اسرائيل: قرار توجيه ضربة لإيران مازال معلقا

تاريخ النشر: 16 أغسطس 2012 - 05:52 GMT
وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك
وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك


قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الخميس إن إسرائيل لاتزال تبحث مسار العمل اللازم لمواجهة البرنامج النووي الإيراني مؤكدا تقييما أمريكيا أشار إلى أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن شن هجوم عسكري.

وقال باراك في البرلمان ردا على اتهامات وجهها نواب في المعارضة بأنه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يندفعان باتجاه حرب مع إيران "هناك مجموعة من تسعة (وزراء) وهناك مجلس وزراء (مصغر معني بالأمن) وأي قرار سيستدعيه الموقف ستتخذه الحكومة الإسرائيلية."

وتأثرت أسواق المال في إسرائيل بتعليقات مسؤولين وتقارير إعلامية تواترت خلال الأسبوع المنصرم ولمحت إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني القادم.

وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في مؤتمر صحفي في واشنطن يوم الثلاثاء إن من المهم أن يكون العمل العسكري هو "الملاذ الأخير" مضيفا أنه لايزال هناك متسع من الوقت أمام العقوبات والضغوط الدبلوماسية.

وقال بانيتا "لا اعتقد انهم اتخذوا قرارا يتعلق بما اذا كانوا سيمضون قدما ويهاجمون ايران في هذا التوقيت."

وخلال جلسة برلمانية أقرت تعيين وزير جديد للدفاع المدني قال باراك إنه تجري مناقشة المسألة الإيرانية بشكل متكرر وبعمق في اجتماعات الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف "هذا لا يعني أنه لا توجد اختلافات. المسألة معقدة لكن تجري مناقشتها" في إشارة إلى تقارير عن انقسامات بين القيادات العليا بشأن توجيه ضربة لمواقع نووية إيرانية.

وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس يوم الخميس انه يثق في تعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما بمنع حصول ايران على أسلحة نووية في تعليقات يبدو انها تحذر من تحرك عسكري اسرائيلي منفرد.

وقال بيريس للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي "انا مقتنع ان هذه مصلحة امريكية. انا مقتنع انه (اوباما) يدرك المصلحة الامريكية وانه لا يقول ذلك لمجرد ان يجعلنا سعداء. لا شك عندي بشأن ذلك بعدما اجريت محادثات معه."

واضاف "الآن.. من الواضح اننا لا يمكن ان نفعله وحدنا. يمكننا تأخيره (البرنامج النووي الايراني) من الواضح لنا اننا يجب ان نمضي مع امريكا. توجد اسئلة بشأن التنسيق والتوقيت لكن بقدر جدية الخطر فنحن هذه المرة على الاقل لسنا وحدنا."

وفي الاثناء، انهت اسرائيل اختبارا لنظام انذار بواسطة الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف الجوال، لابلاغ السكان في حال وقوع هجمات صاروخية.

ويأتي الاختبار الذي استمر لخمسة ايام بينما تتزايد التكهنات في الاسابيع الاخيرة حول امكانية شن ضربة عسكرية اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية ما من شأنه ان يؤدي الى رد ايراني.

وشمل الاختبار القدس ومدينة اراد في صحراء النقب ومدن العفولة والخضيرة بالاضافة الى منطقة الناصرة العليا المحاذية لمدينة الناصرة العربية في الشمال.

في غضون ذلك، اشار معارضون لشن ضربة اسرائيلية على ايران الى ان نحو 500 اكاديمي وجندي متقاعد وقعوا على عريضة تدعو الطيارين في سلاح الجو الاسرائيلي لرفض شن هجمات احادية الجانب.

ونقل البيان عن مناحيم موتنر وهو استاذ في القانون في جامعة تل ابيب واحد الموقعين قوله «اتفهم الاثار بعيدة الامد لهذه العريضة فاحتمال صدور قرار بمهاجمة ايران ابعد النوم عن جفني لاسابيع».

وكتب الموقعون ان اصابة مدنيين ايرانيين نتيجة لتسربات اشعاعية من اي من المنشآت المستهدفة قد يعرض الطيارين في المستقبل لاتهامات بارتكاب جرائم حرب. وتابعوا «نصدر هذا النداء لشعورنا العميق بالقلق فان مصيرنا ومستقبلنا هو الى حد كبير في ايديكم».

واشار استطلاع راي بان 61 في المائة من الاسرائيليين اليهود يعارضون ضرب ايران.

وفي موازاة ذلك بعث أطباء كبار في جهاز الصحة الإسرائيلي رسالة إلى بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، عبروا من خلالها عن تخوفهم من تبعات هجوم محتمل ضد إيران سيؤدي إلى حرب سيسقط فيها مئات القتلى ومن أن الآلاف سيعانون إصابات مختلفة وصدمات نفسية.

وفي المقابل، اكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي ان اسرائيل هي "ورم" غير طبيعي في الشرق الاوسط مؤكدا انها "ستختفي"، وذلك قبيل مسيرات "يوم القدس" التي ستجري الجمعة لمناهضة اسرائيل ودعم الفلسطينيين.

وبدأ تنظيم "يوم القدس" في العام 1979 بعد قيام الجمهورية الاسلامية في ايران.

وقال خامنئي في كلمة القاها في وقت متاخر من الاربعاء ان "نجم الامل" الذي اشرق في ايران خلال ثورتها الاسلامية، وخلال حربها مع العراق (1980-1988) "سيشرق كذلك على فلسطين وستعود اراضيها الاسلامية الى الشعب الفلسطيني".

وهاجم اسرائيل قائلا ان "هذا الورم المصطنع والمزيف سيختفي عن الخارطة".

واكد ان مسيرات يوم القدس ستكون "صفقة لاعداء الاسلام واعداء فلسطين" مضيفا ان ايران تعتبر دعم القضية الفلسطينية "فرضا دينيا".

وستجري مسيرات يوم القدس هذا العام وسط تزايد التوتر بين ايران واسرائيل، حيث صعدت الدولة العبرية لهجتها ضد طهران وهددت بشن هجمات ضد منشآتها النووية بسبب اعتقادها انها تستخدم لتطوير اسلحة نووية يمكن ان تؤدي الى تدميرها.