اسلاميو الثورات العربية حذرون ازاء مسالة العلاقات مع اسرائيل

تاريخ النشر: 13 سبتمبر 2012 - 02:25 GMT
ارشيف/ متظاهرون في ميدان التحرير بمصر
ارشيف/ متظاهرون في ميدان التحرير بمصر

غلب الحذر على مقاربات المشاركين في ندوة "الاسلاميون والثورات العربية" في الدوحة ازاء مسألة العلاقات مع اسرائيل الشائكة بعد صعود الاسلاميين الى سدة الحكم في عدد من البلاد العربية ولا سيما مصر.

وبحث عدد كبير من المفكرين والقياديين الاسلاميين البارزين على مدى يومي الثلاثاء والاربعاء في الدوحة التحديات التي تواجه هذا التيار بما في ذلك العلاقة مع اسرائيل التي هي من حيث المبدأ عدوتهم الاساسية.

ودعا بعض المشاركين الى الدخول في تفاهمات خارجية جديدة بما في ذلك مع اسرائيل.

وقال المفكر الاسلامي عزام التميمي اثناء محاضرة بعنوان "الاسلاميون والعلاقات الخارجية" انه "على العرب الدخول في سلسلة تفاهمات جديدة تحل محل السابقة بعد صعود الاسلاميين الى الحكم".

واقر التميمي في تصريح لوكالة "فرنس برس" ان هذا الموضوع "يشكل تحديا بل مازقا عندما يتحول الاسلاميون من حركة سياسية تقول ما تشاء، الى حكومة يقع عليها واجب ادارة الامر بحكمة وتعقل".

كما اعتبر علي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا ان "امام الاسلاميين تحديات كبيرة عندما يحين وقت اسقاط المباديء والنظريات على ارض الواقع"، مشيرا الى "انهم الان في موقع اختبار".

من جهته ايضا دعا القيادي الاسلامي الاردني رحيل غرايبة الى "اعادة النظر في اتفاقيات السلام بين بعض الدول العربية واسرائيل وفقا للقواعد الدولية وللمصالح العربية" بعد ثورات الربيع العربي.

وقال غرايبة ان "اعادة النظر في هذه المعاهدات امر مشروع اذ لا وجود لمعاهدات ابدية".

واضاف الاسلامي الاردني ان "هذه المعاهدات تناقض كثيرا من القوانين الدولية وتنتقص من سيادة الدول العربية كما انها لم تعرض على مؤسسات منتخبة ولم تكن بالشفافية الكافية".

وبقدر ما شدد امين عام الجماعة الاسلامية في لبنان ابراهيم المصري على "وجوب احترام المعاهدات السابقة والتعامل معها بوعي وعقلانية"، الا انه يرى ايضا "وجوب اعادة النظر في هذه الاتفاقيات وعلى راسها اتفاقية كامب ديفد التي لم تحقق شيئا للمصريين ولا للفلسطينيين" بحسب رايه.

واضاف المصري لوكالة "فرانس برس": "يقينا، سيعيد الاسلاميون النظر في كل هذه الامور لكن بالاساليب الديموقراطية و بعيدا عن التشنج".

من جهته، رأى القيادي الاسلامي السوري البيانوني ان "الاولوية بالنسبة لنا هي تحرير الارض سلميا او بكل الوسائل المتاحة".

لكن البيانوني نأى بنفسه عن الحسم براي الاسلاميين في موضوع مستقبل العلاقات السورية الاسرائيلية في حال تمكنوا من السلطة. وقال: "ليكن واضحا اولا اننا لن نقبل الحكم بمفردنا، ومن ثم فان امرا كهذا سيخضع للتشاور الوطني".

وخلص البيانوني للقول "في كل الاحوال لا يمكن معالجة الاوضاع الفاسدة دفعة واحدة. ستكون هناك اولويات و على راسها اعادة بناء دولة مهدمة".

وفي السياق نفسه اوصى رحيل غرايبة الحكام الجدد في البلدان العربية بـ"البدء في اتمام القوة الذاتية لخلق موازين قوى جديدة في المنطقة تؤهلهم لاجراء معاهدات خارجية عادلة".

كما استبعد زعيم حزب الامة الاسلامي السوداني حسن الترابي انقلاب الاسلاميين على المعاهدات القائمة مستشهدا باية من القران الكريم "اتموا اليهم عهدهم الى مدته".

واعرب الترابي عن اعتقاده بان "المشكلة ليست في اسرائيل بحد ذاتها وانما في اللوبيات الصهيونية التي تتحكم بالقرار الاميركي".

واضاف انه " في كل الاحوال لا يليق بالمسلم ان يكون خائنا وغادرا بالعهد لكن في نفس الوقت يجب ان نسارع بذكاء وبلطافة في التخلص من ذلك، ولا يكلف الله نفسا الا وسعها" بحسب تعبيره.

اما بالنسبة لاستاذ التاريخ والباحث الفلسطيني بشير نافع فان "الاسلاميين يبدون اليوم مقاربات حذرة في موضوع العلاقة مع اسرائيل".

و يعتقد ان "المتاح امامهم في المدى المنظور هو تحسين المكاسب الفلسطينية بالضغط على اسرائيل" .

ويرجح نافع "على المدى البعيد الا يقبل هؤلاء بوجود دولة اسرائيل كما هي عليه اليوم من بنية تغلب فيها الصهيونية على اليهودية".

وامام هذه المقاربات الحذرة اعرب الناشط الاسلامي الكويتي ناصر الصانع عن "الاسف و الشعور بالالم لان التيار الاسلامي الصاعد في الدول العربية يتعاطى باولوية منخفضة جدا مع ملف العلاقات الخارجية".

لكن الصانع وجد لهؤلاء عذر "حداثتهم في السلطة".

وناقشت ندوة "الاسلاميون والثورات العربية، تحديات الانتقال الديموقراطي واعادة بناء الدولة" على مدى يومين عدة مواضيع من اهمها "الحقوق السياسية في سياق صعود الاسلاميين" و"هواجس الاقباط من الاسلام السياسي" و"ادارة التعددية والتوافق السياسي" و"الاسلاميون والعلاقات الخارجية والمعاهدات الدولية".

وحضر الندوة اغلب زعماء التيارات الاسلامية التي امسكت بالسلطة في بلدان الربيع العربي.

ومن اهم الحاضرين راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الحاكمة في تونس وابراهيم المصري الامين العام للجماعة الاسلامية في لبنان وعلي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق للاخوان المسلمين في سوريا ومحمد نزال القيادي في "حماس" وبرهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري السابق.