اقر الجيش الاميركي باسقاط مروحية له شمال بغداد، بينما قتل 30 شخصا بينهم 3 جنود اميركيين في هجمات وتفجيرات واكبت دخول خطة بغداد اسبوعها الثاني، وقررت ليتوانيا اللحاق بركب بريطانيا والدنمارك اللتين قررتا الانسحاب من العراق.
وقال المتحدث العسكري الاميركي الكولونيل كريستوفر غارنر ان مروحية النقل العسكرية من طراز بلاك هوك التي اعلن سابقا انها هبطت اضطراريا شمال بغداد، اسقطت على ما يبدو بنيران معادية.
وقال ان "المؤشرات الاولية تدل ان المروحية اسقطت بنيران البنادق الخفيفة والقذائف الصاروخية".
وذكر متحدث بارز في وقت سابق ان مروحية اميركية من طراز بلاك هوك قامت بـ"هبوط اضطراري" الاربعاء شمال بغداد من دون ان يسفر ذلك عن الحاق اي اذى بافراد طاقمها، حسب ما اكد المتحدث باسم القوات الاميركية.
وقال الميجور جنرال وليام كولدويل في مؤتمر صحفي ان "التقارير الاولية تشير الى انه كان يوجد تسعة افراد على متن المروحية وهبطت مروحية اخرى كانت ترافقها والتقطت هؤلاء بالفعل وكلهم بخير".
وقال ضباط عراقيون ان المروحية هبطت وسط مزارع بالقرب من بلدة الطارمية (30 كم شمال بغداد).
وعلى صعيد اخر، اعلن الجيش الاميركي
في بيانين الاربعاء مقتل ثلاثة من جنوده، اثنان منهم "اثناء عمليات حربية" في الانبار، والثالث خلال مشاركته في عمليات في شمال بغداد.وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الاميركي في العراق منذ الغزو عام 2003 الى 3142 قتيلا، وفقا لحصيلة وزارة الدفاع الاميركية.
من جهة اخرى، ضرب تفجير انتحاري بسيارة مفخخة صباحا مدينة النجف الشيعية المقدسة موقعا 13 قتيلا واكثر من 30 جريحا ولكن محافظ المدينة اسعد ابو كلل اكد ان قوات الامن تمكنت من منع الانتحاري من استهداف المدينة القديمة التي يوجد فيها مرقد الامام علي ومكتب المرجع الشيعى الاعلى اية الله على السيستاني.
وقال كلل ان "حاجزا الشرطة عند مدخل المدينة القديمة طلب من قائد السيارة ان يوقفها بعد الاشتباه الامر الذي ادى الى ان يبادر الانتحاري بتفجير نفسه ولم يتمكن من دخول المدينة القديمة" التي كان يستهدفها.
واضاف "كانت لدينا معلومات استخباراتية تقول ان هناك عددا من السيارات المفخخة منتشرة في محافظات الوسط وابلغنا محافظتي بابل وكربلاء بها وبالفعل عثر على ثلاث سيارات في بابل واثنتين في كربلاء". واوضح ان سبعة جنود وثلاث نساء وثلاثة اطفال قتلوا في التفجير الذي وقع..في ساحة الفتح عند مدخل المدينة القديمة.
وفي بغداد قتل عراقيان في تفجير صهريج مفخخ محمل بغاز الكلور في منطقة البياع (جنوب غرب).
كما جرح سبعة اشخاص جراء التفجير واصيب 25 شخصا باختناق نتيجة تسرب غاز الكلور.
وفي منطقة البياع كذلك قتل ثلاثة مدنيين واصيب عشرة اخرون اثر سقوط ستة قذائف هاون على عدة منازل وفق مصادر امنية.
وفي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية قتل 3 اشخاص واصيب اربعون اخرون في انفجار سيارة مفخخة بعد ظهر اليوم حسب المصادر نفسها.
وفي مدينة كركوك النفطية (شمال العراق) اصيب 19 شخصا في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشورجة (شمال المدينة) ذات الغالبية الكردية اليوم الاربعاء. واوضح المصدر ان عبوتين انفجرتا بعد ذلك بدقائق في محطة حافلات في وسط المدينة ما ادى الى اصابة عشرة اشخاص.
وكان 4 جنود عراقيين قتلوا وجرح 9 مساء الثلاثاء عندما اندلع حريق في معسكر للقوات العراقية في الحويجة (غرب كركوك). وقال مصدر امني ان الحريق ناجم عن ماس كهربائي.
ليتوانيا تلتحق
الى ذلك، اعلنت ليتوانيا انها تخطط لاعادة جنودها من العراق، ملتحقة بركب بريطانيا والدنمارك اللتين قررتا البدء في سحب قواتهما من هذا البلد.
وقالت بريطانيا في وقت سابق انها ستسحب نحو ربع قواتها من العراق في الشهور المقبلة. وقالت الدنمارك التي يعمل جنودها تحت إمرة القيادة البريطانية ان على القوات البرية ان تغادر. ويعمل الجنود الليتوانيون الـ53 بدورهم تحت امرة القيادة الدنماركية.
وقال وزير الدفاع الليتواني يوزاس أوليكاس لرويترز "اننا نخطط لسحب كل قواتنا لان البريطانيين والدنمركيين يفعلون ذلك." وقال ان القوات ستبقى حتى أغسطس اب على أقل تقدير وهو التوقيت الذي يعتزم فيه الدنمركيون المغادرة.
ترحيب
وقد رحب المسؤولون العراقيون واهالي مدينة البصرة (جنوب) بقرار بريطانيا سحب 1600 جندي خلال الشهور المقبلة وفقا لما اعلنه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاربعاء.
واكد سامي العسكري مستشار المالكي "نحن نتمنى ان يصل الوضع الامني للقوات العراقية الى ما نطمح له لكي تاخذ بيدها زمام الامور". وتابع ان انسحاب القوات البريطانية "هي رغبة الحكومة وكل القوى السياسية".
وقال النائب جلال الدين الصغير وهو قيادي بارز في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية (الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم) ان الاعلان عن العزم على سحب جزء من القوات البريطانية "مرحب به وهو انسحاب مطلوب".
ولكنه اضاف انه "يشترط الا يولد انسحاب القوات الاجنبية فراغات امنية وان يكون متناسقا مع بناء القوات الامنية العراقية".
وصرح رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة البصرة حكيم المياحي الذي اتسمت علاقته بالبريطانيين ببعض التوتر "اننا نرحب باي انسحاب للقوات البريطانية من داخل المدينة".
وقد اكدت الولايات المتحدة من جانبها تماسك التحالف الذي تقوده في العراق، معتبرة الاعلان البريطاني دليلا على احراز تقدم.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان "التحالف مازال متماسكا بل ان البريطانيين سيبقون على الاف من جنودهم في العراق في الجنوب."
وقالت رايس التي زارت العراق السبت ان مناقشات جرت مع لندن بخصوص الوضع في العراق وان القوات الاميركية تواجه تحديات وتهديدات مختلفة موجهة للقوات البريطانية في الجنوب.
ومن جانبه، اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان هذا القرار يعكس التقدم المحرز في العراق.
وقال من طوكيو في حديث اجرته معه محطة "اي بي سي" الاميركية ان "ما اراه هو ان العراق بات بلدا تسير فيه الامور في الاتجاه الصحيح".
وقال تشيني "اود ان تعلموا بان الشعب الاميركي لن يساند سياسة تقضي بالانسحاب" من العراق. واضاف "نود اتمام مهمتنا وان نقوم بذلك بشكل مشرف وان ننسحب من هذا البلد بشكل مشرف".