مصر: الاخوان يعودون بثورة جديدة

تاريخ النشر: 19 يناير 2015 - 10:48 GMT
البوابة
البوابة

للمرة الثانية يُحدد «الإخوان المسلمون» في مصر موعداً لإطاحة النظام الحالي بثورة شعبية من دون أن يكون لديهم أي آليات تمنحهم القدرة على تحريك الناس وتنصيب الجماعة مجدداً على رأس الحكم في مصر! دعوة الإخوان الجديدة لثورة شعبية في 25 الجاري في ذكرى ثورة 25 يناير بعد دعوتهم التي حققت فشلاً ذريعاً لإسقاط النظام يوم 25 تشرين الثاني (نوفمبر) لا تثير الدهشة، لكون الجماعة أضعف من أي وقت سابق فقط، ولكن أيضاً تثير الشفقة على أعضائها الذين ما زال بعضهم يصدقون أنهم يسيرون مع قادتهم في الطريق الذي سيعيدهم مرة أخرى إلى سدة الحكم.

يقف عدد قليل من الرجال في جوار بعض السيدات في صف على جانب الطريق ويرفع كل منهم لافتة كُتب عليها «مرسي راجع من جديد في يناير»، المقصود هنا أن الرئيس المعزول محمد مرسي الذي يحاكم الآن أمام القضاء المصري في قضايا عدة، والموجود في السجن سيعود إلى موقع الرئاسة وسيجلس على مقعد القيادة مرة أخرى خلال الشهر الجاري! دعك من الأسباب التي أدت إلى إطاحة الإخوان من الحكم، وكذلك أداء مرسي نفسه كرئيس، وأيضاً تفاصيل ما ورد في أوراق القضايا المتهم فيها ومعه غالبية أعضاء مكتب إرشاد الجماعة وعشرات آخرين من أبرز كوادرها، فتلك أمور ظل الإعلام يلوكها منذ ثورة 30 يونيو، لكن الغريب أن من رفعوا اللافتات يصدقون بالفعل أن الرجل يجهز نفسه ليكون رئيساً من جديد على رغم أن كل المؤشرات والدلائل حولهم تنبئ بما هو عكس ذلك.

ليس المهم الآن البحث في الأسباب التي تدفع بمن خطط لتلك الموقعة أو كما يسمونها السلسلة البشرية، إلى خداع البسطاء من أعضاء الجماعة أو المتعاطفين معها، فالمسألة محسومة ومعروفة ويدرك الواعون لسلوك قادة الإخوان ويعرفون أن التنظيم الآن يسعى بكل الطرق إلى تدارك خسائره وعزوف الشعب عن الجماعة بمزيد من الخسائر، ويعتقد محركوه الآن أن الاعتراف بالفشل يقضي على الجماعة، وأن التمسك بأن انقلاباً وقع وأن الشرعية ما زالت قائمة لمرسي وأن الشعب المصري يتوق إلى أيام الجماعة هو السبيل للحافظ على الجماعة وتفادي تفككها أو قل تلاشيها!.

وجاء استخدام أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم ومحاولة الإيحاء بأن النظام المصري وراءها ليثير السخرية، والضحك والبكاء في آن، على حال الجماعة، ويؤكد أن الإخوان ماضون في طريقهم من دون أن يدركوا إلى أين يقودهم. فجأة اختلطت الدعوة إلى التظاهر لـ «إعادة الشرعية» بالدفاع عن رسول الله!

لن تحدث ثورة شعبية في مصر يقودها الإخوان لسبب بسيط وبديهي وهو أن الشعب لم يعد يثق في الجماعة وقادتها، وأن الهوة زادت بقدر كبير بين الإخوان والناس وكذلك باقي القوى السياسية وأن أسراً كثيرة في مصر وقع أبناؤها ضحايا عنف الإخوان، وأن كثيرين في مصر مقتنعون أن لا فارق بين جماعة الإخوان المسلمين وبين التنظيمات الإرهابية الراديكالية، وأن الإخوان ظهير لداعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس، وأن المسألة مجرد توزيع أدوار بينها.

في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كانت شوارع القاهرة وباقي المحافظات المصرية تكاد تكون خالية، وفشل الإخوان في دفع الناس إلى التظاهر أو الاحتجاج أو الخروج إلى الشوارع، وسيتكرر الأمر لكن الإخوان لن يغيروا استراتيجيتهم وسيعاودون الكرة مرة أخرى. ومع كل مناسبة وفي ذكرى كل حادثة سيطالبون الناس بالنزول إلى الشوارع ولن يستجيب إلا بعض أعضاء الجماعة التي تتصور أن «استنساخ» 25 يناير أو 30 يونيو مسألة في متناولها ولا تفهم أن الدعوات الفاشلة لثورات جديدة تزيد من أزمتها وتسيئ إلى تاريخها وتضرب مستقبلها وتدعو إلى الدهشة أو الضحك بل قل ضحك كالبكاء!

اقرأ ايضاً:

العرب يتألقون بفساتينهم وتصاميمهم في حفل "جولدن جلوب"

أسوأ 10 عادات في المجتمعات العربية

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن