غابت رام الله عن جدول زيارة ميت رومني مرشح الرئاسة الاميركية للمنقطة واكتفى بلقاء رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في القدس، فيما اتهم الرئيس محمود عباس اسرائيل بانها تدير الظهر لكل الاتفاقيات وتقود هجمة استيطانية غير مسبوقة.
وفي تصريحات للصحفيين في مكتبه في رام الله سعى فياض الى التقليل من اهمية عدم ترتيب لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هناك بعد سياسي لعدم لقاء رومني مع عباس قال فياض "لا اعتقد ذلك وآمل ان لا يقرا في ذلك مما يحصل في بعض الاحيان لجهة ترتيب المواعيد."
واضاف "سبق والتقيت مع السيد رومني مرتين وعندما التقيه كما سابقا لا التقيه بصفتي الشخصية ولكن بصفتي رئيسا لوزراء السلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس محمود عباس."
وتابع قائلا "وبالتالي عندما اتحدث بالوضع العام في الواقع في تطلعاتنا وطموحاتنا ومعاناة شعبنا جراء الاحتلال اتحدث باسم السلطة الفلسطينية التي يراسها الرئيس محمود عباس لست بصدد اللقاء مع السيد رومني او اي مسؤول اخر بصفتي الشخصية."
واوضح فياض ان لقاءه مع رومني المقرر عقده في القدس يوم الاحد كان "مقررا منذ حوالي شهر تم ترتيبه بناء على طلب من مكتب السيد رومني."
ووصل رومني الى اسرائيل مساء السبت في المحطة الثانية من جولة خارجية تهدف الى تعزيز مكانته على الساحة الدولية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة يوم السادس من نوفمبر.
وجرت العادة ان تكون زيارة الاراضي الفلسطيني ولقاء مسؤولين فلسطينيين على جدول زيارات مرشحي الرئاسة الامريكية خلال زيارتهم للمنطقة وهذا ما لم يحدث مع رومني الذي اكتفى بلقاء فياض في القدس.
وتسعى الادارة الامريكية الحالية الى اقناع عباس بعدم التوجه الى الامم الممتحدة للمطالبة بوضع دولة غير عضو في المنظمة الدولية الامر الذي ترى فيه الولايات المتحدة امرا لا يخدم جهود السلام بين الفلسطينيين واسرائيل.
ومن غير الواضح متى سيتوجه الفلسطينيون الى الامم المتحدة الامر الذي ترك للجنة المتابعة العربية لبحثه في اجتماع من القرر عقده في سبتمبر ايلول القادم قبل الاجتماع السنوي للجميعة العامة للامم المتحدة.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني لاذاعة صوت فلسطين يوم الاحد "لم يتم تحديد موعد للتوجه الفلسطيني للامم المتحدة للحصول على دولة غير عضو في الجمعية العامة...الموعد سيتم تحديده في اجتماع لجنة المتابعة العربية في الخامس من ايلول سبتمبر المقبل في القاهرة."
واضاف ان اجتماعا لوزراء خارجية عدد من دول عدم الانحياز سيعقد في رام الله في الخامس من الشهر القادم.
واعلن محمود عباس قبوله دعوة من الرئيس الايراني للمشاركة في اجتماع دول عدم الانحياز المقرر عقده في طهران نهاية اغسطس اب القادم.
وفي سياق متصل، فقد اتهم عباس الاحد حكومة اسرائيل بانها تدير الظهر لكل الاتفاقيات وتقود هجمة استيطانية غير مسبوقة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية وفا عن عباس قوله خلال اجتماع المجلس الاستشاري لحركة فتح ان "حكومة اسرائيل تدير ظهرها لكل الاتفاقات والقرارات الدولية وتطلق العنان لهجمة استيطانية غير مسبوقة في القدس وعموم الاراضي الفلسطينية".
وجدد التأكيد على "ان الاستيطان في القدس وفي ارضنا الفلسطينية المحتلة عام 67 هو مرفوض تماما وغير شرعي (..) على حكومة اسرائيل ان تدرك بان عليها ان تختار بين السلام وحل الدولتين وبين الاستيطان والتهويد لقدسنا وارضنا".
وحذر عباس انه "لن يتحقق الامن والسلام والاستقرار والتعايش في ظل استمرار الاستيطان والاحتلال، وهذه حقيقة يجب ان تدركها حكومة إسرائيل".
وشدد "ان السلام لن يتحقق إلا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل والشامل من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 67 والاعتراف بحق شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم".
واكد المجلس الاستشاري لحركة فتح في بيان ان "الاستيطان اصبح السياسة الرسمية لاسرائيل في عهد حكومة (بنيامين) نتنياهو التي هي بالفعل حكومة استيطان ومستوطنين".
ودعت حركة فتح الى "مواصلة الهجوم الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني لدى الامم المتحدة في دورتها القادمة لانتزاع مقعد غير عضو لدولة فلسطين بتصويت دول الجمعية العامة".
واوصى المجلس الاستشاري لحركة فتح، كبرى الفصائل الفلسطينية، "بتشكيل لجنة تحضيرية مشتركة من اللجنة المركزية وكل من المجلس الثوري والمجلس الاستشاري (وهي الهيئات القيادية لحركة فتح) للتحضير لعقد المؤتمر العام لحركة فتح في مدة اقصاها نهاية العام الجاري".
وعقد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم في 2009 وكان اول مؤتمر يعقد منذ عشرين عاما ولاول مرة في الاراضي المحتلة. وتم خلال المؤتمر انتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة ومجلس ثوري، وتبني برنامج سياسي اكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وبكل الاشكال.