قالت مصادر طبية وأمنية ان 19 شخصا لاقوا حتفهم في القاهرة وأصيب 183 عندما اشتبك متظاهرون أقباط يحمل بعضهم صلبانا مع قوات الشرطة العسكرية في أحدث نزاع طائفي بمصر يوم الاحد.
ورشق الاقباط الذين كانوا يحتجون على هدم ما يقولون انها كنيسة الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة وأضرموا النار في عدة سيارات.
واشتبك المئات من الجانبين بالعصي على جسر 6 أكتوبر. وامتدت الاحتجاجات في وقت لاحق الى ميدان التحرير الذي كان محور انتفاضة فبراير شباط ضد الرئيس السابق حسني مبارك. وقال شهود عيان ان الجيش دخل المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن بيان لوزارة الصحة ان 150 شخصا أصيبوا بجراح دون ان تشير الى عدد المحتجين بينهم.
وابلغت مصادر طبية وأمنية رويترز ان 19 شخصا على الاقل لاقوا حتفهم في الاشتباكات.
وجاءت أحداث العنف هذه قبل بضعة أسابيع من الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني لاول مرة منذ الاطاحة بمبارك.
ودعت الحكومة المصرية الى الهدوء. وقال رئيس الوزراء عصام شرف انه اتصل بمسؤولي الامن والكنيسة لاحتواء الموقف وتداعياته.
واضاف شرف على الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري على موقع فيسبوك "ان المستفيد الوحيد من هذه التصرفات وأعمال العنف هم أعداء ثورة يناير وأعداء الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه."
ونظم المسيحيون الذين يشكلون زهاء عشرة في المئة من سكان مصر البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة المسيرة احتجاجا على هدم جزئي لما قالوا انها كنيسة في قرية بمحافظة أسوان الاسبوع الماضي. لكن مسلمين ومسؤولين يقولون ان المبنى كان دار ضيافة حوله المسيحيون في قرية الماريناب الى كنيسة بدون ترخيص.
وطالب المحتجون باقالة محافظ أسوان لاخفاقه في حماية المبنى.
وأضرمت النار في أربع مركبات عسكرية على الاقل وأظهرت تغطية تلفزيونية المحتجين وهم يهشمون زجاج سيارات متوقفة وناقلات جند عسكرية تتجه بسرعة كبيرة صوب حشود المحتجين.
وسمع دوي اطلاق الرصاص وقال شهود عيان ان حشود المحتجين حملوا جثث القتلى. ولم يتضح من الذي يطلق الرصاص.
وقال مسيحي يدعى طلعت يوسف (23 عاما) ويعمل تاجرا لرويترز في مكان الاحداث ان المحتجين كانوا يسيرون بشكل سلمي.
واضاف يوسف "حين وصلنا الى مبنى التلفزيون (الحكومي) بدأ الجيش يطلق ذخيرة حية" مضيفا ان مركبات الجيش دهست محتجين وقتلت خمسة. ولم يتسن التأكد من صحة عدد القتلى الذي ذكره.
وتابع يوسف انه كان من المفترض ان الجيش "يحمينا".
وتظاهر ألوف المسيحيين في القاهرة والاسكندرية يوم الاحد بسبب هجوم على كنيسة في أسوان ورددوا هتافات مناهضة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيسه المشير محمد حسين طنطاوي.
وبعد الاشتباكات التي وقعت أمام مبنى التلفزيون تحدثت صحف محلية عن احتجاجات في محافظات يقطنها عدد كبير من المسيحيين. ولم يتم التحقق بشأن ذلك من مصدر مستقل.
وقال مسؤولون مصريون انهم سيحققون في اسباب أحداث العنف التي وقعت يوم الاحد ودعوا الى الهدوء.
وقال وزير الاعلام أسامة هيكل للتلفزيون الحكومي "نحن الان في أمس الحاجة للدولة ونحن الان محتاجين للحكمة ونحن في حاجة للوحدة من اي وقت مضى."