اعتقلت قوات الاحتلال في العراق عضوين في القاعدة وجماعة انصار الاسلام، فيما ادى سقوط مروحية اميركية الى مصرع طياريها.وسياسيا، اعرب عضو مجلس الحكم احمد الجلبي عن اعتقاده بامكان اجراء انتخابات خلال 6 اشهر بينما عارض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مشاركة الامم المتحدة في هذه الانتخابات.
وكشف مسؤول عسكري أميركي رفيع السبت، عن إلقاء "قوات أجنبية صديقة" القبض الخميس، على عنصر رفيع ناشط في تنظيم القاعدة في العراق.
ونقل شبكة "سي ان ان" عن المسؤول الاميركي قوله ان حسن غول تم تسليمه الى الاستخبارات الأميركية، مشيرا في السياق الى انه لا ينتمي إلى جماعة "أنصار الإسلام" بل لتنظيم القاعدة.
ووصف مسؤولون أميركيون غول لشبكة "سي ان ان" بانه من "اللاعبين المهمين" الذي قام "منذ وقت طويل بتسهيل عمليات القاعدة".
ويعتقد المسؤولون الأميركيون إن غول لم يقض وقتاً طويلاً داخل الأراضي العراقية التي دخلها مؤخراً "لاستطلاع عمليات أخرى" لم يكشفوا النقاب عنها.
اعتقال شخصية بارزة في جماعة أنصار الإسلام
وفي سياق اخر، أعلن مسؤول أميركي الجمعة أن القوات الأميركية الخاصة اعتقلت شخصية بارزة في جماعة أنصار الإسلام التي تعمل في العراق والتي تقول الحكومة الأميركية إن لها صلة بتنظيم القاعدة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن حسام اليمني اعتقل خلال عملية جرت في الأسبوع الماضي قرب بلدة الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد.
وأضاف المسؤول "هناك احتمال قوي أن يكون هذا الرجل قد شارك في بعض من الهجمات الكبيرة في العراق." ولكنه امتنع عن تحديد أي الهجمات المقصودة.
ووصف المسؤول هذا الرجل بأنه مساعد كبير لأبو مصعب الزرقاوي الذي يشتبه بتخطيطه لقتل دبلوماسي أميركي في الأردن والإشراف على معسكر للإرهابيين في أفغانستان وله صلات بالقاعدة.
وعرضت الولايات المتحدة في العام الماضي مكأفاة تصل لخمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة الزرقاوي.
وقال المسؤول الأميركي إن اليمني هو أكبر عضو في جماعة أنصار الإسلام يعتقل حتى الآن. ولم يحدد المسؤول جنسية اليمني.
وأضاف "نواصل اعتقالهم الواحد تلو الآخر. هذا يحد من فعاليتهم كتنظيم إرهابي."
سقوط مروحية ومقتل طياريها
الى ذلك، اعلن الجيش الأميركي إن اثنين من الطياريين الأميركيين قتلوا عندما سقطت المروحية التي كانا يستقلانها في شمال العراق.
وقال الجيش الأميركي إن أسباب تحطم المروحية، التابعة للفرقة 101 المحمولة جواً، ما زالت غير واضحة.
ويعد الحادث الأخير الرابع من نوعه خلال الشهر الجاري، ومعه يصل عدد القتلى الأميركيين في العراق منذ بدء الحملة العسكرية في 20 اذار/مارس إلى 507 قتلى.
وعلى صعيد اخر، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة ان جنديا بريطانيا قتل واصيب اخر بجروح خطيرة في حادث سير جنوب العراق.
واضافت الوزارة ان الحادث الذي وقع الاربعاء قرب العمارة لم يكن بسبب اطلاق نار ضد القوات البريطانية العاملة ضمن القوات الدولية لاحلال الاستقرار في العراق.
وبمقتل الجندي البريطاني يرتفع عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية العاملة في العراق منذ اندلاع الحرب في 20 اذار (مارس) من العام الماضي الى 57 جنديا.
الانتخابات
وفي سياق التطورات السياسية، اعتبر العضو في مجلس الحكم في العراق احمد الجلبي الجمعة في واشنطن ان إجراء انتخابات امر "ممكن" قبل ان تنقل قوات الاحتلال السلطة إلى العراقيين.
وقال الجلبي في "امريكان انتربرازي انستيتيوت" في واشنطن "اعتقد ان اجراء الانتخابات امر ممكن". واضاف "يجب الا نبحث عن اسباب لعدم اجراء الانتخابات. يجب ان نقوم بما في وسعنا ليكون اجراؤها ممكنا وستكون ممكنة".
واضاف ان "من الممكن" حمل العراقيين على التصويت حول "ارائهم في ممثليهم في فترة انتقالية".
واعلن الجلبي ان العراقيين "محظوظون بأن يكون لديهم آية الله السيستاني" الزعيم الروحي للطائفة الشيعية في العراق الذي يطالب بجمعية انتقالية منتخبة بحلول 31 ايار/مايو.
لكن الاتفاق الموقع في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الذي يحدد مراحل نقل السلطة بحلول نهاية 2005، ينص على تعيين اعضاء الجمعية الانتقالية.
وقال الجلبي ان آية الله السيستاني "صديق من تيار الاعتدال، صديق من مؤيدي الديموقراطية. ويصر على ان يتمثل جميع العراقيين من جميع الطوائف بمندوبيهم في كافة القرارات الوطنية".
وذكر الجلبي ان المجلس مستعد "للعمل مع الامم المتحدة لايجاد حل" لمسألة الانتخابات لكن "العملية يجب ان تتم سريعا". وستعلن الامم المتحدة قريبا ارسال بعثة تقويم الى العراق بناء على طلب الاميركيين.
وفي هذا الاطار، اعرب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الجمعة عن معارضته لمشاركة الامم المتحدة في الانتخابات ودعا خلال خطبة الجمعة في مدينة الكوفة المقدسة وسط العراق الى وضع "دستور اسلامي".
وقال "انني ارفض ان تشارك الامم المتحدة او تشرف على الانتخابات لان الامم المتحدة ليست نزيهة واعطت شرعية لاحتلال العراق" من قبل قوات التحالف مشيرا الى ان المرجعية الدينية قادرة على "الاشراف على الانتخابات".
ودعا مقتدى الصدر "جميع الاحزاب الاسلامية الى وضع دستور اسلامي للسماح للعراقيين بحماية حقوقهم". ويتناقض موقفه مع موقف مكتب اية الله علي السيستاني الذي اعرب الاربعاء عن "ارتياحه" لعزم الامم المتحدة ارسال بعثة فنية الى العراق لدرس امكانية اجراء انتخابات عامة سريعا كما يطالب الشيعة.
وكان نور الدين الواعظ المدير الاعلامي لمكتب اية الله علي السيستاني اكد "نحن مرتاحون جدا لنتائج اجتماعات نيويورك والشعب العراقي هو ايضا مرتاح لان ما تحقق سيساعد على تحقيق الانتخابات الحرة والنزيهة والديموقراطية وباشراف الامم المتحدة".
والاثنين اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انه يعتزم ارسال بعثة حول تنظيم انتخابات في العراق كما تطالب واشنطن لكنه لا يزال بحاجة الى معلومات فنية اضافية قبل اتخاذ قراره.
ويصر السيستاني على اجراء انتخابات عامة ويرفض تعيين مجلس تمثيلي انتقالي عراقي كما هو وارد في اتفاق الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الذي يحدد مراحل نقل السيادة بحلول نهاية العام 2005.—(البوابة)—(مصادر متعددة)