البوابة- خاص: تناقلت وسائل اعلام ومواقع تواصل مؤخرا، ودونما تحر، تقارير مثيرة للفزع تحدثت عن تحذير منظمة الصحة العالمية من تفشي انفلونزا الابل بين جماهير بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، وهو ما ثبت بالبحث انها معلومات مضللة.
التقارير المنشور معظمها في مواقع ومنصات باللغة العربية، وكما تبين، كان مصدرها الاساسي قصص اخبارية منسوبة الى مواقع وصحف ذكر من بينها "ديلي ميل" و"ذا فيديرال" و"ذا تايمز".
علما انه في ما يخص صحيفة "ذا تايمز" تحديدا، فان البحث في موقعها الالكتروني لم يسعف في العثور على اصل لهذه القصة!.
تقول الفقرة الاساسية المتناقلة من تلك القصص ان منظمة الصحة العالمية اصدرت تحذيرا لجماهير بطولة كأس العالم الحاضرين في قطر من الانتشار المحتمل لفيروس انفلونزا الابل.
وبالبحث ايضا في البيانات والاخبار الرسمية التي تصدرها المنظمة، لم يظهر اي تحذير من هذا النوع او بهذا الخصوص.
خبراء منظمة الصحة.. حقا؟!
على ان موقع "ذا فيديرال" كان نسب معلوماته بخصوص التحذير الى من قال انهم "خبراء تدعمهم منظمة الصحة العالمية"، والذين اشاروا الى ان بطولة كأس العالم في قطر - يشارك فيها 32 منتخبا من حول العالم- تنطوي على "مخاطر محتملة لا يمكن تجنبها لامراض معدية"، وخصوصا انفلونزا الابل.
واحال الموقع مصدر هذا التحذير الى دراسة بعنوان: "مخاطر العدوى المرتبطة بكأس العالم 2022 في قطر" والتي نشرها الخبراء المشار اليهم في عدد مجلة "نيو مايكروبز اند نيو انفكشنز" لشهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر ضمن موقع "ساينس دايركت".
وبالعودة الى موقع "ساينس دايركت"، فقد تبين ان هناك بالفعل تحذيرا من هذا النوع في الدراسة المنشورة، ولكنه كان تنبيها عاما تطرق الى عدد كبير من الامراض التنفسية الاخرى الى جانب انفلونزا الابل، والتي يمكن ان تتفشى بسبب التجمعات الكبيرة، كما هي الحال مع مونديال قطر.

لكن المفاجئ ان الخبراء الثلاثة الذين شاركوا في اعداد الدراسة لم تكن لأي منهم اي علاقة واضحة، ان لم تكن هناك اية علاقة اصلا، بمنظمة الصحة العالمية، ولم يكونوا هم ولا دراستهم تتحدث باسم المنظمة او تشير الى اي صلة بها.
انفلونزا الابل متفشية في تويتر فقط!
وفي وقت لاحق، ومع وصول البطولة الى مراحلها الاخيرة، طفت معلومات تتحدث عن اصابة لاعبين في منتخب فرنسا بانفلونزا الابل، وذلك قبل ايام من المباراة الحاسمة على اللقب، والتي سيخوضها مع نظيره الارجنتيني.
وقد تكفل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بنفي هذه المعلومات ايضا، والتي انتشرت عبر مواقع التواصل كما النار في الهشيم، متغذية خلال ذلك على التقارير السابقة حول تحذير منظمة الصحة حول تفشي المرض.
هذا التضليل والتلاعب بالمعلومات، والذي يرقى في بعض اوجهه الى الكذب، يمكن تلخيص امره بعبارة مقتبسة بتصرف من تقرير لمجلة "فوربس" تطرق الى قصة تتعلق بما يتداول حول فيروس انفلونزا الابل في قطر، والتي تقول "انتشار شئ على تويتر لا يعني بالضرورة انه ينتشر فعلا في الحياة الحقيقية".
وفيروس انفلونزا الابل ينتمي الى عائلة الفيروسات التاجية "كورونا"، ويتسبب بما يعرف طبيا باسم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس".
أعراض إنفلونزا الابل
تتمثل خطورة هذا الفيروس في ان معدلات الوفاة بسببه تصل الى 33 بالمئة. علما ان خبراء في منظمة الصحة يرون الان ان النسب المتعلقة بالوفاة ربما يكون مبالغا فيها.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان الفيروس مصدره الحيوانات التي تنقله الى البشر، وخصوصا الابل العربية.، وقد اكتشف أول مرة في السعودية عام 2012، ومن حينها جرى تسجيل اصابات به في 27 دولة حول العالم.
والمرض الذي جرى تسجيل بضعة الاف من الاصابات به منذ اكتشافه، قابل ايضا للانتشار من شخص لاخر عبر المخالطة اللصيقة، وان كان ذلك يحدث بصورة محدودة.
وقد لا تظهر اية اعراض على المصابين، او يعانون من اعراض معتدلة او حادة تنتهي بالوفاة.
والاعراض الاكثر شيوعا للاصابة بالمرض هي السعال وضيق التنفس والحمى، فضلا عن الالتهاب الرئوي، والاسهال واعراض مَعدية معوية اخرى.
وليس لمرض انفلونزا الابل اي لقاح متوفر حاليا، ويجري علاج المصابين بلقاحات محددة تعتمد على حالة كل مريض على حدى.