اوكرانيا تتهم روسيا ب"اجتياح" اراضيها وتظاهرة دعم لكييف في موسكو

تاريخ النشر: 15 مارس 2014 - 03:52 GMT
البوابة
البوابة

اتهمت اوكرانيا السبت روسيا ب"اجتياح عسكري" لاراضيها وهددت بالرد "بكل الوسائل" بعد عملية مجوقلة خارج حدود القرم، وذلك عشية استفتاء حول انضمام شبه الجزيرة الاوكرانية الى روسيا.
وجاءت اتهامات كييف بعد وصول عشرات من الجنود ومروحيات واليات مدرعة الى قرية في شمال الحدود الادارية الفاصلة بين القرم وباقي مناطق اوكرانيا.
وهذا الموقع ليس الاول الذي تحتله القوات الروسية خارج القرم، كما انه لا يرتدي اهمية عسكرية كبيرة، لكن هذا التدبير يثير استياء الاوكرانيين في ظل موقف روسي محير يؤكد من جهة انه لا يرغب في "اجتياح" اوكرانيا ويتحدث من جهة اخرى عن تلقيه نداءات من مواطنين اوكرانيين يطلبون "حماية" موسكو.
وسارعت واشنطن الى الرد على هذا التطور الجديد، وقالت سفيرتها في الامم المتحدة السبت ان اي تقدم روسي في جنوب اوكرانيا "سيكون تصعيدا خطيرا".
وفي القرم حيث ستفتح مراكز الاقتراع ابوابها صباح الاحد، دعي مليون ونصف مليون من سكان شبه الجزيرة الى الاختيار بين الانضمام الى روسيا او البقاء في اوكرانيا. وستعلن النتائج الاولى لهذا الاستفتاء الذي سيجري وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش الروسي بعد اغلاق صناديق الاقتراع في الساعة 18,00 ت غ.
ويعتبر المجتمع الدولي ان هذا الاستفتاء غير شرعي وغير دستوري، الامر الذي كرره السبت مجلس اوروبا.
لكن مجلس الامن الدولي اخفق السبت في تبني قرار معتدل يندد بهذا الاستفتاء اعدته الولايات المتحدة بعد لجوء روسيا الى حق النقض (الفيتو). وامتنعت الصين عن التصويت في ما بدا ارضاء محدودا للموقف الغربي.
ميدانيا، تقدمت القوات الروسية وعبرت الحدود الادارية بين القرم وبقية انحاء اوكرانيا عبر نشر ثمانين جنديا ومروحيات واليات مدرعة في قرية مجاورة لهذه الحدود في منطقة خيرسون.
وعلى الاثر، اتهمت اوكرانيا روسيا ب"اجتياح عسكري" مؤكدة انها تحتفظ بحقها في "استخدام كل الوسائل الضرورية" لوقف هذا التقدم العسكري.
والواقع انه ليس الموقع الاول الذي تحتله القوات الروسية خارج القرم ما دامت نقطة التفتيش في تشونغار التي تسيطر عليها القوات الروسية والميليشيات الموالية لها تقع ايضا على بعد حوالى كلم واحد شمال الحدود الادارية.
في المقابل، اثار السبت مشروع ضم القرم الى روسيا احتجاجا غير مسبوق في موسكو.
وافادت مراسلة ومصور لفرانس برس ان نحو خمسين الف شخص من كل الاعمار تظاهروا من ساحة بوشكين في وسط موسكو حتى جادة ساخاروف، المعارض المعروف في الحقبة السوفياتية، منددين بسياسة فلاديمير بوتين حيال اوكرانيا.
وتزامن هذا التحرك مع تظاهرة مقابلة لنحو 15 الف شخص وفق تقديرات الشرطة تجمعوا قرب ساحة الثورة والكرملين تلبية لدعوة منظمات قومية، حاملين لافتات تدعم سياسة بوتين.
وليل الجمعة السبت، سقط قتيلان في مدينة خاركيف الناطقة بالروسية في شرق اوكرانيا جراء توتر بين القوميين الاوكرانيين ومؤيدي موسكو. فقد قتل ناشط موال لروسيا واحد المارة فيما اصيب خمسة اشخاص اخرين خلال تبادل لاطلاق النار. واعتقلت قوات الامن نحو ثلاثين شخصا وصادرت اسلحة.
واستندت روسيا الى هذا الحادث معلنة انها تتلقى "نداءات" من مواطنين اوكرانيين يطلبون حمايتها وانها "تدرسها".
والواقع ان فشل اجتماع لندن الجمعة بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف قلص في شكل كبير من امال كييف للحؤول دون انفصال القرم على وقع تنامي الحركة الانفصالية الموالية لروسيا في المناطق المجاورة.
في هذا الوقت، ينوي الغربيون اتخاذ مبادرات دعم مختلفة حيال اوكرانيا بعد فشلهم في مواجهة استراتيجية بوتين. وسيوقع الاتحاد الاوروبي الجمعة الجانب السياسي من اتفاق الشراكة مع اوكرانيا على هامش قمته في بروكسل، وفق ما اعلن رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك. اما الجانب الاقتصادي الذي قد تواجه بعض الشركات الاوكرانية صعوبات في تطبيقه فسيوقع "لاحقا".
وقد يعمد وزراء الخارجية الاوروبيون الذين سيجتمعون الاثنين في بروكسل الى تبني عقوبات بحق روسيا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن