نظم عشرات الأشخاص تظاهرة احتجاجية في العاصمة بعد ظهور النتائج الأولية التي تفيد بتصدر حزب النهضة نتائج انتخابات المجلس التأسيسي.
ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة للحزب، ملقين باللائمة على الحكومة الحالية بشأن بعض التجاوزات، مثل تلك المتعلقة بتمويل الأحزاب. وفي وقت سابق تعهد حزب النهضة الاسلامي التونسي، الفائز باكبر عدد من الاصوات في الانتخابات التونسية التي جرت الاحد، بالعمل على اقامة مجتمع تعددي وعلماني واحترام حقوق الانسان.
وتشير النتائج الاخيرة الى ان حزب النهضة، وهو حزب اسلامي معتدل، هو الحزب الفائز باكبر عدد من الاصوات في اول انتخابات ديمقراطية تجرى في البلاد لتشكيل مجلس يكلف وضع دستور جديد لتونس، ويعين رئيسا انتقاليا، لكنه لم يحصل على الاغلبية
كما طمأن الحزب المستثمرين التجاريين بالعمل على تحقيق الاستقرار في البلاد "سريعا جدا"، معلنا التزامه باحترام حقوق المرأة، وكافة التعهدات والمواثيق والاتفاقيات التي ابرمتها الدولة في العهود السابقة.
وقال عبد الحميد الجلاصي، عضو المكتب التنفيذي في حزب النهضة الإسلامي، مخاطبا الصحفيين في العاصمة تونس الاثنين: "نود أن نؤكد لشركائنا التجاريين والاقتصاديين، ولكل الجهات الفاعلة والمستثمرين بأننا نأمل أن يتحقق لدينا قريبا جدا الاستقرار والظروف الصحيحة للاستثمار في تونس".
من جانبه، أكد نور الدين البحيري، عضو المكتب السياسي في حزب النهضة الإسلامي، التزام حزبه "باحترام حقوق المراة وكافة تعهدات الدولة التونسية".
وقال البحيري: "نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واستقلالية القضاء، واحترام حقوق المرأة، بل وتدعيمها على قاعدة المساواة بين المواطنين، بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة التي ينتمون إليها".
(التعاون الإسلامي): الانتخابات التونسية حرة ونزيهة وشفافة
أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن ثقتها في المكونات السياسية التونسية والتزامها بمبادئ الديمقراطية، وذلك في أعقاب انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس. وأكدت المنظمة على لسان فريق المراقبين الذي أوفدته إلى تونس مطلع الأسبوع الجاري لمتابعة العملية الانتخابية التي جرت أمس الأحد 23 أكتوبر 2011، أن انتخابات المجلس التأسيسي التونسي كانت حرة ونزيهة وشفافة وديمقراطية.
وأشار فريق (التعاون الإسلامي) المراقب إلى أن إقبال الناخبين كان كثيفا، في الوقت الذي أظهر فيه الناخبون التونسيون مسؤولية تاريخية تجاه العملية الانتخابية التي جرت لأول مرة في بلادهم، ليثبتوا للعالم أجمع فرحتهم ورقيهم وثباتهم وتصميمهم على دعم مبادئ الديمقراطية وحكم القانون، والتعايش السلمي، والحكم الرشيد. كما أشاد فريق المراقبين بالقيادة التونسية واللجنة الانتخابية المستقلة، والشعب التونسي على إنجاحهم هذه اللحظة التاريخية في البلاد.
وأعربت الأمانة العامة للمنظمة عن ثقتها بأن الأحزاب السياسية، ومؤسسات الحكم سوف تتقبل نتائج الانتخابات، وسوف تلتزم بالعمل في مسار الديمقراطية، ووحدة البلاد، وتنميته القطاعات الاقتصادية والاجتماعية لديه، بغية بناء مستقبل زاهر للتونسيين.
كلينتون
أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الاثنين بأول انتخابات حرة في تونس معتبرة أنها "مثالا يحتذى في المنطقة والعالم".
ودعت كلينتون في بيان لها المجلس التأسيسي الذي سيتشكل نتيجة هذه الانتخابات إلى "العمل بشكل مفتوح".
وقالت كلينتون إن "المواطنين التونسيين الشجعان يواصلون ببنائهم مستقبلا ديموقراطيا فرض أنفسهم كأمثلة تحتذى في المنطقة والعالم".
ومن دون التعليق على الفوز المحتمل لحزب النهضة الإسلامي، وصفت كلينتون الانتخابات بأنها "مرحلة تاريخية على طريق تونس منذ ديكتاتورية متسلطة حتى حكومة تحترم رغبات شعبها".
وتابعت كلينتون قائلة "إننا نشجع المجلس التأسيسي على العمل بشفافية وانفتاح في وقت سيتحمل فيه هذه المسؤولية الديموقراطية" مشيرة إلى أن التونسيين يتطلعون "إلى اكثر من خيار اقتصادي واحترام حقوق الإنسان الدولية".