الاحتلال يقر بمقتل 8 جنود ومايرز يصل العراق لتقييم الوضع غداة تخلي الصدر عن شروطه للتفاوض

تاريخ النشر: 14 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

سقطت قذائف صاروخية على فندق شيراتون ببغداد، واقر الاحتلال بمقتل 8 من جنوده خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما وصل رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة ريتشارد مايرز الى العراق لتقييم الوضع غداة تخلي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عن شروطه للتفاوض حول انهاء انتفاضة مليشياته. 

وقال شهود ان عدة قذائف صاروخية سقطت مساء الاربعاء، على فندق شيراتون في وسط بغداد، ودون ان يسفر ذلك عن وقوع ضحايا في الفندق الذي يقطنه رجال اعمال وصحافيون اجانب. 

من جهة ثانية، فقد اظهرت احدث ارقام رسمية للقتلى تصدرها وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان عدد العسكريين الاميركيين الذين سقطوا في عمليات في العراق ارتفع الى 492 الاربعاء وهو ما يزيد ثمانية عن اليوم السابق. 

وشهر ابريل نيسان هو اكثر الشهور دموية بالنسبة للقوات الاميركية في العراق منذ انتهاء عمليات القتال الرئيسية في ايار/مايو الماضي. 

وقتل منذ بداية الشهر الجاري اكثر من 91 جنديا اميركيا، وذلك في خضم موجة من العنف ترافقت مع الحملة الاميركية على مدينة الفلوجة وانتفاضة مليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في عدة مدن بوسط وجنوب العراق. 

وقد بدأ الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاربعاء اول عملية تقييم ميدانية بنفسه للاوضاع المتدهورة في البلاد. 

وخلال زيارة مايرز للعراق وهي الاولى له منذ كانون الاول/ديسمبر سيبحث الجنرال الاميركي القضايا الامنية مع قائد ايطالي بالقرب من مدينة الناصرية الجنوبية. 

وكان في استقبال مايرز في معسكر ميتيكا البريغادير جنرال الايطالي جيان ماركو شياريني الذي يقود لواء يضم قرابة ثلاثة الاف جندي ايطالي والمسؤول عن الامن في الناصرية. 

ووصل مايزر الى القاعدة الجوية في تليل بالعراق على متن طائرة شحن اميركية من طراز سي 17. 

وفي وقت سابق قال مايرز في مدينة الكويت ان قوات التحالف التي تحتل العراق بقيادة الولايات المتحدة عازمة على تقديم رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الى العدالة الا انه سلم بان اعتقاله قد يزيد العنف مؤقتا. 

وقال مايرز في مؤتمر صحفي في مطار الكويت "من المحتمل جدا اذا اعتقل ان يزيد العنف بعض الشيء. لكنني اعتقد ان ذلك لن يستمر سوى فترة مؤقتة." 

ويخوض انصار الصدر مواجهات مع قوات الاحتلال في جنوب ووسط العراق شهدت اشتباكات دامية فقد المحتلون خلالها السيطرة على عدة مدن. 

وقالت الولايات المتحدة انها ستقتل الصدر او تعتقله وتدمر ميليشيا جيش المهدي الموالية له وحشدت مزيدا من القوات على اطراف النجف حيث يقيم. 

وتاتي زيارة مايرز غداة علان الصدر تخليه عن شروطه للتفاوض بشان انهاء انتفاضة مليشياته المعروفة بجيش المهدي، الى جانب وضعه نفسه تحت تصرف المرجعية الشيعية في البلاد. 

وجاء تخلي الصدر عن هذه الشروط في تصريحات نقلها قيس الخزعلي احد مساعديه الى وفد من وزارة الخارجية الايرانية وصل الى العراق للمساعدة على تسوية الازمة القائمة بين الصدر وقوات الاحتلال. 

وكان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قد أكد في تصريح صحافي بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء ان الولايات المتحدة طلبت من ايران المساعدة في تسوية الازمة العراقية، موضحاً ان طهران تعمل في هذا الاتجاه.  

وقال خرازي ردا على سؤال للصحافيين حول الوضع الراهن للعلاقات مع الولايات المتحدة جرت اتصالات عدة. بشأن العراق تم تبادل العديد من الرسائل.  

وأضاف خرازي بشكل طبيعي، طلب منا ان نساعد على تحسين الوضع في العراق وتسوية الازمة، ونحن نبذل جهودا في هذا الاتجاه. وتابع ان السفارة السويسرية في طهران التي تمثل المصالح الاميركية، تلعب دور "الوسيط" بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية بعد ثورة 1979. وجاءت تصريحات خرازي بعد ان اعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان مدير ادارة منطقة الخليج في وزارة الخارجية الايرانية حسين صادقي اوفد اليوم الاربعاء الى بغداد للاطلاع على الحوادث في العراق وايجاد سبل الخروج من الازمة وقالت الخارجية الايرانية في بيان ان مهمة صادقي تشمل لقاء رجال دين شيعة عراقيين ومسؤولين في مجلس الحكم الانتقالي في العراق ومسئولين سياسيين.  

وكان مقتدى الصدر عرض مقترحات سلام على مسؤولين أميركيين من خلال وسيط.  

وقال عبد الكريم العنزي الذي عينه الصدر مبعوثا له ان الصدر طلب منه عرض عدد من مقترحات السلام على مسؤولين اميركيين.  

وقال العنزي ان السيد مقتدى طرح مقترحات ايجابية لانهاء هذه الازمة. ورفض الكشف عن تفاصيل المقترحات. واستطرد العنزي قائلا ان الصدر يدرك ان المواجهة المسلحة ليست في صالح احد.  

وتوعدت الولايات المتحدة باعتقال او قتل الصدر والقضاء على جيش المهدي التابع له ودفعت بتعزيزات من قواتها الى مشارف النجف حيث يعتقد ان الصدر موجود هناك. والتقى العنزي مع الصدر في النجف امس وقال انه سيجتمع في وقت لاحق من اليوم مع اعضاء مجلس الحكم العراقي لمناقشة مقترحات الصدر قبل ان يلتقي مع مسؤولين اميركيين.  

وعلى ذات الصعيد قال الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم الاربعاء انه مستعد للموت في المعركة من اجل انهاء الاحتلال الاميركي لبلاده لكنه ترك الباب مفتوحا امام وسطاء نواياهم حسنة يريدون المساعدة على انهاء العنف.  

وفي حديث مع وكالة الانباء الالمانية من مسجد الامام علي في النجف قال الصدر انه مستعد للتضحية بروحه من اجل نضال الشعب العراقي الصبور والبطولي لتحرير بلادي من بؤس الاحتلال. وقال انه غير مستعد لان ينفى الى ايران. ويقول الجيش الامريكي ان الصدر خارج على القانون بزعم تورطه في اغتيال زعيم شيعي اخر وينفي الصدر ذلك.  

وكان وفد من رجال الدين الشيعة اجتمع امس مع الصدر, ونقل عن احد المشاركين في الاجتماع قوله ان الصدر لمح الى احتمال قبوله تسوية لانهاء تحركه ضد التحالف. واوضحت انه عرض على الوفد الذي يمثل رجال الدين الشيعة الكبار في النجف بمن فيهم المرجع الاعلى آية الله العظمى علي السيستاني, حل "جيش المهدي" الذي يقوده اذا ما طلبت منه السلطات الدينية ذلك.  

وقال احد مساعدي عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمد بحر العلوم: "اجاب الوفد بانه لم يسأل شيوخ النجف قبل ان يشكل ميليشياته فلماذا يطلب الآن فتوى لحلها, لكن المفاوضات لا تزال مستمرة"—(البوابة)