الإمام طاهر القادري ما زال يعد “بثورة” في باكستان

تاريخ النشر: 08 سبتمبر 2015 - 04:34 GMT
الإمام طاهر القادري ما زال يعد “بثورة” في باكستان
الإمام طاهر القادري ما زال يعد “بثورة” في باكستان

بعد عام على الاعتصام الذي قام به انصاره أمام برلمان اسلام اباد بهدف اسقاط الحكومة، عاد الامام طاهر القادري الى العمل الدعوي واعدا بالقيام “بثورة” في اللحظة المناسبة.

وفي منتصف آب/ اغسطس 2014، سار آلاف من انصار الامام القادري والسياسي عمران خان بطل الكريكيت السابق الذي يقود حزب العدالة احد اكبر احزاب المعارضة، الى العاصمة ليطالبوا برحيل رئيس الوزراء نواز شريف الذي يتهمانه بالتزوير في الانتخابات التي جرت في 2013.

وبدا ان باكستان تهتز ورئيس الوزراء على وشك الرحيل مع شائعات بحدوث انقلاب عسكري وشيك لاعادة النظام. لكن بعد اسابيع من الاعتصام امام البرلمان وصدامات دامية، رحل المحتجون. اما الامام طاهر القادري (64 عاما) فقد سافر الى كندا حيث يقيم وقيل رسميا ان ذلك لمعالجته من مشاكل في القلب.

وفي نهاية رمضان، تجمع آلاف المسلمين في مسجد في لاهور عاصمة ولاية البنجاب (شرق) معقل القادري لعشرة أيام وليال من الصلوات والاناشيد تقطعها وجبات طعام في المساء.

وقال الامام والمقربون منه انها “تدريب” لتعليم المسلمين على الانضباط تمهيدا “لثورة” ستكون مستوحاة من “النظام الذي اقامه قبل 14 قرنا” النبي محمد.

ولم يعلق الزعيم الديني ذو اللحية البيضاء المشذبة كثيرا على تظاهراته العام الماضي.

وكان عدد كبير من المعلقين واعضاء الحكومة اتهموه العام الماضي بانه “دمية” يحركها ويمولها الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير لاضعاف السلطة المدنية وهي رواية تتكرر في بلد تاريخه حافل بالانقلابات العسكرية.

وعندما سئل عن هذه الاتهامات، قال الامام القادري “هناك دائما معارضون وحتى الانبياء كان لهم معارضون”.

ويتعارض هذا الحذر مع خطبه النارية العام الماضي التي القاها من سطح حاوية تم تحويلها الى مقر عام متنقل امام البرلمان. وهو يثير شكوك منتقديه.

وقال طاهر اشرفي رئيس المجلس الوطني للعلماء الهيئة المركزية لكبار رجال الدين في البلاد ان “القادري اراد دائما ان يشغل وظيفة عليا في البلاد بدعم من السلطات التي تفضل ان تبقى مخفية في الظل”.

اما المحلل السياسي الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير رسول بخش رايس فرأى ان “لديه طموحاته لكن في الوقت نفسه تم تحويله الى اداة بيد القوى السرية”. واضاف “انه يقرر بنفسه توجهات حركته السياسية لكن استفاد من دعم جهات كثيرة سياسية وغيرها لاطلاقه”.

ولم تؤد تظاهرات العام الماضي الى رحيل رئيس الوزراء نواز شريف لكنها ساهمت برأي عدد كبير من المحللين في اعادة غلبة الجيش على الحكومة المدنية في مجال الدفاع والسياسة الخارجية.

وفي لاهور ما زال انصار الامام القادري ينتظرون ثورته. وقال شمس الرحمن محسود (19 عاما) الذي جاء من جنوب وزيرستان المنطقة القبلية حيث تنشط فيها حركة طالبان التي يعارضها الامام القادري “سنعمل حتى حدوثها. الثورة لا تحدث بعد اعتصام او اثنين او خمسة”.

والامام متكتم على مشاريعه العملية في الامد القريب لكنه لا يكف عن اثارة حماس مؤيديه. وقال في احدى خطبه في لاهور امام الحشود “لن ننسى الدم الذي قدمه شهداؤنا لاحداث الثورة في هذا البلد”.

واضاف “استعدوا للجولة الثانية من معركتنا عندما ادعوكم من جديد”. لكن المؤيدين ينتظرون وهو عاد إلى كندا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن