توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي في بيت لحم فجر اليوم مجددا واعتقلت المزيد من الفلسطينيين بعد العملية الفدائية التي نفذتها كتائب الاقصى في القدس.
ودخلت عربات جيب تحمل نحو 50 جنديا اسرائيليا مدينة بيت لحم بالضفة الغربية حيث قاموا باعتقال فلسطينيين وانسحبوا مع بزوغ ضوء النهار. وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية نبأ وقوع هذه الغارة.
وكان الجيش الاسرائيلي انسحب امس جزئيا من بيت لحم بعدما اعاد احتلالها ليلا اثر العملية الفدائية في القدس الخميس، فيما كان قتل الجمعة ايضا، ثلاثة فلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبعد كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح، تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) العملية الانتحارية التي ادت الى مقتل عشرة اسرائيليين في حافلة الخميس في القدس.
وفي قطاع غزة، استشهاد فلسطينيان قرب مستوطنة دوغيت اليهودية. وكان اقرباء للفلسطينيين ذكروا انهما ناشطان في كتائب شهداء الاقصى لكن مصادر امنية اكدت انهما رجلا شرطة قتلا بشظايا قذيفة اسرائيلية اطلقت باتجاه مسلحين كانوا يقتربون من المستوطنة.
واكد متحدث باسم الجيش ان جنودا اطلق النار على مجموعة من "الرجال المسلحين" الذين كانوا يقتربون من مستوطنات في شمال قطاع غزة بهدف وضع "عبوات ناسفة".
من جهة ثانية، استشهد ناشط فلسطيني صباح الجمعة برصاص اطلقه الجيش الاسرائيلي في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان جهاد السويدي (45 عاما) قتل في تبادل لاطلاق النار مع الجيش الاسرائيلي في قرية بيت عوا غرب الخليل.
وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه عثر على رشاش قرب جثته.
واكد الجيش ان السويدي كان ناشطا في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بينما قالت مصادر فلسطينية انه كان ناشطا في حركة الجهاد الاسلامي.
وبعد العملية في القدس توغل الجيش الاسرائيلي فجر الجمعة في بيت لحم ووصل حتى ساحة المهد، من دون ان يواجه اي مقاومة.
وانسحب الجنود الاسرائيليون بعد ساعات من دخولهم المدينة لكنهم بقوا في مواقع في مخيم عايدة للاجئين المجاور للمدينة الذي جاء منه الفدائي الفلسطيني. وجرت مواجهات بين سكان المخيم والجيش الاسرائيلي عندما بدأ هدم منزل اسرة منفذ العملية الذي كان من عناصر الشرطة الفلسطينية.
وعاد عناصر اجهزة الامن الفلسطينية الى مكاتبهم في بيت لحم التي كانوا قد اخلوها الخميس وانتشر عناصر من الشرطة الفلسطينية بزيهم الرسمي في شوارع المدينة.
واكد متحدث عسكري اسرائيلي ان الجيش "يواصل نشاطاته" في منطقة بيت لحم لكن حدة هذه التحركات خفت.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل نحو عشرة فلسطينيين وخصوصا اهالي ناشطين فلسطينيين ملاحقين.
وفي بيان اعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن العملية التي وقعت الخميس في القدس.
واوضح البيان ان "الاستشهادي القسامي علي منير يوسف جعارة من مخيم عايدة في بيت لحم صعد الى حافلة ركاب رقم 19 كانت تقل مغتصبين صهاينة (...) وفجر حزامه الناسف وفق الخطة المرسومة له".
وكانت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح اعلنت مسؤوليتها عن العملية ذاتها الخميس.
واكد البيان ان العملية "رسالة واضحة الى مجرم الحرب الصهيوني شارون انه لن يكون بعيدا عن ايدي مجاهدينا". وتابعت "نقول للصهاينة ان من يعجز عن حماية نفسه اعجز من ان يوفر الحماية لغيره".
وقد وقع الهجوم في حافلة قرب المقر الرسمي لاقامة شارون في وسط القدس واسفر عن مقتل عشرة اشخاص بالاضافة الى منفذ العملية.
وقد دفن اثنان من القتلى في العملية الجمعة.
من جهة اخرى قامت اسر ثلاثة جنود اسرائيليين اعيدت رفاتهم الى اسرائيل في اطار عملية تبادل مع حزب الله اللبناني الشيعي، بدفن الرفات في مراسم رسمية.
وفي هذا الاطار، اكد الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعد صلاة الجمعة ان كتائب القسام الجناح العسكري لحركته "خططت وستخطط" لاختطاف جنود اسرائيليين بهدف مبادلتهم بالاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
واخيرا ذكر شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي اعتقل في جنين في الضفة الغربية احد القادة السياسيين لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين شريف الطحاينة (38 عاما) الذي يجري البحث عنه منذ اندلاع الانتفاضة.
وقال شهود عيان ان جنودا اسرائيليين قاموا بنسف خمسة منازل يملكها ناشطون في حركة حماس قرب رام الله.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان الهجوم وضع مسمارا اخر "في نعش خارطة الطريق" للسلام التي تؤيدها الولايات المتحدة والتي تعثرت بسبب العنف. ويزور مبعوثون من واشنطن الشرق الاوسط هذا الاسبوع في محاولة لتنشيط خطة السلام.
وفي غزة هدد الشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" بخطف جنود اسرائيليين قائلا انها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الافراج عن نحو 7500 فلسطيني تحتجزهم اسرائيل في سجونها-(البوابة)—(مصادر متعددة)