هتاف غير مسبوق لنائب أردني.. "بالروح.. بالدم نفديك يا غازي"

تاريخ النشر: 10 نوفمبر 2019 - 01:48 GMT
النائب الهوامله
النائب الهوامله

لا يوجد سبب مباشر يدفع أهالي مدينة الطفيلة الاردنية للتحشد بالمئات والهتاف: “بالروح… بالدم… نفديك يا غازي”.

لكن تلك الرسالة وجهها لأصحاب القرار عصر السبت الشارع الطفيلي ليس في العاصمة عمان حيث يوجد الحراكيون في “حي الطفايلة” ولكن ايضا وسط عشائر مدينة الطفيلة نفسها.

الهتاف كان يخص عضو مجلس النواب “غازي الهواملة” الذي تحشد أكثر من 1500 مواطن من أقاربه ومؤازريه لاستقباله.

قبل الاستقبال الحار وقف عضو البرلمان وهو محام شاب بجانب أحد البيوت وارتدى “الشماغ الأحمر” أو “تلصم به” وهو تقليد عشائري يعني الغضب والحداد وإظهار التحدي ايضا.

للتو كان الهواملة مطلوبا على نحو مفاجيء في تحقيقات ظهرت فجأة ولها علاقة بملفات فساد.

 الشارع الاردني لا يصدق الأمر فالرجل مدافع شرس عن الفقراء والمسحوقين ولا تظهر عليه أية مظاهر ثراء من أي نوع.

الأهم أن الجمهور الذي هتف بحرارة ليفتدي غازي بالروح والدم تحركه قناعة بأن الاجراءات القانونية ضد البرلماني المناكف ليست أكثر من “تصفية حسابات سياسية”.

أهالي الطفيلة في العاصمة عمان وبعدما اعتصم بهم ممثلهم البرلماني كانوا قد أصدروا بيانا طالبوا فيه السلطات بتسليمهم “فاسدين كبار” مقابل السماح  بتوقيف  النائب وإحضاره للادعاء في عطلة برلمانية لا يبددها إلا “توقيت سيء جدا” من جهات قررت فتح ملف النائب المشاكس الآن وقبل ساعات فقط من خطاب العرش الملكي حيث يفتتح العاهل الملك عبدالله الثاني الدورة العادية الأخيرة للبرلمان صباح الأحد.

التوقيت أسوأ سياسيا لأن النائب الهواملة اشتهر أصلا وعرفه الشارع في مداخلة مثيرة له طالب فيها بالاحتكام للنص الدستوري الذي لا يخصص أي دور سياسي أو وظيفي للملكة في إدارة البلاد. وقتها كانت مداخلة حمالة أوجه من النائب الشاب.

لكن بعدها أصبح النائب الشاب نجما على شاشات ومساحات المعارضة الممكنة في الشاشات المحلية.

تعهد أهالي الطفيلة بمساندة ممثل مدينتهم في “معركة سياسية” وليس جنائية يخوضها، يقال انها بسبب مواقفه ورأيه السياسي.

لكن السلطات في هيئة مكافحة الفساد تقول إن ما يحركها الوقائع وليس الانطباعات والملف الذي يمكن استدعاء الهواملة بموجبه للتحقيق حول للقضاء العادل والنزيه والنائب رجل قانون ويعرف ذلك.

 لكن الشارع المحتقن له رأي آخر في مجمل المسألة وإن كانت عملية تحويل الهواملة إلى “نجم معارض” نفسها قد أثارت الجدل خصوصا مع غياب حكمة التوقيت والهندسة غير المقنعة على الأقل للرأي العام. 

(نقلا عن القدس العربي )