الذي جرى اعتقاله في 13 شباط/فبراير.
ووصف بيان لمنظمة العفو الدولية حملة الاعتقالات حينها بانها احد أكثر "الهجمات العدوانية" التي اطلقتها السلطات ضد المعارضة منذ استأثر الرئيس التونسي قيس سعيّد بالحكم وفق مراسيم رئاسية في عام 2021..
واتهمت هبة مرايف مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة السلطات التونسية بالعودة الى "الأساليب القمعية" التي كانت متبعة قبل قيام الثورة عام 2011، والتي كان شعارها تحقيق الكرامة والحريات الأساسية.
ومن جانبه، دافع سعيد عن الحملة قائلا انها طالت عددا من "المجرمين والمورطين في التآمر على أمن الدولة"، مضيفا ان المعتقلين يقفون وراء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وسعوا ايضا الى "تأجيج الأوضاع الاجتماعية".
وتعيش تونس منذ تموز/يوليو 2021، أزمة سياسية فجرها قيام الرئيس سعيد بفرض إجراءات استثنائية بدات بحل مجلسي النواب والقضاء، قبل ان يمرر دستورا جديدا عبر استفتاء تلته انتخابات تشريعية شهدت مقاطعة واسعة.
