سقط عدد من الشهداء والجرحى إثر سلسلة غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي على مواقع وتجمعات تابعة لقوات الأمن السورية في محافظة السويداء ومحيطها، في تصعيد عسكري جديد جنوب سوريا، وسط أنباء عن طلب أميركي بوقف الهجمات الإسرائيلية ضد الجيش السوري في المنطقة.
وأفاد مراسل قناة الجزيرة بأن إحدى الغارات استهدفت مبنى قيادة الشرطة في مدينة السويداء، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف العناصر الأمنية. ونشر جيش الاحتلال مشاهد مصوّرة قال إنها توثق الغارات الجوية التي نُفذت صباح الثلاثاء، واستهدفت مواقع وآليات عسكرية في محافظتي السويداء وريف درعا.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أميركي قوله إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالبت الاحتلال الإسرائيلي بوقف هجماته على الجيش السوري جنوب البلاد، وأن الأخير تعهد بوقف العمليات العسكرية بدءًا من مساء الثلاثاء.
في السياق ذاته، أفادت مصادر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، أعطيا أوامر مباشرة بشن ضربات على مواقع لقوات النظام السوري في السويداء، بذريعة استهداف أسلحة تم إدخالها إلى المحافظة.
من جانبه، علّق المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، على الأوضاع، معربًا عن قلق بلاده من تصاعد الاشتباكات في السويداء. وقال في تغريدة على منصة "إكس" إن واشنطن منخرطة في جهود تهدف إلى خفض التوتر وإيجاد تسوية شاملة تراعي مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك الدروز والقبائل البدوية والحكومة السورية.
وفي الداخل السوري، أعلنت وزارة الداخلية استمرار الاشتباكات في بعض أحياء مدينة السويداء، مؤكدة أنها تبذل جهودًا حثيثة بالتعاون مع وجهاء المدينة لإعادة الاستقرار. وأشارت إلى أنها سبق أن نجحت في طرد من وصفتهم بـ"الخارجين عن القانون" من مركز المدينة، وتأمين المدنيين، وإعادة فرض الأمن.
وأكدت الوزارة أن قائد الأمن الداخلي في السويداء التقى بعدد من رجال الدين ووجهاء المحافظة، حيث تم الاتفاق على سحب الآليات العسكرية وتثبيت نقاط أمنية استجابةً لرغبة الأهالي، في محاولة لتعزيز التهدئة. إلا أن هذه التفاهمات ما لبثت أن انهارت، بعد ما قالت الوزارة إنه "اعتداءات غادرة" من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.
واتهمت الداخلية السورية طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات لدعم تلك المجموعات، مشيرة إلى أن القصف استهدف مواقع تمركز القوات الأمنية والعسكرية، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف عناصر الأمن الداخلي والجيش السوري.
من جهته، قال قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، إن دخول قوات الأمن إلى المدينة كان ضروريًا لضمان استعادة النظام وفرض الاستقرار. وأوضح، خلال اجتماع مع وجهاء المحافظة، أن الجيش أعاد تمركزه خارج المدينة، متعهدًا بتحمّل المسؤولية عن أي تجاوزات قد تكون حصلت أثناء تنفيذ العملية الأمنية.
وكانت قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية قد دخلت إلى مدينة السويداء في وقت سابق، في محاولة لبسط السيطرة على الأحياء التي تشهد اضطرابات، ضمن مساعٍ رسمية لاستعادة الأمن وإعادة الهدوء إلى المدينة.