اعتبرت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ان الأجواء التي جرت فيها الانتخابات الرئاسية في روسيا لم تتسم بالعدالة والنزاهية الكافية، مضيفة ان العملية الانتخابية أظهرت تحيزا واضحا لصالح رئيس الوزارء فلاديمير بوتين.
وأشارت المنظمة في بيان صدر يوم الاثنين 5 مارس/آذار ان الانتخابات جرت وسط أنباء عن وقوع خروقات، مضيفة ان المشكلة الأساسية تكمن في ان النتيجة كانت معروفة منذ البداية في ظل مستوى متدن للمنافسة السياسية.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية الروسية قد أعلنت ان بوتين فاز في الانتخابات، وفق النتائج الأولية، بحصوله على أكثر من 63% من أصوات الناخبين.
وذكرت المنظمة ان جميع المرشحين في السباق الرئاسي أجروا حملاتهم الدعائية بحرية، لكن الظروف أظهرت انحيازا واضحا لصالح رئيس الوزارء الذي رشحه حزب "روسيا الموحدة" الحاكم.
وأعلن تونينو بيكولا منسق بعثة المراقبين التابعة للمنظمة ان وضع كاميرات الكترونية في العديد من مراكز الاقتراع لم يضمن شفافية عملية التصويت.
مع ذلك اعتبر المراقبون ان تنظيم الانتخابات الرئاسية كان أفضل من تنظيم الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في ديسمبر/كانون الاول الماضي.
وقال تيني كوكس رئيس البعثة في مؤتمر صحفي بموسكو يوم الاثنين، ان المراقبين لاحظوا تقدما في هذا الاتجاه وهم سيتحدثون عن نتائج عملهم في روسيا خلال الجلسة الخاصة التي ستكرسها الجمعية البرلمانية التابعة لمنظمة الأمن التعاون في أوروبا للوضع في روسيا خلال دورتها القادمة في أبريل/نيسان المقبل.
وكانت جميعة "غولوس" (الصوت) للرقابة على سير الانتخابات في روسيا قد أعلنت في وقت سابق ان الانتخابات الرئاسية اتسمت بمستوى متدني للتنافس وتدخل الدولة في عملية الاقتراع بالإضافة الى تلقيها شكاوى عن وقوع خروقات، بما فيها عدة حالات من التصويت القسري.
أعلن فلاديمير تشوروف رئيس لجنة الانتخابات المركزية الروسية صباح يوم الاثنين 5 مارس/آذار، ان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الاحد، وفق النتائج الأولية لفرز الأصوات.
وذكر ان نتائج فرز 99.3% من الأصوات تشير الى ان بوتين فاز في الجولة الأولى من الانتخابات بحصوله على 63.75% من أصوات الناخبين، يليه غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الذي صوت لصالحه 17.19% من الناخبين.
وجاء في المركز الثالث المرشح المستقل الملياردير ميخائيل بوخوروف الذي حصد 7.82% من الأصوات، يليه فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي بحصوله على 6.23%. أما سيرغي ميرونوف زعيم حزب "روسيا العادلة" اليساري فلم يتمكن من الحصول على ما يزيد عن 3.85% من الأصوات.
وأشار تشوروف الى ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 65.3% بزيادة نحو 5% بالمقارنة مع نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في روسيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
اشار تشوروف الى ان 47.22% فقط من سكان العاصمة الروسية صوتوا لصالح بوتين الذي يفوز بالرئاسة بعد ان قضى ولايتين رئيسا للدولة و4 سنوات رئيسا للوزارء منذ انتخاب الرئيس الحالي دميتري مدفيديف في عام 2008.
اما ميخائيل بروخوروف المعروف بتوجهاته الليبيرالية اليمينية فجاء في المركز الثاني بحصوله على 20.21% من أصوات سكان موسكو.
وفي بطرسبورغ التي تسمى "العاصمة الشمالية" لروسيا، حصل بوتين على 58.77% من الأصوات يليه بروخوروف بـ15.52%.
أوضح رئيس لجنة الانتخابات المركزية ان اللجنة تلقت يوم الاحد 178 شكوى بشأن سير عملية الاقتراع تشير الى احتمال وقوع خروقات خلال التصويت.
وأضاف ان معظم الشكاوى قدمتها الأحزاب السياسية، موضحا ان الحزب الشيوعي قدم 47 شكوى والحزب الليبيرالي الديمقراطي 49 شكوى وحزب "روسيا العادلة" 10 شكاوى.