مواجهات واضراب في تونس اثر اغتيال البراهيمي

تاريخ النشر: 25 يوليو 2013 - 07:50 GMT
“محمد البراهمي”
“محمد البراهمي”

مع انتشار نبأ اغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي عمّت الاحتجاجات عدة أنحاء من تونس، في الوقت الذي كانت الحكومة تعقد اجتماعا طارئا.

وتوجه الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، مساء الخميس، بكلمة للشعب على خلفية حادثة اغتيال السياسي المعارض، محمد البراهمي، وقال نريد المحافظة على الأمن لإحباط المخطط الذي يستهدف تونس. ومن يريد ترويع الشعب التونسي لن ينجح في ذلك.  واكد ان هدفنا الأول هو حفظ الأمن في تونس. وان من يقوم بمثل هذه الأعمال ليسوا مسلمين.

وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء التونسي علي العريض: "اغتيال البراهمي لم يستهدف بشخصه وانما استهدف تونس الثورة، حكومة ومعارضة ومسارا سياسيا."

واضاف بحسب ما ذكره تقرير نشر على وكالة الأنباء التونسية الرسمية: "يريدون الانقضاض على الثورة التونسية، التي تمثل أمل الربيع العربي في الانتقال الديمقراطي ويرغبون في ادخال البلاد في حرب أهلية عبر التشجيع على الفتنة والتقاتل."

اضراب عام

وقرر الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابات البلاد، خلال اجتماع عاجل، الإضراب العام في مختلف مناطق الجمهورية.

وبانتهاء الاجتماع، انطلقت مسيرة انتهت أمام مقر وزارة الداخلية بانضمام أعداد أخرى من المواطنين، تراوح عددهم بين 2000 و3000، بحسب شهود عيان. وبعد أن حاول الأمن تفريق المحتشدين، انسحب تاركا شارع الحبيب بورقيبة لهم.

وأعلنت الخطوط الجوية التونسية المملوكة للحكومة يوم الخميس انها ستلغي كل الرحلات الجمعة استجابة للاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام للشغل بعد اغتيال معارض بارز.

وقال بيان من الخطوط التونسية ارسل لرويترز عبر البريد الالكتروني " بعد الاعلان عن الاضراب العام تعلم الخطوط التونسية كل المسافرين أن كل الرحلات من وإلى تونس يوم الجمعة ستلغى

كما عقدت الجبهة الشعبية المعارضة، وهي التي كان ينتمي لها البراهمي، اجتماعا عاجلا دعت على إثره التونسيين إلى النزول للشوارع حتى إسقاط النظام. في الأثناء، كان المجلس التأسيسي التونسي، الذي ينتمي إليه البراهمي مرشحا عن تيار القوميين، بصدد الانعقاد للاستمرار في انتخاب لجنة الانتخابات.

وقال مصدر، إنّ الصدمة غالبت الأعضاء المجتمعين، فيما انهار رئيس المجلس بالبكاء أمام الصحفيين.

وغادر عدد من أعضاء نواب المعارضة المجلس للالتحاق بالمحتجين، فيما التحق البعض الآخر بالمستشفى الذي نقل إليه البراهمي. وعلى الفور، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا نددت فيه بعملية الاغتيال، مذكرة التونسيين بأنّ العملية جرت فيما الهيئات الشرعية تستعد لإنهاء الدستور، منبهة إلى أن "المجرمين الذين نفذوا الاغتيال" إنما أرادوا خلط الأوراق، داعيا التونسيين إلى عدم الوقوع في الفخ.

وفي الوقت الذي تجددت فيه نفس الأجواء التي شهدتها البلاد بعد اغتيال القيادي الآخر في الجبهة الشعبية شكري بلعيد في فبراير/شباط، حيث ترددت الاتهامات لحركة النهضة، نفى زعيمها راشد الغنوشي أي مصلحة لها في اغتياله، منددا بالجريمة "البشعة والجبانة."

وكانت مسيرات قد انطلقت في محافظات كل من سيدي بوزيد، موطن البراهمي، وقفصة وصفاقس وسوسة وتونس العاصمة. وأضرم محتجون النار في عدد من مقرات حركة النهضة في محافظة سيدي بوزيد.

وقال مصدر إنه تم نقل جثمان البراهمي من مستشفى محمود الماطري بأريانة إلى مستشفى شارل نيكول وسط العاصمة لتشريح الجثة، على أن يتقرر لاحقا موعد الجنازة التي وعدت المعارضة بأنها ستكون شعبية حاشدة، تماما مثلما كانت جنازة صديقه، شكري بلعيد.

ادانة اميركية

أدانت الولايات المتحدة بقوة يوم الخميس اغتيال السياسي التونسي المعارض محمد البراهمي ودعت الى تحقيق شامل لتقديم الجناة الى العدالة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف للصحفيين "هذا ليس الاغتيال السياسي الاول منذ الثورة التونسية ولا يوجد مبرر لمثل تلك الاعمال الجبانة والشائنة في تونس ديمقراطية."

واضافت "نحث الحكومة التونسية على اجراء تحقيق شفاف ومهني فورا لضمان تقديم الجناة الى العدالة في الوقت المناسب

وقالت وزارة الداخلية، إنّه تم العثور على جثة البراهمي داخل منزله، الواقع في حي الغزالة، بضاحية أريانة، شمال غرب العاصمة، مصابا بما لا يقل عن 11 رصاصة.

ونقلت مصادر أنّ مترجلا أطلق الرصاص على البراهمي الذي كان رفقة عائلته ساعة الهجوم.  والبراهمي، هو الأمين العام السابق لحركة الشعب، قبل أن يؤسس حزب التيار الشعبي، كما أنه المتحدث باسم تيار القوميين الناصريين في تونس. كما أـنّ فصيله انضم في الآونة الأخيرة إلى الجبهة الشعبية، التي أسسها المعارض البارز الآخر الذي تم اغتياله في فبراير/شباط، شكري بلعيد بمعية زعيم حزب العمال حمة الهمامي.