قالت وزارة الخارجية الإماراتية يوم الإثنين إن الإمارات منعت أكاديميا من جامعة بريطانية كبيرة من دخول البلاد بسبب بواعث قلق من احتمال ان يتسبب ذلك في تعطيل جهود البحرين لانهاء الاضطرابات السياسية.
ولم تشهد الإمارات اضطرابات كالتي أطاحت بحكام عرب مستبدين لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إنها عازمة على منع وصول الاضطرابات إلى أراضيها.
وألغت جامعة لندن للاقتصاد مؤتمرا بشأن الربيع العربي كان من المقرر أن تعقده في الإمارات في 24 فبراير شباط وأرجعت السبب إلى "قيود مفروضة على المحتوى الفكري لهذا الحدث والتي تهدد الحرية الأكاديمية".
ولم تذكر الجامعة تفاصيل لكن كريستيان كوتس أولريخسن المحاضر بالجامعة قال انه منع من دخول الإمارات لدى وصوله إلى دبي في 22 فبراير شباط للمشاركة في المؤتمر الذي يحمل اسم "الشرق الأوسط: التحول في العالم العربي".
وفي بيان غير عادي يفسر اسباب استبعاد المحاضر قالت وزارة الخارجية إن الإمارات تدعم بشدة جهود حكومة البحرين وأحزاب المعارضة لحل الأزمة عبر الحوار السلمي.
وأضافت "وبما أن الدكتور كوتس أولريخسن قد نشر مرارا آراء ضد النظام الملكي في البحرين فقد ارتأت الإمارات أنه ليس من الحكمة أن تسمح في هذا المرحلة الحساسة التي يمر بها الحوار الوطني في البحرين بنشر آراء غير بناءة عن الأوضاع في مملكة البحرين من داخل دولة خليجية شقيقة."
ولا تزال البحرين تشهد احتجاجات شبه يومية بعد عامين من بدء انتفاضة مؤيدة للديمقراطية وضعت المملكة على خط المواجهة في صراع على النفوذ بالمنطقة بين إيران ودول مثل السعودية.
واستأنفت المعارضة والحكومة في البحرين محادثات الحوار الوطني في العاشر من فبراير شباط للمرة الاولى منذ يوليو تموز 2011. وتطالب الأغلبية الشيعية في البحرين بإنهاء الهيمنة السياسية للأسرة الملكية السنية وبمنح صلاحيات كاملة للبرلمان.
وكان أولريخسن انتقد في كتاباته رد فعل حكومة البحرين على الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في اوائل 2011.
ولم يتسن على الفور الاتصال بأولريخسن للتعليق لكنه قال في تصريحات لرويترز في 23 فبراير إن سلطات الإمارات اصدرت تعليمات لمنظمي المؤتمر بحذف أي نقاش عن البحرين من جدول الأعمال.
وقالت الإمارات انها تدعم التفوق الأكاديمي لجامعة لندن للاقتصاد والجامعة الأمريكية بالشارقة المشاركة معها في تنظيم المؤتمر لكنها أضافت "في هذه الحالة الخاصة جدا كان من المهم أن نقطع الطريق على كل ما من شأنه التعطيل على عملية الحوار الوطني في البحرين والتي ندعمها بشكل كامل في هذه المرحلة الصعبة."
ولم تبد الامارات خلال العام الماضي أي تسامح يذكر مع المعارضة الداخلية واعتقلت عشرات الإسلاميين الذين تقول السلطات انهم يخططون للاطاحة بالحكومة. وأغلقت ايضا المكاتب المحلية لعدد من المعاهد ومراكز الابحاث الاجنبية.
