اغلاق مسجد على اثر اعمال عنف لبوذيين في سريلانكا

تاريخ النشر: 12 أغسطس 2013 - 01:39 GMT
اعمال عنف لبوذيين في سريلانكا
اعمال عنف لبوذيين في سريلانكا

اغلق المسؤولون المسلمون في سريلانكا اليوم الاثنين مسجدا جديدا في احد احياء كولومبو كان هدفا لهجمات عنيفة شنها بوذيون في نهاية الاسبوع الماضي.

ووافق مجلس مسلمي سريلانكا الذي يضم ممثلين من المجتمع المدني، على اغلاق مسجد غراندباس ونقل مكان العبادة الى مسجد قديم كانت الحكومة تنوي هدمه في اطار اعمال تجديد المنطقة.

وقال رئيس المجلس ن. م. امين "توصلنا الى تسوية الليلة الماضي".

واضاف ان "الحكومة ستلغي امر هدم المسجد القديم وستعطينا مساحة اكبر وستساعدنا في اشغال الترميم. اعتبارا من اليوم نغادر المسجد الجديد".

وكانت الشرطة السريلانكية فرضت حظر تجول مجددا في احدى ضواحي كولومبو الاحد غداة هجوم شنته مجموعة يقودها بوذي على مسجد السبت ادى الى اصابة اربعة اشخاص بجروح.

واعلنت الشرطة ان حظر التجول لمدة 13 ساعة سيفرض مجددا اعتبارا من السادسة مساء (12,30 ت.غ) في منطقة غراندباس التجارية والسكنية التي تبقى خاضعة لتدابير امنية مشددة اثر الهجوم السبت الذي ادى الى اصابة اربعة اشخاص بجروح.

وتحدث شهود عن حوادث رشق بالحجارة متفرقة في الحي الاحد فيما نشرت الشرطة تعزيزات امنية لابقاء الوضع تحت السيطرة.

وانتشر جنود على مفترقات الطرق الرئيسية فيما عقد مسؤولون حكوميون محادثات مع سياسيين مسلمين من اجل ايجاد سبل لتخفيف حدة التوتر.

ويعترض البوذيون في المنطقة على المسجد الجديد لانه اقيم في مكان كان موقع عبادة لهم. وجرت صدامات متقطعة الاحد على الرغم من الوجود المعزز للشرطة.

واعلن وزير التكنولوجيا شامبيكا راناواكا ليل الاحد الاثنين انه تم التوصل الى "حل عادل" مقبول من كل الاطراف. وقال للصحافيين ان "التسوية التي توصلنا اليها اليوم هي نقل المسجد الى موقعه الاصلي".

من جهته، قال وزراء مسلمون في الائتلاف الحاكم بينهم وزير العدل رؤوف حكيم ان عدم معاقبة المسؤولين عن مثل هذه الهجمات في الماضي ادى الى خرق النظام والامن.

وقال الوزراء في بيان مشترك ان "المفهوم القائل ان هناك عناصر في مجتمعنا يمكنهم التحرك بدون عقاب يجب ان يتم استئصاله بالكامل من الحياة العامة".

ويضم تحالف الرئيس ماهيندا راجاباكسي المؤتمر السريلانكي للمسلمين اكبر حزب سياسي مسلم في البلاد.

وعبرت السفارة الاميركية في كولومبو عن قلقها ازاء اعمال العنف وحثت السلطات على محاكمة المسؤولين عن الهجوم. وقالت السفارة في بيان ان "الحادث يثير القلق في ضوء عدد من الهجمات الاخيرة ضد الطائفة المسلمة في سريلانكا".

واضافت ان "استهداف اي مكان عبادة يجب الا يسمح به ونحث كل الاطراف على الهدوء".

كما دعت الولايات المتحدة كولومبو الى احترام حرية المعتقد.

وقد عبر مسؤولون مسلمون عن قلقهم اثر هجوم السبت الذي جاء بعد اعتراض بوذيين على فتح المسجد الجديد. وقال فطين فاروق رئيس جمعية علماء كل سيلان الهيئة التي تضم رجال الدين المسلمين في سريلانكا "فوجئنا لاننا كنا نعتقد ان الامور ستهدأ".

واضاف فاروق الذي كان يتحدث لوكالة فرانس برس "بهذا الهجوم نشعر بالقلق مجددا ونرى ان ذلك (العداء للمسلمين) يميل الى الاستمرار". وتابع "ندين هذا الهجوم".

واشار فاروق الى ان الهجوم الاخير وقع بعد خمسة اشهر على حملة معادية للمسلمين بلغت ذروتها باحراق محلين تجاريين يملكهما مسلمون خارج العاصمة.

وافرجت الشرطة عن ثلاثة رهبان بوذيين و14 شخصا آخرين في اطار التحقيقات في الهجمات التي وقعت في آذار/مارس.

وقال فاروق "كنا نعتقد ان الامور بدأت تهدأ منذ ذلك الحين". واضاف ان "الحكومة بذلت جهودا كبيرة لتهدئة الوضع لكن هذا الحادث وقع فجأة وهذا يثير قلق المسلمين".

ويشكل البوذيون سبعين بالمئة من سكان سريلانكا الذين يبلغ عددهم 20 مليون نسمة.

والمسلمون هم ثاني اكبر اقلية دينية ويشكلون اقل من 10% من السكان بعد الهندوس (13%). والبقية مسيحيون.

وشهدت الجزيرة نزاعا دمويا بين 1972 و2009 بين السكان التاميل ومعظمهم من الهندوس، والاغلبية السنهالية البوذية، اسفر عن سقوط مئة الف قتيل على الاقل.