اعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن مؤازرته انتفاضة العشائر العربية في دير الزور شرق سوريا التي وصفها بانها صاحبة الارض، ضد قوات سوريا الديمقراطية "الارهابية" الطامعة في السيطرة على الثروات في مناطق تلك العشائر.
.
وتفجرت الاسبوع الماضي مواجهات دامية بين بعض العشائر وقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الاكراد في اعقاب اعتقال الاخيرة قائد "مجلس دير الزور العسكري" الذي يعد احد مكوناتها ويتألف من مقاتلين من العشائر العربية.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على قيادة القوات المعروفة اختصارا باسم "قسد" ويعزى الفضل في تشكيلها الى حزب العمل الكردستاني الذي يشن تمردا مسلحا ضد الحكومة في جنوب تركيا منذ اكثر من اربعة عقود، وتصنفه انقرة باعتباره ارهابيا.
وتحظى قسد بدعم من الولايات المتحدة التي ضمته الى تحالف انشأته لمحاربة تنظيم داعش غداة سيطرته على مناطق واسعة من شمال العرق وشمال وشرق سوريا عام 20144.
وقال اردوغان في تصريحات للصحفيين على متن طائرة اقلته الاثنين، خلال عودته الى بلاده من سوتشي حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين ان العشائر هي صاحبة الارض، وحزب العمال الكردستاني مجرد تنظيم ارهابي.
واتهم الحزب بانه لا يتوانى عن ارتكاب مذابح دموية من اجل السيطرة على ثروات منطقة دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وخصوصا النفط، وهو كذلك لا يعترف بحق الناس في الحياة.
واكد اردوغان ان تركيا وجهت "التحذيرات اللازمة بهذا الخصوص للدول المعنية" وعلى راسها الولايات المتحدة حليفة الاكراد في سوريا
الاسد يتجاهل التطبيع
وقال انه ابلغ تلك الدول بان استمرار الدعم العسكري الذي تقدمه لحزب العمال سيسهم في المزيد من اراقة الدماء وزعزعة الاستقرار وتهديد وحدة اراضي كل سوريا، وايضا العراق، حيث للحزب امتدادات في اقليم كردستان شمالي هذا البلد.
واندلعت المواجهات بين العشائر العربية و"قسد" في منطقة دير الزور عقب اعتقال القوات الكردية قائد المجلس العسكري لدير الزور احمد الخبيل المكنى "ابو خولة" في 27 أب/أغسطس، وذلك بعد استدعائه الى مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وشهدت الايام الاخيرة اتساعات لنطاق المواجهات التي سقط فيها عشرات القتلى، وذلك مع انضمام المزيد من العشائر العربية الى قتال قسد في دير الزور ومحافظتي الحسكة والرقة.
على صعيد اخر، انتقد اردوغان القيادة السورية قائلا انها لا تتبنى نهجا ايجابيا حيال مساعي تطبيع العلاقات مع انقرة، متهما نظيره السوري بشار الاسد بتجاهل تلك المساعي.
كما تطرق اردوغان الى اعمال العنف في محافظة كركوك شمالي العراق، والتي تشهد توترا متصاعدا بين الاكراد من جهة والعرب والتركمان من جهة اخرى.
ودعا في هذا السياق الى الامتناع عن اية افعال قد تؤدي الى تغيير التركيبة الديمغرافية في المحافظة التي تتعايش فيها الاعراق الثلاثة منذ عقود.
واشتعلت كركوك بالتظاهرات العنيفة السبت اثر إغلاق انصار للحشد الشعبي طريقا واصلا بينها وأربيل عاصمة اقليم كردستان احتجاجاً على اخلاء واعادة تسليم الحزب الديمقراطي الكردستاني مقرا كان الحشد قد استولى عليه عام 2017.
وشكلت هذه المدينة تاريخيا موضع نزاع بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات اقليم كردستاني ذاتي الحكم.